اليورانيوم المنضب سلاح أزلي ضد العراق
الدكتور هيثم الشيباني
خبير في البيئه
[size=32]اليورانيوم المنضب سلاح أزلي ضد العراق[/size]
المدخل :
أقتبس ما قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل عن المؤرخ غيبونز المشهور في كتابته عن الأمبراطورية الرومانيه والثورة الفرنسيه وهو من كبار مؤرخي القرن التاسع عشر ( ان من يتصدى للتأريخ عليه أن يتجنب حرفا من حروف الأبجديه وهو الحرف أنا أي الحرف الذي يكتب فيه مؤرخ باسلوب المتكلم ) .
حيث أنني لست مؤرخا وأحسب نفسي شاهدا على شيئ من التأريخ وجدت نفسي مضطرا أحيانا لكتابة الأنا . وليس كل ما يعرف يقال.
لجنة دراسة آثار العدوان على البيئه في العراق:
بعد انتهاء الصفحة القتاليه من عدوان عام 1991 على العراق وسكوت المدافع , هرع ابناء العراق النجباء نحو تضميد الجروح و تشمير السواعد من أجل اعادة البناء فازدحمت في الرأس معلومات تبعث على القلق والخوف المبرر . تتعلق المعلومات في الأستخدام الجائر والمنفلت لسلاح اليورانيوم من قبل العدو ضد الأهداف العسكريه والمدنيه دون تمييز, حيث قام بقصف الأرتال المدرعه من جيش العراق المنسحبه في الجنوب ومناطق التجمع العسكريه القريبة من المدن أو في داخلها والعديد من الملاجئ المخصصه لأحتماء الناس بغض النظر عن كونهم من العسكريين أو من المدنيين . يضاف الى ذلك الدمار شبه الكامل لمنظومات مياه الشرب والصرف الصحي والمؤسسات الطبيه والجسور ومحطات الكهرباء والمصانع التي كانت تطرز أرض العراق , والدوائر اخدميه وما يتعذر تعداده , وان معظم هذه المعلومات مصدرها وسائل الأعلام الغربيه المعاديه والمستقله على حد سواء . وكان البعض منها يسرب الأخبار من باب التباهي والبعض الآخر من باب التشفي ولكل منها غاياته وأغراضه .
كان خبر طريق الموت قد انتشر بصفته واحدا من نماذج التدمير التي أحدثتها طائرات العدو مستخدمة سلاح اليورانيوم المنضب , الذي حول الآليات والبشر الى كتل من الفحم اضافة الى الأسلحة الأخرى . باسترجاع اختصاصي الدقيق وتجربتي العلميه والفنيه السابقه منذ عام 1961 , أصبحت قلقا من تداعيات ومترتبات هذا السلاح المدمر ,الذي لا يميز في تأثيراته بين طفل وشيخ وامرأة وجندي . وصار يقينا أن التلوث انتشر الى مسافات أبعد من مركز القصف .
يضاف الى سلاح اليورانيوم المنضب الذي استخدم ضد العراق , هو أن تأثيره السام والأشعاعي يستغرق ملايين السنوات.
كنت عضوا في المجلس الأعلى لحماية البيئه في العراق ,بصفة خبير منذ عام 1982 الا أنني اجتهدت في طرح مخاوفي حول ما حصل من تداعيات في المشهد البيئي في عموم العراق واستحصال الموافقه على برنامج استثنائي مخصص لغرض دراسة هذا المشهد والخروج بتوصيات وقرارات عمليه تتولاها جهة فنية مسؤوله مرتبطة بجهة مركزية ذات صلاحيات واسعه.
قدمت تقريرا الى وزارة الدفاع في أواسط عام 1991 , متضمنا تصوراتي ومخاوفي معززا بتوصيات عمليه وبرنامج عمل استثنائي جاد. وافق الوزير على التقرير جملة وأمر بمفاتحة ديوان الرئاسه.
أحسست بأن ثقلا قد زال عن صدري وأصبحت مطمئنا بأن المراجع سوف تتخذ ما تراه مناسبا بخصوص الموضوع.
