لسنا معنيين هنا بالدفاع عن قادة بعثيين، أو وزراء، أو مديرين عامين، إنما تأكيد مظلومية نحو ثلاثة ملايين مدني وعسكري من المواطنين البعثيين الذين طال العقاب مئات الألوف منهم بالقتل والسجن والمطاردة والترهيب والتشريد ومصادرة الممتلكات، وبحرمانهم من حقوقهم المشروعة كمواطنين عاديين! هؤلاء الذين نتحدث عنهم تحمّلوا “عبء المسؤوليات الجسام”، ولم يُجزوا إلا الظلم، والتنكّر لتضحياتهم، واتّهامهم بما ليس فيهم!. فلنتحدث أولاً عما فعلته أغلبية الملايين الثلاثة (وربّما أكثر من هذا العدد) اعتباراً من تموز 1968 حتى ما قبل نيسان 2003: حموا البلد وسيادته وأمنه وحقوقه وثرواته. سهروا على أمن المواطن وأمانه. قاتلوا أعداءه. بنوا البلاد وعمّروها. شاركوا في تحقيق إنجازات كبرى: تأميم النفط، بيان آذار، التصنيع العسكري، التصنيع المدني، التوسع والتحسين النوعي في المدارس والجامعات، المستشفيات والخدمات، التعليم العالي والبعثات الدراسية، الخطوط السريعة، وغير ذلك الكثير كتعبيد الطرق وتحسين المستوى المعاشي والتطور العمراني والعناية بالآثار والتراث والأهم من كل ذلك العمل على ترسيخ الوطنية العراقية. ومثال ذلك: بعثي بدرجة ” عضو عامل” أو “نصير متقدم” أو “نصير” أو “مؤيد”، يدفع اشتراكاً شهرياً للحزب من راتبه الخاص. سواء أكان موظفاً، عاملاً، طالباً، عسكرياً أو مدنياً. وفيهم من كانوا كسبة وغير معيّنين في أجهزة الدولة، لكنهم ملزمون كبعثيين بأداء جميع أدوارهم من دفع الاشتراك الشهري إلى الخفارات والخدمات والتضحيات من دون تسامح مع أحد. هؤلاء، مشمولون يومياً وأسبوعياً بواجبات الحراسة الليلية لحماية أمن المواطنين في مواقع الفروع والشعب والفرق والمنظمات أو في الشوارع إن تطلب الأمر، حالهم حال الجنود والشرطة لكن من دون أي مقابل، سوى أنهم يعملون في الدولة برواتب استحقاق قانوني طبقاً لشهاداتهم. أما “المحظوظون” لسبب ما، بوظيفة أو امتيازات لا يستحقونها، فلم يكن ذلك من نضح الحزب، إنما المحسوبية والمنسوبية المجتمعية. وتلك قضية لها وصفها المعروف في كل زمان!. [كان هؤلاء البعثيون مداد جميع مشاريع الخدمة العامة من تنظيف الشوارع إلى العمل الشعبي لبناء المساكن للفقراء وانتهاء في القتال من خلال الجيش أو الجيش الشعبي. وهم بغالبية ملايينهم أكثر الناس عطاء ولا تنالهم فائدة أو منفعة فالبعثي طبقاً لشعارهم أول من يضحي وآخر من يستيفد. ولم يستفيدوا، بل “ظُلموا“.
فمن كان ظالموهم؟ أدعياء الدين، وتجار الطوائف، وعملاء إيران وأميركا وغيرهما. وحشود من الانتهازيين والمأجورين والمتاجرين ومغتنمي الفرص، وعبيد التسلط والمال. هذه هي الحقيقة، ونحن نرى منذ الآن يوماً لن يكون بعيداً تتغير فيه الدنيا، وتتقلب فيه الأحوال، يعود فيه البعثيون إلى حكم البلاد، فهم الآن مطلوبون عراقياً، عربياً، دولياً… فليحضّرْ الظالمون “چوالاتهم“!. برقية |