همس الرحيل / د.يسرى محمد الرفاعي
ما زلت أحتسي قهوتي وأتصفح دواويني وأقرأ على مسامع طيوري أبجدياتكم ..
وكلي يقين أن موج البحر لن يتوقف بعد الرحيل ولا القمر يغيب من كبد السماء ولن يخفت بريق النجوم..
فاكتبوا لي رسائلكم ولو لم يمهلني القدر من قرأتها . وربما لم يمهلني القدر من النظر في وجوهكم . والتعرف على ملامحكم أو تتبع اخباركم ..
فاعتبروني غائبة للأبد من دنيا عشتها برفقتكم ..صنعت فيها ذكرياتي برفقة فناجين قهوتكم وتركت ملامحي على أطراف فجركم ..ستصلني عبراتكم وتنهيداتكم مع طيور المحبة والسلام .
لا تيأسوا ولا تحبطوا من سير المراكب بعكس الريح فكل شيء مقدر ومكتوب رغم غياب التوهج الذي كان يعتريكم .
لا تكسروا قنديل البهجة ولا تطفئووا مصابيح المحبة والوئام..
دعواالمراكب تفل من مراسيها قبل الرحيل المقهور بصمت ..فالمراسم تبكي الفؤاد وتوجع الليل والظلام..
بعد الرحيل لن تسمعوا قهقهة الذكريات السعيدة التي جمعتني بكم ..
ربما بقي صدى الأحزان يجول ويصول على أرصفة دروب حفرنا فيها الأثر ببسمة بهمسة ولم تكتمل وبقيت واقفة كحجر عثرة كذاكرة على شفير النسيان في أرض قاحلة لا تقف على ثراها نياشين المحبة والسلام ..
ولن تسمعوا صوت قرع أجراس الموت على شفاه الفجر أو أطراف الليل المظلوم..
واذا ما غابت عنكم أخباري وتوارى طيف أبجديتي فاعلموا أنني رحلت بصمت من دنياكم.. وأخذت كل شيء بجعبتي عل الله يجمعني بكم في جنات الفردوس والنعيم ..
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر