جبلٌ وإن قال اللّئام تهدّما *** مازال في ساح البطولة قائما إن كان قد سكن الثّرى فإباؤه *** مازال نبراساً تصافحه السّما صدّام يا ليث العروبة لم تزل *** ملكاً وباقي الحاكمين هم الدّمى مازلت في تأريخنا نجماً بدا *** فأضاء وجهاً للعروبةِ مظلما مازلت في أفواهنا أنشودة *** يحلو النّشيد بها وينطفئ الظّما مازلت رمزاً للشّموخ وللإبا *** ومنارةً للثّائرين ومُلهما باع الملوكُ بلادَهم وشعوبَهم *** ومضوا على درب الخنوع تشرذما إلّاكَ أنت أبيت أن تستسلما *** وأبيت إلّا أن تموت معظّما فاهنأ بموتك ياحبيبُ فلن ترى *** من بعده وجهاً قبيحاً أشأما شنقوك في الأعلى وصاروا أسفلاً *** وعلى رؤوسهِمُ حذاؤك قد سما ]والموت مقدور فإمّا أن تمت *** ذلّاً وإمّا أن تموت مكرّمــا فاخترت يا صدّامُ موتاً عالياً *** وتركت للأنذال عيشاً راغما لمّا أبيت حفرت اِسمك خالداً *** وجعلت موتك للمعالي سُلّما فاستقبلتك من السّماء نجومها *** والبدر مدّ لك اليدين مُسلّما والمجد افرد صفحة في سِفره *** لتكون يا صدّامُ فيها مَعلما والكبرياء غدت تفاخر أنّها *** ضمّتكَ عضواً في سماها دائما صدّامُ تبكيك القلوبُ حرائقاً *** وعيوننا من حزنها ذرفت دما لكنْ شموخك يوم موتك قد غدا *** لقلوبنا في يوم فقدك بلسما قد كنت كالأسد الهصور مكبّلاً *** وزئيره رعبٌ يفتّت أعظما قد كنت يا صدامُ طوداً شامخا *** والمجرم الخوّار كان ملثّما جاؤوا لموتك كي تقرَّ عيونهم *** فسقيتهم بشموخ رأسك علقما ونطقتها عند الممات شهادة *** وقدمت في ثقة تقابل راحما من ظنّ أنْ يحيا بموتك آمنا *** فلقد تعلّق بالأماني واهما فلسوف يشتعل العراق حرائقاً *** ولسوف تغدو للجناة جهنّما صدامُ يا قمراً بليل عروبتي *** ستظلّ صرحاً للكرامة قائما |