بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
القدس بوصلة الأمة وغزة سراجه
شبكة البصرة
بقلم عمر الحلبوسي
في لحظة انكسار كانت تخيم على الأمة جراء حملة تطبيع الأنظمة الوظيفية التي أعطت صورة لدى بعض المتشائمين بأن الأمة في تراجع وتراخي بفعل حكومات العربان التي خاضت سباق التطبيع مع العدو الصهيوني، جاء الرد جليا من بيت المقدس وأكنافه ومن مفخرة الأمة غزة المقاومة التي تكاملت مقاومتها مع بقيت أراضينا في فلسطين لتشكل الصورة الحية للأمة الإسلامية المقاومة للعدوان الصهيوني وحلفائه والتمسك بالمقاومة منهاجا وطريقا حتى النصر والتحرير على يد شباب الأمة الذين صدق فيهم قول رسول الله (الخير باقٍ في أمتي إلى قيام الساعة).
]لقد مَنّ الله على الأمة بهذه المواجهة العظيمة التي كانت تحتاجها لإعادة تصويب البوصلة نحو الأقصى والقدس وانبعاث الهمة في جيل الأمة الناشئ الذي يمثل أمل الأمة على امتداد جغرافيتها وهو ما تجسد في الموقف الشعبي المؤيد والمتضامن مع شعبنا الفلسطيني في هذه المعركة التي لا تمثل معركة فلسطين فحسب، بل هي معركة الأمة مع احتلالين الداخلي المطبع والاحتلال الخارجي العدو الصهيوني.
لقد غيرت غزة المقاومة ميزان القوى وأعطت معادلة جديدة هي استدراج العدو الصهيوني لمنطقة الموت المفتوح من خلال جره للمواجهة المباشرة والتي كسر فيها العدو وقبته الورقية التي وقفت عاجزة أمام ضربات المقاومة بالرشقات الصاروخية المتواترة التي كبدت العدو الصهيوني خسائر فادحة بالأرواح والبنى التحتية وهو ما يتكتم عنه الكيان الصهيوني لكي لا تفضح هشاشته وانكساره، لكن ما يصدر من الداخل
لقد تصاعدت انتفاضة شعبنا في كل مناطق فلسطين تحت راية واحدة وصوب هدف واحد والتي جاءت متكاملة لتعطي هذه المعركة زخما شعبيا تعبويا تحول فيه شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم واستعادة زمام المبادرة بحسب توقيت أبي عبيدة الناطق باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذي وعد وأوفى بالعهد والوعد الذي شفي صدور قوم مؤمنين وتعالت أصوات التكبير وتهليل فرحا برد المقاومة الذي حقق هدفين بنفس الوقت، ألجم المطبعين الذين شككوا في رد المقاومة وكذلك قوة الرد التي شكلت ردعا عظيما للعدو الصهيوني وهو ما لم يكن في حسبانه والذي تجسد فيه انتصار الأمة وتقدمها نحو الهدف الأسمى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
قد تعاظم الموقف الشعبي الإسلامي على امتداد العالم ليشكل صفا واحدا في مواجهة العدو الصهيوني واستعادة تصويب البوصلة لتكون عيون الأمة وأفئدتها مصوبة نحو القدس والأقصى وهو ما يعيد الأمة على الطريق الصحيح في مسيرة المواجهة الكبرى لاستعادة الحق المسلوب وإقامت دولة فلسطين العربية الإسلامية على كافة تراب فلسطين ومائها وسمائها إذ لا مكان للمحتل على أرضنا لأن أرضنا لا تتسع لهويتين، بل هويتها واحدة عربية إسلامية مطرزة بالكوفية الفلسطينية.
إن المتتبع لهذه المعركة المباركة " معركة سيف القدس" تتجلى له حقائق لها ما بعدها وهو ما يبدأ بالانكسار العسكري الصهيوني تحت ضربات المقاومة الفلسطينية وعجز قبته الورقية عن إيقاف ضربات أبطالنا وكذلك استهداف مقرات الجيش الصهيوني ومخابرات الجيش وهو ما يعني أن كل شيء صهيوني أصبح تحت مرمى صواريخ أبطالنا الذين أدخلوا صواريخ جديدة في المعركة وفي طليعتها "عياش 250" ومما يبعث البهجة هو استهداف منصة القبة الحديدة نفسها في الأراضي المحتلة عام 1948 في أول أيام عيد الفطر وكذلك استهداف الطائرات المسيرة التي أثبتت فاعلية وأعطت صورة للمقاومة التي ستجعل من المعركة القادمة أشد وقعا على الصهاينة، وبالتزامن مع الانهزام العسكري الصهيوني يتجلى الانقسام الداخلي الصهيوني الذي تتصاعد وتيرته مع تعاظم رد المقاومة الذي سيجر العدو الصهيوني لمعركة داخلية تجعله يتفكك داخليا مع الزمن.
وفي التزامن مع المعركة العسكرية تتجلى المعركة الاقتصادية التي مني العدو الصهيوني بخسائر فادحة إذ أن تكلفة كل صاروخ يطلق من القبة الحديدة من 65000 دولار إلى 70000 دولار بينما تكلفة صاروخ المقاومة الفلسطينية على الأكثر 1000 دولار وهنا يتجلى انكسار الميزان الاقتصادي للعدو الصهيونيشبكة البصرة
الخميس 15 شوال 1442 / 27 آيار 2021
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس