الضغوط العربية والدولية تتزايد لوقف الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين وسط تحذيرات من تداعيات حرب تحمل مخاطر على استقرار المنطقة.
غزة - تزايدت الضغوط الدولية والعربية لردع الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والدعوات لوقف التصعيد في غزة وسط تحذيرات من تداعيات إطالة هذه الحرب ومخاطرها على أمن المنطقة واستقرارها.
وفي سياق التصعيد وحرب الصواريخ بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية يستمر القصف العشوائي بشكل يومي وعلى مدى أسبوع، ما تسبب حتى الآن في مقتل 188 فلسطينيا بينهم 55 طفلا و33 امرأة و1230 إصابة بجراح مختلفة، بينما قتل على الجانب الآخر 10 إسرائيليين بينهم جندي وطفل.
وأكدت وزارة الصحة في غزة مقتل أربعين فلسطينيا في الضربات الإسرائيلية على القطاع الأحد في أعلى حصيلة يومية لتبادل القصف بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأكد جيش الإحتلال الصهيوني الأحد أن الدولة العبرية تواجه إطلاق صواريخ على أراضيها بوتيرة هي الأعلى ولم تشهدها من قبل.
وأطلقت حركة حماس والجماعات المسلحة في قطاع غزة المحاصر منذ مساء الاثنين الماضي نحو ثلاثة آلاف صاروخ على إسرائيل. وقال قائد قيادة الجبهة الداخلية أوري جوردين في لقاء مع صحافيين إن وتيرة إطلاق النار هذه تجاوزت تلك التي شهدها تصعيد في 2019 وحرب العام 2006 ضد حزب الله اللبناني.
وأفادت صحيفة إسرائيلية اليوم الأحد بأنه على الرغم من أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تلقت دعما علنيا من الولايات المتحدة وأوروبا، فإن الضغوط تتزايد خلف الأبواب المغلقة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ونقلت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية القول اليوم إن الدعم الدولي العلني الذي تتلقاه إسرائيل منذ إطلاق عمليتها العسكرية في غزة يقترب من نهايته "ما سيجبرها على التحرك نحو وقف إطلاق النار".
وذكرت "بينما تلقى الجيش دعما علنيا من الولايات المتحدة والدول الأوروبية خلال العملية، فإنه تم نقل رسالة خلف الأبواب المغلقة مفادها أنه يجب السعي لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن"، لافتة إلى أن "أحد الأسباب الرئيسية لهذه الضغوط هو الخوف من تدهور الوضع الإنساني في غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن هدف لقاء المبعوث الأمريكي هادي عمرو ووزير الدفاع بيني غانتس صباح اليوم كان إنهاء الأعمال العدائي.
مشاهد مروعة لاعتداءات إسرائيلية على منشآت سكنية في غزة
إلى ذلك قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اليوم الأحد إن إسرائيل تقوم "بانتهاكات صارخة" بحق الفلسطينيين ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العمليات العسكرية.
وأدلى الوزير بالتصريحات خلال كلمة نقلها التلفزيون في مستهل اجتماع طارئ عبر الإنترنت لمنظمة التعاون الإسلامي مع دخول القتال بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في غزة يومه السابع.
وأدان وزير الخارجية السعودي ما وصفه بأنه انتهاك لحرمة المقدسات الإسلامية وطرد الفلسطينيين بالقوة من ديارهم في القدس الشرقية.
ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه هذا التصعيد الخطير والعمل بسرعة على وقف العمليات العسكرية وإنعاش مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين.
بدوره أدان وزير الخارجية الكويتي أحمد الناصر جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن "ما تشهده فلسطين اليوم أحد أعنف اعتداءات الاحتلال الصهيوني".
وأضاف الناصر في كلمته اليوم الاحد أمام الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بالرياض، أن "تصعيد الاحتلال يهدد أمن وسلام المنطقة"، مشيراً إلى أن "جرائم الاحتلال في القدس هي انتهاك لكل الأعراف الدولية".
