الحقيقة المتجسدة بين أزهاري ورئيسي
سعاد عزيز
الحقيقة المتجسدة بين أزهاري ورئيسي
عندما بادر المرشد الاعلى الايراني بترشيح قاضي الموت ابراهيم رئيسي لإنتخابات الرئاسة وقام مجلس صيانة الدستور بهندستها والعمل على ضمان أن يکون الفوز له دون غيره، فإن معظم المراقبين السياسيين إتفقوا على أن خامنئي يفعل ذلك خوفا على مستقبل النظام ويعول على رئيسي کمنقذ لها من الاخطار والتهديدات التي تحدق به ولاسيما وإن النظام يمر بمرحلة بالغة الحساسية حيث إن معظم المٶشرات تٶکد بأنه يواجه أوضاعا غير مسبوقة قد تحدد مصيره، وهذا التطور يعيد الى الذاکرة کيف إن الشاه وفي الايام الاخيرة له وبعد أن إضطربت الاوضاع وصار نظامه مهددا بالسقوط کما هو الحال الان مع النظام الديني، فقد بادر ومن أجل المحافظة على النظام الى تنصيب الجنرال أزهاري بمنصب رئيس الوزراء، ولکن وکما حدث وجرى فقد فشل أزهاري في مهمته ولم يتمکن من إيقاف عجلة الزمن الحيلولة دون سقوط النظام.
ربطنا بين تنصيب رئيسي من جانب خامنئي وتنصيب الجنرال أزهاري من جانب الشاه، جاء بعد ملاحظتنا لما ذکرته زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي في کلمتها بمناسبة الذکرى الاربعين لإنطلاق المقاومة الايرانية في ال20 من يونيو/حزيران 1981، عندما قالت:" لا الشاه نجا بتنصيب ”أزهاري“، ولا خامنئي ينجو من السقوط بتنصيب ”إبراهيم رئيسي“"، حيث إن الظروف والاوضاع الحالية للنظام الايراني تشبه الى أبعد حد الظروف والاوضاع التي کان يواجهها نظام الشاه، إذ أن الشعب الايراني وکما کان حانقا وساخطا على نظام الشاه وظل متمسکا بموقفه الرافض له فإن نفس الشئ يحدث الان إذ أن الشعب ومن خلال مقاطعته لانتخابات التي تمخضت عن الفوز المشبوه لرئيسي بصورة ملفتة للنظر، ومن خلال إستمرار الاحتجاجات الشعبية وکل مظاهر الرفض للنظام، تٶکد بأن مصير خامنئي لن يکون أبدا بأفضل من مصير الشاه.
الحقيقة المتجسدة بين أزهاري ورئيسي، هي إن هناك شعب ينشد الحرية ويناضل من أجلها بلا هوادة، کما إن هناك نظامان مختلفان في الشکل والمظهر فقط لکنهما متطابقان من حيث المضمون، وإن الشعب الذي رفض نظام الشاه وأسقط عرشه وأجبره على الهروب من إيران، فإنه يقوم برفض النظام الديني بکل قوة وعازم أشد العزم على إسقاطه ويکفي بأن نلفت الانظار الى أن قادة النظام نفسه يحذرون من غضب الشعب ومن تصميمه على إسقاط النظام ويطالبون بالعمل من أجل الحيلولة دون ذلك، ولاريب من إن خامنئي سيفشل حتما في مخططه لإنقاذ النظام من السقوط بتنصيب رئيسي وإن الايام القادمة ستثبت ذلك حتما.