طرائف رمضانية.. حكاية البخيل وقتيل القطائف
تم
طرائف رمضانية.. حكاية البخيل وقتيل القطائف
يُعد الشاعر جحظة البرمكي (ت٣٢٤هـ) من مشاهير المتطفلين فى زمانه، وكان من شعراء العصر العباسى الثاني، ورغم انتسابه لأسرة الوزراء البرامكة أصحاب النفوذ والثراء فى عصر هارون الرشيد، إلا أنه نشأ فقيرا مُعدما على خلاف أجداده، يتسول بالشعر ويعزف على الطنبور .
وقد سماه الشاعر الخليفة عبد الله بن المعتز بجحظة لجحوظ عينيه، وعاش طويلاً ومات عن ١٠٠ عام، وطيلة حياته ظل جحظة محبا نهمًا للحلوى، وفى مقدمتها القطائف.
ومن نوادر الحكايات ما ورد فى ديوان جحظة بتحقيق جان توما، أنه كان لأحد البخلاء في ذلك العصر، طبق قطائف قد نسي أن يأكله ففسد، فخشي البخيل أن يأكل ما في الطبق فيمرض، ولم يطاوعه قلبه على رمي القطائف، ففكر هذا البخيل فى إهداء هذا الطبق الحامض إلى جحظة.
وما أن رأى جحظة الطبق حتى انكب يلتهم القطائف، غير عابئ بطعمها الحامض، فتعجب البخيل وندم، وحاول استرجاع ما تبقى من القطائف بحجة خوفه على جحظة من الموت؛ لأنها تالفة،لكن صرخاته ضاعت عبثاً، فقال جحظة شعرا فى ذلك:
ش
دعاني صديقٌ لأكلِ القطائفِ.. فأمعنتُ فيها آمناً غيرَ خائفِ
فقــالَ بحزنٍ : رويـداً ومهـلاً.. فإنَّ القطائفَ إحدى المتـالفِ
فقلتُ لــهُ : مـا سمعنـا بميتٍ.. يقـالُ لــه.. قتيــلُ القطائــفِ.