تركيا تهاجم ومحور المقاومة يتفرج
بيلسان قيصر
تركيا تهاجم ومحور المقاومة يتفرج
مرت أحداث غزة مرور السحاب فوق محور المقاومة، لكنه قرر أن لا يرفع رأسه الى السماء، لأن كل التصريحات المقاومجية فقدت بريقها، وتبين ان لمعانها كان بطلاء زائف غطي صدأها الذي زحف على كل المحور، وبدأ يتآكل تدريجيا. فشعارات حسن نصر الله وال(150) ألف صاروخ التي دوخنا بها عبد الباري عطوان مكررا بأن تحت عمامة السيد المقاوم هذا العدد الهائل من الصواريخ وانها موجهة من أماكن سرية نحو الكيان الصهيوني، وسيحين الوقت المناسب لتمطر صواريخ نصر الله سماءالكيان المسخ في الصميم، لكن مازال الجو صحوا وصافيا في اسرائيل، ولا أثر لصواريخ السيد، وتبين بعد أحداث غزة ان الصواريخ تحت العمامة لا تجرأ على مغادرتها، فهي لا تقل جبنا عن الصواريخ الخائبة تحت عمامة الخامنئي.
محور المقاومة عبارة عن اكذوبة كنا على يقين منها، ولكن بعض الناس كان لديهم شكوكا، بأن المحور على جاهزية كاملة لضرب الكيان الصهيوني، كنا نقول لهم أين الرد على الغارات الإسرائيلية على معسكرات المحور في سوريا؟ فيقولوا: سيضرب المحور في الوقت المناسب والمكان المناسب. وجائت معارك غزة لتزيل القناع عن هذا المحور المتخاذل الذي يثرر كثيرا، ويحمل من الشعارات ما لا طاقة له بها، ان محور المقاومة قائم على الكذب والدجل يتزعمه معممون، يعشعش إبليس تحت عمائمهم.
محور المقاومة اللبناني صاحب الـ(150) ألف صاروخ، فلتت منه ثلاثة صواريخ إستهدفت البحر وأسماكه، وإعتذر محور المقومة على الفور ، معلنا عدم مسؤليته عنهاّ يا للعار! لقد اصبح ضرب الكيان مرفوضا من قبل محور مقاومة السيد.
اما سوريا العروبة، فإن الشبحية تركوا محور المقاومة جانبا، مهتمين بمحور تجديد إنتخابات جزار سوريا بشار الأسد، فالإنتخابات عند محور المقاومة أهم من الجهاد ومقاومة الكيان الصهيوني، والأسد كما عبر آلاف المرات سيرد في الوقت والمكان المناسب، ومنذ تولى بشار القيادة ولحد الآن يكرر نفس الكلام، اي لا جديد من هذا المحور المقاوم.
الحوثويون اقوالهم ضد الكيان الصهيوني، لكن افعالهم ضد المملكة العربية السعودية، ولأنهم دمى عرائس والخيوط بيد الخامنئي، فلا أمل منهم، فمحورهم أعوج، وصواريخهم تحكمها بوصلة الولي الفقيه، وهي لا تنحرف ولا تميل عن إتجاه السعودية.
محور المقاومة في العراق، مهمته الرئيسة تصفية الناشطين المدنيين، والوجوه البارزة في التظاهرات ضد العملية الفاسدة، ومع أحداث غزة كان نشاط محور المقاومة العراقية يتمحور في إغتيال المزيد من الناشطين.
لأن محور المقاومة العراقية الموجود في سوريا الأسد، وهو على قرابة أميال من الجولان المحتل ولأن المحور مبدئي جدا، ويحترم السيادة السورية (المنتهكة من قبل روسيا والولايات المتحدة وتركيا وايران والميليشيات العراقية والافغانية والباكستانية فقط)، فأنه لا يستطيع القيام بأية عملية ضد الكيان إحتراما لإرادة الأسد، وسيادة سوريا المحترمة.
لكن لا عذر لمحور المقاومة في القيام بعمليات ضد الإحتلال التركي على الأراضي العراقية.
الإحتلال واحد بغض النظر عن الجهة التي تحتل البلد، إسرائيل تحتل فلسطين، وايران تحتل عربستان والجزر العربية الثلاث، وتركيا تحتل شمال العراق، وحزب العمل الكردي التركي يحتل سنجار وجبل قنديل.
ولأن محور المقاومة ولائي التوجه، ولا يتحرك إلا بأوامر الخامنئي، فلماذا لا يقوم سيد المقاومة العراقية (مقتدى الصدر) بإرسال سرايا الرعاع الى شمال العراق ومقاومة الإستعمار التركي؟ بدلا من قيامهم بقمع المتظاهرين واحتلال سامراء. واين بقية عناصر محور المقاومة الذين أثبتوا نحاحا باهرا في إغتيال وخطف الناشطين العراقيين كعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، والنجباء وبقية الميليشيات الولائية؟
مؤخرا اندلعت النيران في عدد من القرى الحدودية العراقية بسبب القصف التركي والاشتباكات بين القوات التركية وعناصر من حزب العمال الكردستاني. وذكر أحد سكنة هذه القرى ان 99 % من أراضي القرية في محافظة دهوك احترقت بالكامل. وهاجر سكانها الى مناطق أخرى.
المصيبة لا الحكومة العراقية، ولا حكومة الإقليم ولا محور المقاومة تحركوا ضد الإحتلال التركي، والقصف التركي المتكرر لقرى في الإقليم.
نقول لمحور المقاومة هذا الإحتلال التركي في أرضكم، والطريق مفتوح أمامكم، لنرى مقاومتكم يا محور المخادعة! او ندس أحذيتنا في أفواه قادتكم المتشدقين بالمقاومة.
طلقة طائشة
إذا كان الحشد الشعبي ممثلا بمحور المقاومة يساند حزب العمال التركي المعارض، وتصرف رواتب هذا الحزب الإرهابي (مصنف عالميا) من قبل الحكومة العراقية، علاوة على تجهيزه بكل الإحتياجات العسكرية والمدنية، بل هو جزء لا يتجزأ من الحشد الشعبي، الا يعطي هذا مبررا لمحور المقاومة لصد العدوان التركي وإنهاء إحتلال الأراضي العراقية؟
الأغرب من كل ما ذكرناه، ان العراق يحارب الإرهاب الداعشي من جهة، ويحتضن الإرهاب التركي من جهة أخرى! من يحل لنا هذا الإشكال؟
بيلسان قيصر
مايس 2021
البرازيل