متطوعون يقدمون الإفطار للمحتاجين في النجف
النجف - لندن: «الشرق الأوسط»:يعد متطوعو مجموعة «أبو الفضل العباس» وجبات الإفطار السريعة للفقراء والمحتاجين في مدينة النجف العراقية منذ عام 2003، إلا أنهم يواجهون ظروفاً أكثر صعوبة وأشد قسوة في رمضان هذا العام. فبسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة وانخفاض قيمة الدينار العراقي، قفزت أسعار المواد الغذائية وأصبح كثيرون يجدون صعوبة في تحمل نفقة أساسيات الحياة في البلاد، حسب «رويترز».
وقال كريم الجبير، مدير مجموعة أبو الفضل العباس: «المواد الغذائية صعدت، كل شيء ارتفعت عندنا... قل الدعم، الذي كان يجيب مثلاً 10 أكياس (أرز) الآن يجيب 5 أكياس بالضبط، الأسعار أثرت، والدولار أثر عليها»؛ في إشارة إلى المتبرعين الذين يزودون مجموعته بعناصر ومكونات الوجبات اليومية. وتقوم المجموعة بطبخ الوجبات في مطبخها المؤقت بمنطقة مفتوحة. ورغم قلة الإمدادات، لا يزال المتطوعون يبذلون قصارى جهدهم لتقديم ما بين 700 إلى 1000 وجبة يومياً للعاطلين والفقراء من سكان النجف أو الزوار القادمين من الخارج الذين يتوافدون على المدينة القديمة لتناول الإفطار بشكل جماعي، جالسين على حُصر ملونة على قارعة الطريق.
وأضاف الجبير: «الفطور الجماعي بمدينة النجف يضم الأيتام والفقراء والمساكين والزوار والوافدين إلى مدينة النجف ومن الله التوفيق... بالنسبة إلى فطورنا يغذي تقريباً من 700 إلى 1000 نفر». وفي رمضان العام الماضي وبعد بضعة أشهر من تفشي جائحة كورونا، لم تتمكن المجموعة من تقديم وجبات الإفطار في الأماكن العامة، وكانت تقوم بإعداد طرود الطعام وتوصيلها إلى المنازل.
وقال عقيد عبد، وهو سائق عربانه (مركبة صغيرة تدفع باليد) وأب لخمسة أطفال: «أنا بعمل عملي في اليوم... ولكن في بعض الأحيان تذهب إلى السوق للعمل لا يوجد أي عمل ما عدا القليل لأن رمضان لا يوجد فيه شغل مثل الأيام العادية قبل شهر الصيام».
وقالت جزرا غانم، وهي أرملة مُسنة وأم لأربعة أبناء قتلوا جميعاً وتعيش في خرابة: «ما عندي أحد يعيني وعايشة، أولادي أربعة قتلوهم وزوجي توفي، والله ما حد أعطاني فلس». ولا تمتلك المُسنة العراقية أي مصدر للدخل وتعتمد فقط على مساعدات مثل هذه الجماعات.