سْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مرض الفطر الأسود، إنتشاره، عوارضه وطرائق الوقاية والعلاج
شبكة البصرة
د. علي بيان
مقدمة: بعد الرعب الذي أحدثه انتشار جائحة الكورونا تم التداول بارتفاع خطر الإصابة بمرض ألفطر الأسود أو مرض فطر الغشاء المخاطي {Mucormycosis} والذي يعتبر نادراً وينتج عن الإصابة بالفطر Mucor. توجد سبورات الفطر في الهواء والأطعمة الفاسدة والثمار والخضار المهترئة داخل وخارج الأمكنة التي يؤمّها الإنسان، كما يوجد في التربة الممزوجة بالأسمدة الحيوانيّة أو موادّ عضويّة متحللّة. وقد يرتبط انتشار المرض وحدوث العدوى في المستشفيات عن طريق تلوّث أغطية الأسرّة والمعدّات الطبيّة وانخفاض التهوية وارتفاع نسبة الرطوبة. تمّ وصف المرض أوّل مرّة عام 1855، وسجّل خلال زلزال وتسونامي المحيط الهندي عام 2004، وإعصار ميسّوري عام 2011، وبعد انتشار جائحة كورونا عام 2019 لدى المرضى الذين تلقّوا علاجات ضدّه. تجدر الإشارة إلى أنّ الفطر الأسود الذي يظهر على البصل مسبّباً عفناً أسود هو Aspergillus niger والموجود في التربة نادراً ما يكون معدياً ولا صلة له بالمرض. تعتبر الهند الدولة التي سجل فيها أعلى نسبة إنتشار وإصابات ووفيات بهذا المرض في المرحلة الحاليّة. وفي الدول العربيّة أعلن عن عدّة إصابات في مصر، وإصابة واحدة في مدينة الناصريّة في العراق لشخص سبق وكان مصاباً بالكورونا. امّا في لبنان فقد أفاد الدكتور عبد الرحمن البزري، أخصّائي الأمراض الجرثوميّة ورئيس اللجنة الوطنيّة للقاح كورونا، أنّ هذا المرض نادر جداً ويسجّل في لبنان حالتان أو ثلاث كحدّ أقصى سنويّاً.
ألإصابة والعوارض: يصيب المرض الأشخاص في أيّة مرحلة عمريّة، حيث تبدأ العدوى بالإستنشاق، والتغذية على موادّ ملوّثة بسبورات الفطر، والجروح والحروق والرّضوض على الجلد. بعد حدوث العدوى الأوليّة يمكن أن ينتشر الفطر ليصيب أجزاء مختلفةً في الجسم: ألأنف مسبّباً اسوداداً خارجيّاً والتهاب الجيوب الأنفيّة وسيلان الأنف أو انسداده، والعيون، والرئتين مع صعوبة في التنفس وسعال مع احتمال خروج دم، ودوخة، وتقيّؤ. عند إصابة الأوعية الدمويّة قد تحدث جلطات وخلل وظيفي في إجهزة الجسم. يمكن أن يصاب الدماغ ويحدث العمى، وتلف أنسجة الأعضاء المصابة مما يستدعي إجراء عمليّات استئصال جراحيّة، وقد يسبّب المرض في حالات الإصابة الشديدة الموت.
تزداد حطورة هذا المرض عند الطفال حديثي الولادة ومنخفضي الوزن، والأشخاص المصابين بسرطان الدم وغيره من أنماط السرطان، والذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء أو خلايا جذعيّة بسبب إجراءات تثبيط المناعة الإلزاميّة في هكذا عمليّات، والذين لديهم سكري ولا يخضعون للعلاج المناسب خاصّةً إذا ارتفعت حموضة الدم، ومن يتناولون جرعات زائدة من الحديد لمعالجة فقر الدم، والأدوية الكورتيكوستيرويديّة والمضادّات الحيويّة لعلاج أمراض أخرى ومنها الكورونا، والمصابون بمرض نقألوقاية والعلاج: استناداً إلى طبيعة انتشار سبورات الفطر وحدوث العدوى وتطور درجات الإصابة والعوارض فإنّ أهم إجراء مطلوب اعتماده هو وضع الكمّامة وارتداء الألبسة الواقية من قبل الأشخاص الذين يقومون بأعمال جمع ونقل النفايات، ومعامل فرز النفايات الصلبة، ومحطّات التسبيخ ومعالجة المياه العادمة والطّمر الصّحي للنّفايات الصّلبة، والعمّال الزراعيّين الذين يجمعون وينقلون ويوزّعون الأسمدة الحيوانيّة في الحقول والبساتين، وجميع الشخاص الذين يرتادون الأمكنة المغبرة والتي تنتشر فيها موادّ عضويّة. في المراكز الصحيّة يجب اعتماد المعايير الصحيّة اللاّزمة، والتخلّص من فضلات الطعام بانتظام في المطاعم والمنازل وكل الأماكن المغلقة التي يرتادها الناس.
عند الشك بحدوث عوارض ناتجة عن الفطر فإنّ مراجعة الطبيب ضروريّة لإجراء العلاج المطلوب قبل استفحال المرض، ومن الأدوية المعتمدة للعلاج هو أمفوتيريسين ـ ب والذي يؤخذ حقناً وبإشراف طبي من قبل الطبيب أو في المستشفى. يظهر في الصورة المرفقة الضرر على العين والفك الأعلى. طليعة لبنان |
شبكة البصرة |
الجمعة 23 شوال 1442 / 4 حزيران 2021 |