صدر الأمر بتشكيل لجنة برآستي وعضوية ممثلين من الوزارات الرئيسية ذات الصله بهذا الملف , مثل الدفاع , والصحه , ومنظمة الطاقه الذريه , والصناعه ,والتصنيع العسكري والتعليم العالي والبحث العلمي , والزراعه وبعض الجهات غير المرتبطه بوزاره . يتضمن الأمر أن ترتبط اللجنه بأمانة مجلس الوزراء وتبدأ عملها فورا حسب ما ورد في التقرير.
وهكذا بدأت اللجنه بالعمل بروح الفريق الواحد .
أطلق على اللجنه تسمية (لجنة دراسة آثار العدوان على البيئة في العراق).
خصصت وزارة الصحه مقرا للجنه ضمن مبنى مركز حماية البيئه الكائن في منطقة العلويه خلف مستشفى الأشعاع والطب الذري وقدمت متطلبات السكرتاريه والمكتبيه وقاعة للأجتماعات .
كان الأثر البيئي للعدوان خطيرا ولا زال كذلك حتى يومنا هذا لأنه يرتبط بالأنسان وسلامته ويقتحم الماء والهواء والأرض . الماء هو مصدر الشرب والأرواء , والهواء هو الذي يدخل الى الرئة دون استئذان والتربة هي التي تجود علينا بمصدر العيش وديمومة الحياة . ان ذلك يعني أن العدوان لم يكن مقتصرا على القصف بالطا ئرات من مختلف الأنواع وصواريخ كروز عابرة المحيطات والقارات وكل ترسانة السلاح الأمريكي وحلف الأطلسي المعروفة والغامضه المسموحه وفق اتفاقيات الأمم المتحده وغير المسموحه أيضا . أي أن دول العدوان لم تتوقف عند المعايير الأخلاقيه للصراعات بين الأمم ولم تكتف بالصراع العسكري التقليدي بل مارست عدوانها على كل شعب العراق وعلى كامل أرضه مستهدفة البنية التحتيه دون رحمة.
خطة عمل اللجنه :
وضعت اللجنة على الطاولة خارطة طريقها كي تبدأ بالعمل فورا ورتبت الأولويات كل حسب خطورته وحسب تأثيراته فمنها قريب ومنها متوسط ومنها بعيد الأمد .
لقد قام العدو بتطبيق نظرية التدمير المزدوج أي التدمير المباشر بواسطة الأسلحة المعروفة في ذلك الحين , والتدمير غير المباشر بواسطة الأسلحة التي لم تكن مستعمله سابقا ولا معروفه . كل هذا جعل خارطة الطريق مثل غابة من السكاكين و الأشواك يصعب انتزاعها مرة واحده من جسد وطن يريد أن يتعافى من الجروح والطعنات التي أصابت كل موضع .
وجدنا أمامنا حجما هائلا من الهموم والمشاكل البيئيه مثل شحة وتلوث مياه الشرب , وتلوث مصادر تلك المياه بضمنها نهري دجله والفرات , وانهيار منظومات الصرف الصحي , وتدمير معظم المؤسسات الصحيه , والظهور السريع لأمراض غامضه بين صفوف السكان المدنيين والعسكريين دون تمييز ولا رحمه , وتراكم النفايات الصلبه داخل الأحياء السكنيه وعلى أطرافها , واكتشاف قوارض في الحقول الزراعيه غير المعروفة سابقا في العراق , وظهور آفات زراعية جديده , وأمثلة كثيره تشكل الواحدة منها كارثة لوحدها .
سلطنا الضوء على تلك المعضلات ورفعنا توصياتنا الى أمانة مجلس الوزراء, فتم الأيعاز الى الجهات الرسميه في الدوله كي تأخذ دورها الوظيفي المطلوب , ومارسنا واجبنا في المتابعة من خلال ممثلي تلك الجهات في داخل اللجنه .
لقد وجدنا أن العدوان كان طبعة مشابهة للحرب بالأسلحة الكيمياويه والبايولوجيه والأشعاعيه اضافة الى الأسلحة التقليديه . لقد تعامل أعداء العراق مع ابناء هذا الجيل والأجيال القادمه كما يتعاملون مع الفئران المختبريه بهدف الأبادة أولا والتجارب ثانيا . وهذا ما تأكد صحته خلال أيام العدوان ثم طيلة فترة الحصار على العراق منذ عام 1991 حتى عام 2003 وزادوه تأكيدا خلال الصفحة العسكريه , الذي فاق في بشاعته ونتائجه خيال مخرجي أفلام الرعب والجريمة العشوائيه و المنظمه وما أعقبه من انتهاكات لوجود الأنسان على وطننا الحبيب سوف يتم تفصيلها لاحقا .