وأوضح أن "الانتهاكات الإسرائيلية في القدس تستهدف تغيير الحقائق وفرض الأمر الواقع"، معربا عن استنكار الكويت بـ"أشد العبارات محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس معالم القدس الشريف واستمرار بناء المستوطنات وتهجير الشعب الفلسطيني في خرق للقوانين والمواثيق الدولية".
وقال "نجدد تمسكنا بالموقفين العربي والإسلامي بأن السلام هو الخيار العادل والشامل".
ويعقد اجتماع منظمة التعاون الإسلامي افتراضيا بدعوة من المملكة العربية السعودية، رئيسة القمة الإسلامية ودولة مقر المنظمة، لبحث الأحداث الدامية والاعتداءات الإسرائيلية في أرض فلسطين وخصوصا في القدس، وما تقوم به إسرائيل في محيط المسجد الأقصى.
إسرائيل تدفع المنطقة برمتها نحو المزيد من التوتر والصراع وتهدد كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل
وخلال الاجتماع أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أن "القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى، والقدس ومقدساتها خط أحمر، ولا سلام شاملا ولا أمن ولا استقرار من دون تحرر القدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967".
وقال الصفدي في كلمة ألقاها اليوم الأحد خلال الاجتماع الاستثنائي الافتراضي لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية، "ستبقى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية المهمة الأسمى التي يكرس الوصي عليها، الملك عبدالله الثاني كل إمكانات الأردن لها".
وأضاف "ستظل المملكة تقف بكل إمكاناتها إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين لرفع الظلم عنهم وتلبية جميع حقوقهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة وفي الدولة المستقلة ذات السيادة على ترابهم الوطني".
وأكد الصفدي أن "المملكة ستتخذ، كما هو دأبها، كل الخطوات اللازمة لإسناد الأشقاء وحماية المقدسات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وحق المنطقة في السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والذي يشكل خياراً استراتيجياً سبيله الوحيد حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وقال إن "اجتماعنا الطارئ اليوم رسالة بأن العالم الإسلامي يقف متحداً ضد الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية اللاشرعية واللاأخلاقية واللاإنسانية في القدس المحتلة ومقدساتها وفي بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضد العدوان على غزة".
وتابع الصفدي أن "إسرائيل تدفع المنطقة برمتها نحو المزيد من التوتر والصراع، وتهدد كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل"، مشيرا إلى أن "وقف التصعيد يتطلب وقف كل الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية التي فجرته، والوقف الفوري للعدوان على غزة".
وشدد على أن "محاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس ومقدساتها خرق فاضح للقانون الدولي ودفع بالمنطقة نحو المزيد من التوتر والصراع" ، لافتا إلى أن "تهجير سكان حي الشيخ جراح من بيوتهم سيكون جريمة حرب لا يجوز أن يسمح المجتمع الدولي بارتكابها".
وقال الصفدي "يتحقق الأمن والسلام بانتهاء الاحتلال وتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإطلاق جهد دولي حقيقي يوجد الأفق السياسي المطلوب للتوصل إلى السلام العادل وفق حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال؛ أولوية يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فورا لتلبيتها".
وتحدث في غزة مشاهد مُروعة لمجزرة إسرائيلية بسبب غارات العنيفة العشوائية المكثّفة التي تشنها مقاتلات حربية فجر على مربعات سكنية، حيوي ومكتظ بالمواطنين في مدينة غزة، بشكل متواصل وبعشرات الصواريخ.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة في بداية اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأحد من أزمة إقليمية "لا يمكن احتواؤها" في إطار النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بينما أدت ضربات إسرائيلية مكثفة على غزة الأحد إلى مقتل 42 شخصا بينهم أطفال، مستهدفة مواقع عدة بينها منزل رئيس المكتب السياسي لحماس في القطاع.
