مجلس الوزراء العراقي يوجه بزيادة حصّة المولدات الأهلية من الوقود خلال الصيف
رووداو ديجيتال:أصدر الاجتماع الطارئ الذي ترأسه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، بحضور المحافظين، والوزراء والمسؤولين من أعضاء خلية الأزمة المختصة بمعالجة أوضاع الطاقة الكهربائية، سبعة قرارات ومنها زيادة حصّة المولدات الأهلية من الوقود خلال الصيف.
وفي مستهل الاجتماع، قدم الكاظمي "شرحاً لأبعاد الأزمة وجذورها المرتبطة بسنوات من الإهمال والسياسات الخاطئة والحلول الترقيعية، التي يدفع المواطن اليوم ثمنها من نقص في ساعات التجهيز وتذبذب في الخدمة"، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء العراقي.
وقال الكاظمي إن "هناك من وضع العراق في زاوية حرجة أمام استحقاقات شعبه، وإننا لا نتكلم بمنطق الدعاية الانتخابية، فهذه مسؤولية تاريخية وأخلاقية، ويجب أن نصارح شعبنا بعد أن عجزت الحكومات المتعاقبة عن مصارحته لسبب أو لآخر، مبيناً أن الجميع يتحملون هذه المسؤولية، حكومات وسياسيين".
وتقرر في الاجتماع قيام وزارة النفط بتوفير الدعم اللازم لمادة الوقود لأصحاب المولدات الأهلية وللأشهر الثلاثة (تموز - آب - أيلول)، وزيادة حصّة المولدات الأهلية لتكون 40 لتراً من الوقود لكل (1 KVA) خلال فترة الصيف.
ووفق بيان خلية الإعلام الحكومي الصادر اليوم فإن الهجمات التي تعرّضت لها شبكة الكهرباء الوطنية أسفرت عن تخريب (61) خطاً رئيساً ووقوع 7 قتلى و11 مصاباً.
كما أشار إلى تولي قيادة العمليات المشتركة حماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية وتخصيص قوة خاصة لهذه المهام.
وخرج الاجتماع بجملة من المقررات أهمها:
1- قيام الهيئة التنسيقية للمحافظات بإعادة احتساب حصص المحافظات من الطاقة الكهربائية المنتجة، وفق معيارية تعتمد على: (تعداد سكّان المحافظة – درجات حرارة الجو – الرطوبة النسبية – النشاط الصناعي والتجاري والحكومي والسياحي – التأثير البيئي)، وبالتنسيق مع وزارة الكهرباء والأمانة العامة لمجلس الوزراء.
2- التزام المحافظات بالحصص التي تحدد لكل منها.
3- قيام قيادات الشرطة والمحافظين بحماية المنشآت الكهربائية والعاملين فيها وتخصيص مفارز خاصة بذلك.
4- قيام وزارة النفط بتوفير الدعم اللازم لمادة الوقود لأصحاب المولدات الأهلية وللأشهر الثلاثة (تموز - آب - أيلول).
5- زيادة حصّة المولدات الأهلية لتكون 40 لتراً من الوقود لكل (1 KVA) خلال فترة الصيف.
6- حث المواطنين على ضرورة ترشيد الاستهلاك، عبر وسائل الإعلام الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.
7- تولي قيادة العمليات المشتركة حماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية وتخصيص قوة خاصة لهذه المهام.
وأمس الجمعة، وجه الكاظمي بتشكيل خلية ازمة لمواجهة النقص في ساعات تجهيز الكهرباء في عموم البلاد تكون في حالة انعقاد دائم خلال شهري تموز وآب، و باجتماعات متواصلة وتتخذ قراراتها بالاغلبية"، مصدراً عدة قرارات بهذا الشأن ومنها اتخاذ الاجراءات الفورية اللازمة لزيادة ساعات توفير الطاقة الكهربائية في بغداد والمحافظات وإزالة التجاوزات على منظومة الطاقة الكهربائية.
