المفاهيم الفكرية والفلسفية للانطباعية التعبيرية في أعمال زكي اليافعي
كلما ارتبط العمل الفني بالبيئة والموروث ازداد قوة وعزز من قيمته باعتباره انعكاسا لمقومات بيئة الفنان وثقافة مجتمعه، فيحدث التطابق بين الأصالة والمعاصرة.
السبت 2021/07/10
ترجمة لأحداث ومواقف متباينة يمر بها المجتمع
الفنان اليمنى زكي اليافعي المقيم في صنعاء والذي يبنى أعماله وفق منظومة فكرية فلسفية خالصة تجسد الاتجاه الانطباعي التعبيري وتصيغه بأسلوب يخضع البناء التشكيلي لعمليات التحديث والتجديد من قبل الفنان بقصد صياغة رموزه بشكل جديد ومتطور واقعي تعبيري يجسد بيئته اليمنية ومظاهرها.
وتأتي لوحات اليافعي مؤكدة علي جماليات الشكل من خلال تقنيات عالية الإتقان ولوحات تجسد واقع بيئي وتراثي للبيئة المحيطة للوصول بأعماله لأعلى مراحل الإجادة من حيث تطوير وتحديث الصياغة والموتيف بشكل يصل إلي أعلى مراحل الإبداع، مؤكدا على جماليات تشكيل الصياغات والموتيفات المغلفة بالطابع الانطباعي التعبيري بأساليب متطورة في ضوء بناء تشكيلي مترابط وراق يجسد الواقع بأسلوب متقن وواقعي إلى حد بعيد حيث يسعى إلى استحداث وتنمية الأشكال وإعادة صياغاتها وبنائها وتركيبها والسيطرة المطلقة على نظم البناء والتكوين أو اتجاه الحركة في العمل الفني وإعادة صياغته وفقا للموضوع المحلى وأهدافه ليتم التعبير عنه بأسلوب يتسم بالجدية والفرادة والإتقان أيضا، وأحيانا يسعى لتثبيت الشكل أو الموضوع وتغير طريقة المعالجة في الأعمال، استخدم النظريات اللونية ومحاولة تطبيقها وتطويرها وفق منظومة تعبيرية تجسد الواقع إلى حد بعيد مستخدما الأبيض والأسود أو الملونات بدرجاتها مؤكدا على العملية الإبداعية التي تركز على أهمية تكامل العمل الإبداعي من حيث وجود فكر فلسفي خاص بالفن يدعم الانطباعية التعبيرية ويحقق رؤية متجددة لأعماله المستلهمة في بعض الأحيان من التراث اليمنى القديم، وأحيانا أخرى يسعى بقوة للاقتراب من الطبيعة والتفاعل معها لتأتى أعمال بالغة الواقعية قاصدا الاستلهام وتجديد الرؤية في بناء لوحاته الفنية المصاغة بأسلوب شديد الخصوصية والخصوبة من الناحية الموضعية والبنائية.
وتأتي أعماله مرتبطة وبشد بالعصر والبيئة الذي أنتج فيه كلما أعطاه ذلك قيمة وأصبح انعكاساً لمقومات عصره وثقافته سعيا لربط أعماله المعاصرة بالإبداع من حيث ابتكار أشكال ذات طابع سلوكي تجسد البيئة والمورث وتعكس العادات والتقاليد والاحتفالات وكذالك السلوك الإنساني في اليمن الشقيق لتعكس أعماله معالم المعاصرة في القرن الواحد والعشرون وهي طبيعة العلاقة بين الفنان والواقع المرئي حينما يؤمن به الفنان ويحاكيه بحرفية واقتدار ليلبي بالضرورة احتياجا فكرياً وثقافيا، فهدف الفنان دائما هو الارتقاء الثقافي بعمله الفني ليعكس فلسفته بأسلوب يتناسب مع مستوي مدركات العصر.