وقال غوتيريش "يجب أن يتوقف القتال يجب أن يتوقف فورا"، واصفا العنف بأنه "مروع"، مضيفا أن التصعيد "يمكن أن يؤدي الى أزمة أمنية وإنسانية لا يمكن احتواؤها والى تعزيز التطرف، ليس في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل فحسب، بل في المنطقة برمتها".
ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 188 قتيلا وأكثر من 1200 جريح
من جانبه حذّر البابا فرنسيس الأحد من إمكانية تدهور الوضع في النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واصفا سقوط قتلى مدنيين بالأمر "الفظيع وغير المقبول".
وقال البابا في أعقاب صلاة "في هذه الأيام تهيمن اشتباكات مسلّحة عنيفة بين قطاع غزة وإسرائيل (على المشهد)، وتنطوي على خطر التحول إلى دوامة موت ودمار".
وأضاف الحبر الأعظم البالغ 84 عاما "أصيب العديد من الأشخاص بجروح وقتل العديد من الأبرياء، بينهم أطفال أيضا. إنه أمر فظيع وغير مقبول".
وتابع "أتساءل إلى أين ستقود الكراهية والانتقام؟ هل نعتقد حقا أنه بإمكاننا إقامة السلام عبر تدمير بعضنا البعض؟".
وجاءت تصريحات البابا التي وجهها إلى حشد في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعدما أقام قداسا خاصا ببورما صباح الأحد دعا فيه إلى وقف العنف.
كما حض البابا الذي يتطرق عادة إلى الأحداث الجارية خلال عظة الأحد، على التهدئة في الشرق الأوسط. وقال "أدعو إلى التهدئة وليوقف المسؤولون ضجيج السلاح وليسيروا في درب السلام، بمساعدة المجتمع الدولي".
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى "ممارسة أقصى قدر من النفوذ لوقف الأعمال العدائية بين غزة وإسرائيل"، معتبرة أنه نزاع "غير مسبوق في شدته".
وكتبت اللجنة الدولية في بيان نشر قبل ساعات من اجتماع افتراضي لمجلس الأمن مخصص لهذه المواجهات أن "سكان غزة وإسرائيل يواجهون أشد دوامة من الأعمال العدائية منذ سنوات"، داعية جميع الأطراف إلى "وضع حد لتصعيد العنف وضمان وصول أفضل إلى المتضررين في قطاع غزة".
ويجري وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء القادم محادثات طارئة عبر الفيديو بشأن تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، وفيق ما أكده وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد.
وقال بوريل على تويتر الأحد "في ضوء التصعيد القائم بين إسرائيل وفلسطين وعدد الضحايا المدنيين غير المقبول، سأعقد مؤتمرا استثنائيا عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء".
وأضاف "سننسق وسنناقش الطريقة المثلى التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساهم من خلالها في وضع حد للعنف الحالي".
وأفاد الاتحاد الأوروبي أن بوريل يبذل جهودا دبلوماسية "مكثّفة" للمساعدة على خفض التصعيد. وقد أجرى في هذا الإطار محادثات مع قادة إسرائيليين وفلسطينيين ودبلوماسيين كبار في الدول المجاورة.
وأكدت الإدارة الدبلوماسية الأوروبية في بيان السبت أن "أولوية الاتحاد الأوروبي ورسالته في هذا السياق واضحة: يجب أن ينتهي العنف الآن".
من جهته، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الأحد إلى إنهاء العنف في الشرق الأوسط والعودة إلى المحادثات. وكتب في تغريدة أنّ "ما نحتاجه الآن هو وقف الهجمات الصاروخية، ووقف العنف، واستئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول حل الدولتين".
وقال إنّ الوضع "القابل بشدة للانفجار" إقليمياً قد يؤدي إلى "عواقب لا يمكن التكهن بها"، مشددا على أنه "من الضروري منع حدوث ذلك".
وتواجه الدول الـ27 في التكتل صعوبات في توحيد مواقفها من النزاع إذ تدعم بعضها مثل ألمانيا والنمسا وسلوفينيا بشدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بينما تحضّ دول أخرى الدولة العبرية على درجة أكبر من ضبط النفس.