الفنان التشكيلي محمود فهمي يكرم دمشق بلوحة عرفان ومحبة ووفاء
علي المسعود
الفنان التشكيلي محمود فهمي يكرم دمشق بلوحة عرفان ومحبة ووفاء
الفنان محمود فهمي عبود فنان تشكيلي نقرأ سيرته الذاتية كما هي منشورة في موقع ( ويكيبيديا ) ، هو رسام عراقي من مواليد بابل في العراق 1962 ، حصل على ماجستير فنون جميلة من أكاديمية خاركوف للفنون في أوكرانيا. عضو جمعية الفنون الجميلة الروسية وعضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية . بين عامي 1999 و 2002 عمل في تدريس الرسم في كلية الفنون في النرويج ، بين عامي 2002 و 2014 أعطى دروساً للرسم في معهد الفن الخاص في الشارقة وعمل مصمماً بصرياً ورساماً لقصص الأطفال في مراكز الطفولة في الشارقة. له حوالي 50 كتاب منشور للأطفال. نال الجائزة الأولى من جمعية الإمارات للفنون الجميلة في 2013 عن ثلاث لوحات له وهُن: (خاتون دجلة ، الجمعة صباحاً، استراحة فوق السطح)، لوحته خاتون دجلة حصدت الجائزة الأولى في معرض الإمارات للفنون التشكيلية عام 2013 ، وأيضاُ نال تكريماً من دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة . منذ 2015 يعيش متنقلاً بين الإمارات وكندا حيث يشارك في الكثير من المعارض الفنية حول العالم وينظم العديد من المعارض لأعماله كفنان متفرغ . وفي أخر أعماله والتي نشرها على صفحته على الفيس بوك ف كانون الثاني \ يناير2021 ، لوحة منحها عنوانا (...هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ وبعـضُ.... الحـبِّ ذبّاحُ ) ، وهي مطلع القصيدة الدمشقية للشاعر الراحل ( نزار قباني ) ثم يستعرض الفنان الجميل محمود فهمي قيمة هذه المدينة عند العراقيين والعرب حين يقول : "ايام الحصار الظالم على العراق وفترة الحرب الأهلية اوائل الالفينات كانت الشام وجهة العراقيين المضمونة لدخولها والسكن فيها بلا منة او مضايقات حتى ولو بدون جواز... يوم واحد ويكون العراقي متجولا في أسواقها ويشرب الشاي في مقاهيها وفي ازقتها يشم عطر وجمال صبايا الشام والياسمين في كل مكان يلفها، اغلب العراقيين الذين كانت محطتهم الأولى دمشق وبعدها هاجروا إلى الغربة يحملون أجمل الذكريات التي تركوها هناك، الا تستحق منا الفتاة الشامية منا لوحة في بيت شامي وحديقة وقطة ونافورة وعناقيد وسنادين ياسمين ، كنا نطلب فيزا دخول أمام سفارات عربية ليعطونا فيزا وسمة دخول يقولون لنا (يعطيك العافية) يعني طرد من باب القنصلية... الا سوريا كانت تدخل (ويا كل الهلا بيكم) الا تستحق منا الشام لوحات وقصائد وسلال ورد وزنابق طافية في بحرة النافورة ، اللوحة هي عرفان ومحبة ووفاء لمن منحونا الأمان والسكن ووجدنا من الشعب السوري كل المحبة ولم يتذمروا من وجودنا معهم، كل المحبة لسوريا وشعبها الطيب ". وكالعادة المرأة هي الشاغل الأكبر في أعمال الفنان محمود فهمي ، لذلك يمنحها أهمية كبيرة في أعماله، ويفسر ذالك الفنان " في اعتقادي المرأة تحمل الكثير من الرمزية في هذه الحياة ، وعلى الأقل في أعمالي الحالية لا بديل لها، فهي كائن جميل له رمزية الحب والوطن والأرض، أجسدها بأعمالي بكل تلك القوة والتعددية الرمزية " وقد كتب الروائي ( نعيم مهلهل ) معلقاً على اللوحة " "كل لوحاتك اخي محمود تصلح لتكون هاجسا لأساطير المكان بهاجسه واحلامه وعناصره . رسومك تؤسطر البيئة وتتدخل في بناء مكوناتها بالمتخيل والحجوم والالوان .وبهذا فأن اشتغالك يندرج ضمن الغرائبية الحسية لتراث بلاد الرافدين واهمه هذا الذي تكونه عمارة المحلات والبيوت والازقة التي تظهر واضحة في قراءة ما يبنى ويؤسطر داخل اللوحة وفكرتها والتقاليد وعاطفة النساء ، هاجس الميثولوجيا يشتغل جيدا على افكار ومناخات وفضاءات لوحاتك وكل لوحة تحكي لنا فكرة جمالية عن مؤثر المكان وتراثه .فيما تكون الالوان البراقة والفاتحة هي الاقرب لتجعل لوحتك هي الارض واهلها عندما يسبحون في فضاء احلامهم بحثا عن الطلاسم والذكريات والنذور المتحققة " . بذل الفنان جهداُ كبيرا في تنفيذ هذه اللوحة ، واستغرق تنفيذ العمل مدة عام واربعة اشهر( بدأ العمل في ايلول\ سبتمبر 2019 وإنتهى من العمل يوم كانون الثاني \يناير 2021). وعن صعوبات العمل يكشفها لنا الفنان محمود فهمي قائلاّ :" صادفتني الكثير من المشاكل في التنفيذ لعدم توفر المصادر بشكل البيت السوري وطبيعة الهندسة المعمارية والوظيفية للبيت الشامي، وكذلك بدأت به بدون اي تحضيرات وسكيتشات قبل التنفيذ وهذا خطأ كبير، لذلك تركت العمل فترات متقطعة لترك وقت للتفكير بتكوين أفضل ورصين يقترب من كلاسيك القرن التاسع عشر الاستشراقي بأغلب اجزاءها من التاسيس إلى آخر لمسات حيث الاهتمام بالتفاصيل التي تقع في مركز ثقل اللوحة بالجزء الذهبي من اللوحة واقصد به الموديل او البطلة مع ضبط إيقاع وحركة اللوحة بتكوين هادئ ورومانسي يليق بدمشق والحمد لله أكملتها اخيراً بالشكل المطلوب " . يشكل اللون عنصر مهما من أجل إنهار عين المتلقي والفنان محمود فهمي محترف وفنان يتميز في التجانس اللوني وكثافة الضوء وخلطته اللونية التي هي بصمته الخاصة .