وكلما أرتبط العمل الفني بالبيئة والمورث أعطاه ذلك قوة وعزز من قيمته فيجب أن يكون العمل الفني انعكاسا لمقومات بيئة الفنان وثقافة مجتمعه، وبهذا يحدث التطابق بين الأصالة والمعاصرة حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال فصلهما عن بعضهما، حيث إنهما وحدة باطنية عضوية يفعلها الفنان داخل هيكلية أعمالة ليصل إلى تحقيق فرادة الأعمال الفنية عن طريق معالجة الموتيفات والصياغات التصميمية الشعبية اليمنية للعنصر وتنوع أشكالها المختلفة داخل أرجاء لوحاته والمستمدة من التراث مضافا ًعليها مفهوم المعاصرة من قبل اليافعي على حسب فلسفته الشخصية في بناء عمله الفني ساعيا ومؤكدا من خلال تطور مفاهيمه الفكرية والفلسفية في على إحداث خصوصية فى إنتاجه الفني المعاصر والذي بدا واضحاً وبدون أدنى شك في ارتباطه بقضايا وأحداث مجتمعه والتي كان لها بالغ الأثر في ظهور اتجاهاته ومذاهبه الفنية التي مثلت التطور الطبيعي لفلسفته وأسلوبه الفني ساعيا وبقوة إن يعيش حياة تتسم بالتطور والارتباط بالتقدم في إنتاج أعماله واستحداث تقنيات وموضوعات متنوعة مما كان سببا في ابتكار أنماط جديدة للتفكير والحياة تظهر وتتجلى بوضوح في أعماله والتي كان من ثمارها التنوع وتعدد الاتجاهات والمذاهب الفكرية والفلسفية المعبرة عن روح العصر الحديث، وقد انعكس أثر كل هذا على لوحاته والتي تمثل الأحداث الجارية بالمجتمع في لحظات مختلفة من تاريخه على كافة المستويات بشكل مؤثر على طبيعة الأعمال الفنية
وجاءت الأعمال الفنية لليافعي ترجمة لأحداث ومواقف متباينة يمر بها مجتمعه، حيث حرص الفنان على تجسيدها من خلال قيم تشكيلية متنوعة، كما أن الأبعاد الفكرية والجمالية التي قام بها اليافعي مؤكدا على فلسفته الفنية الخالصة مستعينا بالحضارات اليمنية القديمة المختلفة كان لها دور في توظيف المعالجات التشكيلية والإتجاهات الفنية لتنوع الصياغات والموتيفات التصميمية لوضع أطر علمية وفلسفية لدى الفنان لتتمم الإفادة منها في إنتاجه الفني المعاصر، مما أثرى أساليبه الفنية وقد أدت الأساليب والتجارب لدى الفنان إلى ظهور إتجاه فني بالغ الخصوصية أثر على تنوع أعماله الفنية وأدى بدوره إلى تعدد وتنوع الصياغات والموتيفات التصميمية لعناصره حيث نجح الفنان في توظيفها بإحكام في لوحاته بمعالجات تشكيلية متنوعة.
ومارس الفنان حرية تعبيرية ظهرت في تنوع معالجاته التشكيلية للعناصر والموتيفات من آدمية وحيوانية ونباتية وتراثية بأسلوب خاص للغاية جاء نتيجة طبيعية لربط المؤثرات الفكرية والوجدانية لدى الفنان سعيا نحو تحرر الفكر المعاصر من قيود الإسنتساخ أو النقل ليصل إلى التوظيف والإحكام لبناء دينامكية اللوحة معبرا عن الجوانب الإنسانية واللاشعورية والقدرة على الاستحداث والابتكار.
وقد سلك الفنان طريقا يظهر تأثره الشديد بالاتجاهات الفنية المعاصرة من الانطباعية والتعبيرية وهي التأثير السيكولوجي فالمشاهد لأعماله يجد أن هنا خصوصية بالغه في انتقاء الألوان والصياغات والموتيفات وعدم التقيد بمحاكاة موضوعات معينة إن نظرة الفنان للعمل جاءت لتعبر عن وجهة نظر ذاتية ومن هنا فإن الفنان يعدل وينوع فى صياغته وموتيفاته ليضيف إلى الواقع عناصر جديدة كما في الاتجاه الانطباعي والإتجاه التعبيري، حيث جاءت محاولاته لصياغة الواقع المادي ذات طابع بالغ الخصوصية والثراء من حيث بنائية اللوحة والتقنيات المستخدمة وإنتقاء المواضيع كلها جاءت تحمل أسلوبا فنيا عميقا للغاية يحمل فكر وفلسفة خاصة بالفنان وحده دون غيره من خلال خبرات وممارسات إنتهجها ساعيا للوصول لفكر ووعي المتلقي.