اليورانيوم المنضب:
كتبت عددا من المقالات عن اليورانيوم المنضب ومصادره ومخزونه العالمي والأمم مثل العراق و فلسطين وكوسوفو التي ابتليت بتأثيراته المميته والخطيره ويمكن الرجوع اليها لمن يرغب .
أن اللجنة هي أول من قدم الدليل الميداني والمختبري على اكتشاف اليورانيوم المنضب في جنوب العراق وعلى الشكل التالي .
على الرغم من التعتيم الأعلامي الذي مارسته الولايات المتحده وبريطانيا حول قيامهما باستخدام اليورانيوم المنضب ضد أهداف عسكريه ومدنيه في العراق أثناء عدوان عام 1991 الذي استمر 42 يوما بلياليها , لكن اللجنه التقطت تسريبات اعلاميه غربية عن تدمير عجلات ودروع الجيش العرقي المنسحب من الكويت في منطقة أطلقوا عليها تسمية طريق الموت في جنوب العراق .
وضعنا خطة البحث و الأستقصاء على الشكل التالي :
-قيام فريقين مستقلين من وزارة الدفاع بزيارة المنطقه المنكوبه في جنوب العراق بحيث يقوم كل منهما بالأستطلاع والقياس الميداني , وجلب أكثر من نموذج من الأهداف المدمره , والتربة المحيطة بها , ومصادر المياه , والمزروعات الطبيعيه والبساتين , والحقول ان وجدت . نفذت هذه المهمه من قبل عناصر من وزارة الدفاع ومنظمة الطاقة الذريه , تتصف بالكفاءة العاليه والتدريب الراقي .
-استلام النماذج البيئيه من فريقي الأستطلاع ,وترقيمها من قبل رئيس اللجنه لضمان الجوده والسيطره النوعيه .
- تسليم النماذج الى مختبرات منظمة الطاقة الذريه, التي أثبتت جدارتها بعد حادثة تشرنوبيل في 26 نيسان عام 1986 باعتراف الوكاله الدوليه للطاقه الذريه, وهذا ما أشرت اليه في مقال سابق .
لقد قامت هيئة الطوارئ في منظمة الطاقة الذريه في استعداداتها لمواجهة العدوان الصاروخي على موقع التويثه , بوضع خطط مدروسه للأخلاء المنظم للمنظومات المختبريه قبل العدوان لحمايتها من التدمير . ان ما قامت به الهيئة من فعاليات وتدخل فعلي لمواجهة القصف المعادي على موقع التويثه والتدخل الميداني طيلة فترة العدوان قضية تفوق أي وصف تقليدي . يتعذر في سطور محدودة أن أوفي حق الهيئة ورجالها الذين كانوا رهبانا وفدائيين تفوقوا في أدائهم على ما نجده في كراسات ووثائق وأدبيات الطوارئ في الوكاله الدوليه للطاقه الذريه , والدول النوويه التي واجهت الحوادث النوويه , والموضوع يتطلب التفصيل لاحقا. لقد كان من ثمرات اجراءات هيئة الطوارئ هو المحافظة على منظومات القياسات والتحليلات المختبريه البيئيه .
الا أن المحدد الفني الذي كان علينا مواجهته هو مستوى الأشعاع الذي سوف نتعامل معه . يعتبر اليورانيوم المنضب من المصادر منخفضة الأشعاع فيزياويا وشديدة السميه كيمياويا أي أن خطورة التعرض الخارجي فيه أقل من خطورة التعرض الداخلي عن طريق الأستنشاق أو الجهاز الهضمي .
حيث أنه منخفض الأشعاع فذلك يعني أننا بحاجة الى أجهزة غاية في الحساسيه للكشف والقياس . ان أجهزة وزارة الدفاع مصممة أصلا لكشف الأشعاع الناجم من الضربات النوويه ويكون هذا الأشعاع كبيرا في العادة وعليه فأن أجهزة القياس والأستطلاع الأشعاعي صممت بموجب هذه الشدة من الأشعاع . كذلك فان أجهزة منظمة الطاقة الذريه مصممة أصلا لمراقبة الأشعاع في داخل محيط العمل وخارجه و للكشف عن الأشعاعات المتسربه من الحوادث النوويه وتكون عالية المستوى في الغالب . لكن المنظمه لديها وسائل للكشف والأستطلاع والقياسات االبيئيه .