وأوقفت إيران إمداداتها الحيوية من الطاقة إلى العراق، يوم الثلاثاء الماضي، في ضغط منها على الحكومة العراقية للإفراج عن مدفوعات العراق المتأخرة نتيجة استيراد الأخير للكهرباء من ايران عبر أربعة خطوط وللغاز الذي يغذي بعض المحطات الانتاجية في العراق.
وكانت وزارة الكهرباء العراقية قد أبرمت في شهر أيلول من العام 2019، اتفاقية مع مجلس التعاون الخليجي لإنشاء خطين لنقل الطاقة الكهربائية بطول 300 كيلومتر، مقسمة على مسافتين، داخل العراق 80 كيلومترا، وداخل دولة الكويت 220 كيلومترا، وذلك على هامش منتدى العراق للطاقة المنعقد آنذاك في العاصمة بغداد، حيث سيزود المشروع في حال اتمامه العراق بمئات الميغاواط من الطاقة الكهربائية، وقال الكاظمي سابقاً خلال لقاء متلفز مع قناة "العراقية": "بدأنا الربط الكهربائي مع دول الخليج، وأنجزنا 85 في المئة من العمل في العراق، وفي عام 2022 سيكتمل الربط الكهربائي بالكامل مع دول الخليج، وكذلك الربط الكهربائي مع الأردن".
وبحسب الخبراء في قطاعات الطاقة، فإن العراق يحتاج أقله إلى ضعف إنتاجه الحالي البالغ أقل من 20 ألف ميغاواط من الكهرباء، كي يتمكن من حل مشكلة نقص الطاقة الكهربائية المزمن، ووفق تقديرات وزارة الكهرباء العراقية، فإنه يجب رفع سقف انتاج الطاقة الكهربائية على الأقل إلى نحو 30 ألف ميغاواط، كي يتمكن العراق من تأمين الكهرباء على مدار اليوم.
وأشار الكاظمي إلى أن "كل خطوة لحل مشكلة الكهرباء بالعراق تتطلب سنوات لان العراق لم يبدأ فعليا باي خطوة طوال السنوات السابقة".
وتقوم إيران بتصدير الغاز ايضاً إلى العراق من خلال خطي أنابيب يستخدمان لتوليد الطاقة في محطات الكهرباء في البصرة والسماوة والناصرية وديالى، والعراق مدين لإيران بقيمة 4 مليارات دولار لواردات الطاقة.
وتشير تقديرات حكومية في 2020، أن العراق يمتلك مخزونا 132 تريليون قدم مكعب قياسية من الغاز، إلا أن 700 مليون قدم مكعب قياسية منه، كان يحترق يوميا نتيجة عدم الاستثمار الأمثل طيلة العقود الماضية.
وأمر رئيس الوزراء العراقي، أمس الجمعة، بإقالة مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ الفرات الأوسط وكالة، "لإهماله في أداء اعماله وواجباته، ما تسبب بسقوط خطوط نقل الطاقة (400kv)، وحدوث اطفاء التيار الكهربائي في عموم المحافظات"، وأمر بفتح تحقيق بحالات التقصير والإهمال في بعض مفاصل الوزارة.
وخلال الأيام الماضية، زاد السخط الشعبي إثر الانطفاء التام في المنظومة الكهربائية بعدد من محافظات الفرات الأوسط، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها الـ50 درجة مئوية في بعض المحافظات.
وشهدت محافظات عراقية، مؤخراً، موجة غير مسبوقة من عمليات استهداف أبراج نقل الكهرباء، بين المدن، خاصة تلك الواقعة، في مناطق بعيدة، وغير مأهولة بالسكان، وهو ما دعا وزارة الداخلية العراقية، إلى التعاقد مع شركة صينية لشراء طائرات مسيرة من أجل حماية خطوط التيار الكهربائي.
والأحد الماضي، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى إقالة وزير الكهرباء الحالي "لعدم قدرته على حلّ المشاكل الحالية التي يعاني منها الشعب"، مقترحاً "عقد اتفاقات مع شركات عالمية لإعادة تاهيل الكهرباء في العراق".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، لشبكة رووداو الإعلامية أن الوزير ماجد حنتوش قدم استقالته لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، يوم 28 حزيران الماضي، استجابة لدعوة أطلقها زعيم التيار الصدري.