... ...
الصَّبْرُ والمُصَابَرَة / الشاعر شحدة البهبهاني
... ...
لَنَا التَّاريخُ يَفتحُ مَا أَهَابَا
لنَا البُشرَى ذِهَاباً أَوْ إِيَابَا
إِذَا اشْتَدَّ الظَّلامُ فَإِنَّ فجراً
سَيُشْرِقُ بَعْدَمَا وَلَى وَغَابَا
وَيُزْهِرُ حلمُنَا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ
وَنَقْطِفُ مَا اسْتَوَى منْهَا وَطَابَا
وَمَنْ رَامَ السَّلامةَ كَانَ نِدّاً
فلا يَخْشَي مِنَ الضَّارِي الكِلابَا
حَفِظْنَا اللهَ فِي سِرٍ وَجَهْرٍ
بِفَضْلِ اللهِ أُلْهَمَنا الصَّوَابَا
رَسَمْنَا الدَّربَ مُزْدَاناً بِفِعْلٍ
وَخَيرُ النَّاسِ مَنْ حَفَظَ الْكِتَابَا
فَكيفَ تَعيشُ فِي ذُلًٍ وَقَهرٍ
فَلا عِزٍّ لِمَنْ يَخْشَى الْحِرَابَا
فَويلٌ ثُمَّ ويلٌ ثُمَّ ويلٌ
لمنْ تَرَكَ الجِهَادَ وَمَا اسْتَجَابَا
... ...
صَبَرْنَا فِي الشَّدَائِدِ وَالْتَحَفْنَا
لِحَافَ الصَّبْرِ بَاباً ثُمَّ بَابَا
حِصَارٌ ثُمَّ جُوعٌ ثمَّ حَرْبٌ
فَلَمْ تَرْهَبْ وَلَمْ تَعْدَمْ جَوَابَا
فَكَمْ مَرَّتْ سُنُونٌ عَاصِفَاتٌ
نَرُدُّ بِحِكْمَةٍ تِلكَ الذِّئَابَا
فَزَادُ الْبَطْشُ حَتَى أَثْخَنَتْنَا
وَحَانَ الْوَقْتُ كَي نَطْوِي الْحِسَابَا
حَفَرْنَا الصَّخْرَ نَبْنِي مِنْ حَصَاهُ
رُجُوماً تَجْعَلُ الْبَاغِي سَرَابَا
وَأَقْسَمْنَا بِأَنَّا سَوْفَ نَبْقَى
وَنُعْلِي الصَّرْحَ نَحْتَلِبُ احْتِلَابَا
نُرَاكِمُ مَا لَدَيْنَا مِنْ حَدِيدٍ
وَمَا فِي الْبَحْرِ يُسْتَلَبُ اسْتِلَابَا
فَلا عِزٌّ يَدُومُ بِلَا تَفَانِي
فَإِنَّ الْعِزَّ يُكْتَسَبُ اكْتِسَابَا
فَجَاءَ النَّصْرُ مَوْسُوماً عَزِيزاً
وَوَعْدُ اللهِ يَقْتَرِبُ اقْتِرَابَا
هَنِيئاً للشِّعُوبِ إِذَا تَسَامَتْ
عَنِ الْبَغْضَاءِ وَاحْتَرَمَتْ كِتَابَا