حيث أن الأشعاع النووي بدون طعم ولا رائحه ولا لون وعليه يقتضي الكشف عن الأشعاع وقياسه بواسطة الأجهزة والمنظومات الألكترونيه وهذه الحقيقة تشكل تحديدات مهمة وجديه لها تأثير كبير على تشخيص اليورانيوم المنضب مختبريا . قدمت حول هذه التحديدات بحثا ألقيته في مؤتمر جامعة بغداد في آذار 2002 حول ( المعضلات المصاحبه لقياس اليورانيوم المنضب ) باللغة الأنكليزيه ** . يسلط هذا البحث الضوء على أهمية الحذر من الوقوع في الأخطاء الأحصائيه المصاحبه لعملية القياس , لأن هذه العمليه تتطلب مزيجا من الفهم في الفيزياء النوويه والهندسه الألكترونيه . دون هذا الفهم تصبح القياسات مشوشه وخادعه للباحث .
بعد تنفيذ عملية الأستطلاع الميداني للآليات والدروع المدمره بالقصف الجوي في جنوب العراق وأخذ النماذج البيئيه من داخل تلك الأهداف وما حولها والقيام بالقياسات والتحليلات المختبريه في منظمة الطاقة الذريه تاكدنا لأول مرة من استخدام الأعداء لسلاح اليورانيوم المنضب .
التأييد الدولي :
شجعنا هذا الجهد المهم ما قام به البروفسور الألماني هورست كونثر
وأحيي هذا العالم الأنساني الرائع وأعتبر مساعيه من أجل العراق والوقوف ضد انتهاك الأخلاق والقيم الأنسانيه التي مورست ضد العراق مسألة تستحق الأحترام , وجدنا هذا الرجل الكبير في العمر يقطع آلاف الآميال في طريق بري صحراوي من جهة غرب العراق قادما من بلاده ومتوجها دون توقف الى جنوب العراق ليقوم بالتقاط اطلاقة يورانيوم غير منفلقه ونماذج بيئيه من مناطق مختلفه وعينات من ادرار السكان المدنيين المتواجدين ضمن المناطق التي استهدفها القصف المعادي .
التقيت مع الرجل بحضور عميد كلية الطب في جامعة بغداد وتحاورنا كثيرا وأكد من جانبه لاحقا ما توصلنا اليه. بعد ذلك تكررت زيارات كونثر الى العراق حيث توسعت دائرة الأهتمام بهذه المسألة الخطيرة والمؤثره على حياة البشر والبيئة المحيطة به . لقد تعرض هذا الأنسان الى المساءلة والمواجهة ثم الحكم عليه بالغرامة الماليه في بلاده بسبب اتهامه بحيازة مصدر مشع دون ترخيص رسمي وكان ذلك جزءا من الحملة النفسيه والماديه عليه بسبب موقفه الأخلاقي من العراق . كان يحمل معه مشاريع مثل الرغبة في فتح فرع للصليب الأصفر في العراق والحصول على دعم مالي لمواصلة بحوثه فتوقفت عن التواصل الشخصي معه تاركا الموضوع الى الجهات صاحبة العلاقه بالجوانب الماليه والعلاقات الدوليه لأن هذا خارج مهام اللجنه .
دور الجامعات والمؤسسات الأكاديميه:
بعد أن صار موضوع اليورانيوم المنضب ضمن اهتمامات ومتابعات القيادة السياسيه توسعت دائرة المهتمين من مختلف الوزارات والتقطتها المؤسسات العلميه وجامعات القطر وأضاف الأكاديميون بعدا رصينا يستحق الأعجاب في تسليط الضوء على الموضوع وقاموا بنشر عدد من البحوث العلميه الرصينه وتخرج على أيديهم عدد من طلبة الدراسات العليا .لقد عقد في العراق أكثر من مؤتمر حول الموضوع و تحول المؤتمر الذي اقترحته لجنة آثار العدوان على البيئه في العراق , الى تظاهرة عالميه حتى أن بعض المتضررين من الذين شاركوا في حرب كوسوفو وتعرضوا لأمراض خطيره حضروا للأدلاء بشهاداتهم خدمة للحقيقة والتأريخ .
من أبرز الدروس التي استخلصناها في هذا المؤتمر هي أن جنود دول العداوان , هم أنفسهم أصيبوا بتأثيرات سلاحهم اليورانيوم المنضب , بسبب جهلهم أولا وأن قياداتهم أخفت عنهم هذه التأثيرات , بحيث أنهم طالبوا دولهم بتعويضات ماليه كبيره.
علمتني هذه التجربه ما عرفه الكثيرون وتداولنا حوله في العديد من المناسبات هو أن مغنية الحي لا تطرب . لذلك علينا أن نغادر التشكيك بجهود أبناء جلدتنا دون أن نبخس حق أنفسنا في وجوب البحث عن مصدر غربي كي يعزز ثقتنا بالآخر ومطلوب أيضا الأتعاض بدروس التأريخ , اذ كيف تبخرالبعض الذي كان يدعي الوصل باليورانيوم المنضب , بعد الاحتلال؟ .
استمر عمل لجنة آثار العدوان على البيئة في العراق لمدة عامين وبضعة شهور . بعد ذلك استقر الرأي الرسمي بدمجها مع أنشطة أخرى على أساس أنها كانت تصب في نفس المجرى , فانبثقت لجنة موحده برآسة وكيل وزير الصحه وصرت عضوا فيها . لقد أتاحت لي هذه الصيغه أن أعطي وقتا أكبر للأشراف على الدراسات العليا .
ان الملف البيئي في العراق عنوان طويل ولا تسعه مجلدات . يتطلب التصدي له جهود كل من في رقبته دين للوطن .
أن حب العراق لا يعرف الزمان ولا المكان فاما يكون أو لا يكون ولا توجد بين هذا وذاك حدود وسطى .
وهذا الحب أكبر مني وأكبر من أي مخلوق شرب من ماء دجلة والفرات , وفي عنق كل واحد منا دين واستحقاق يجب أن نؤديه من غير من أو أذى.
ان دول الأحتلال مدينة الى شعب العراق بفاتورة الحساب والمقاضاة أمام محاكم التأريخ والتعويض عن الأرواح الزكية التي أزهقت والأموال التي اغتصبت لكن من الذي يعوض دمار النفوس وضياع القيم؟.
ان مفهوم التجربة الأنسانيه مرتبط بشكل منطقي مع التأريخ والتأريخ حركة الزمن , وان كل ما مربنا من أحداث كان بحاجة الى برهة من الزمن كي تسجل الأقلام , فلا يمكن أن نشاهد البذرة وثمرتها في آن واحد , اذ لا بد من توفر تلك البرهة من الزمن . لقد تأكد لي أننا أفلتنا فرص تأمل ودراسة الزمن في كل نهضة حبانا الله بها وفي كل مصيبة حلت بنا . فهل سوف نتأمل ونحلل ونستنبط الدروس مستقبلا ؟ وهل ندرك أن الله أنعم علينا بمخزون حضاري وقيمي قل وجوده بين شعوب الأرض ؟ وهل أننا أهل له ؟
وختاما ليس كل ما يعرف يقال في هذه اللحظة من الزمن . ولكل حادث حديث .
مقالات سابقه عن الموضوع للكاتب:
اليورانيوم المنضب والأنسانيه المفقوده. 5 أيلول 2007. --
---المشهد البيئي في العراق. تموز 2007. -- رساله الى الضمير الوطني. 27 كانون ثاني 2008.
**Problems of the Detection and Measurement of Depleted Uranium
Dr. Haithem M. Ali Al-Shaibani ;Proceedings of the Conference on the Effects of the Use of Depleted Uranium Weaponry on Human and Environment in Iraq - Vol. I
Republic of Iraq Ministry of Higher Education and Scientific Research
26-27 March 2002 .
--Who Can Forgive the Crime of Using Depleted Uranium against IRAQ and Humanity,dec,21.2008.
الدكتور هيثم الشيباني
خبير في البيئه
تموز 2009