“صبر فلسطين”.. “حشرة قرمزية” تهدد بقاء “فاكهة الرشاقة”
منذ 4 ساعات
سعيد أبو معلا
1
حجم الخط
[rtl]جنين- “القدس العربي”: يتخوف أهالي بلدة “فقوعة” شرق مدينة جنين من استمرار المرض الذي يضرب حقول نبتة الصبر (التين الشوكي) في البلدة التي تبعد 11 كلم عن مدينة جنين، وهم يؤكدون أنه ومن دون اكتشاف علاج سريع للمرض الذي ضرب أكثر من 50% من حقول الصبر في البلدة فإن شعار وهتاف “فقوعي يا صبر” سيصبح ذكرى في أقل من عامين فقط.[/rtl]
[rtl]ذلك الهتاف الذي يقول عنه، المزارع بركات العمري، ورئيس المجلس البلدي في القرية أصبح يعبر عن أصالة وجودة صبر (التين الشوكي) الذي تنتجه البلدة، وهو ما منحها صيتا وسمعة حتى أن كثير من البائعين في أماكن مثل عمان يرددون ذلك الشعار لجذب الزبائن.[/rtl]
[rtl]ويروى قصة أنه كان في شوارع العاصمة عمان عندما سمع من بائع يردد كلمات “فقوعي يا صبر”، وعندما سأل البائع هل تعلم ما هي فقوعة؟ فأخبره البائع أنه لا يعلم على وجه الدقة، لكن ما يعتقده هذا البائع أن المواطنين يشترون عندما يسمعونه ينادي على البضاعة بهذه الكلمات.[/rtl]
[rtl]بحسب المزارع العمري فإن بلدة فقوعة فيها ما يقرب من 1000 دونم مزروعة بالصبر (نصفها زراعة منظمة) في البلدة ومحيطها، وجلها تعاني جزئيا أو كليا من مرض يحمل اسم “الحشرة القرمزية/ العفن القطني” الذي ضرب البلدة من ثلاث سنوات تقريبا.[/rtl]
[rtl]ويؤكد أن هذا المرض الخطير ينتشر عبر الهواء والعصافير وينتشر بسرعة كبيرة جدا، حيث تعيش الحشرات على “اكواز/ حبات” الصبر وتمتص منها الغذاء فتحول لون الثمرة إلى اللون القرمزي، وهي تنتشر في المناطق التي تعاني من الرطوية العالية.[/rtl]
[rtl]ورغم محاولة المجلس البلدي بالتعاون مع الجهات الرسمية مثل وزارة الزراعة الفلسطينية الذين قاموا بعملية رش شاملة للحقول ومن ثم عزلوا الحقول المصابة بالكامل وقاموا بحرقها إلا أن الكلفة العالية لأثمان المبيدات والرشوش تعيق عملية الاستمرار في ذلك.[/rtl]
[rtl]ويؤكد ما يعيق نجاح عملية مكافحة هذه الحشرة أن المناطق القريبة من البلدة تزرع الصبر بطريقة عشوائية، فهي لا تعتمد عليها اقتصاديا وبالتالي لا تقوم بنفس المجهود الذي نقوم به في البلدة، ومع انتشار الحشرة بالهواء تجعل من الحشرة تعود للمناطق التي قضي عليها فيها”.[/rtl]
[rtl]ومع بداية الموسم الذي يخلده المثل الشعبي الذي يقول” “في تموز اقطف الكوز” (أي الثمرة) يباع صندوق الصبر بثمن لا يقل عن 80 شيقلا (25 دولار أمريكي تقريبا) ومع اقتراب نهاية الموسم يصل سعر الصندوق إلى 50 شيقلا (15 دولار تقريبا).[/rtl]
[rtl]وبرأي الباحث البيئي الفلسطيني خالد أبو علي فإن ما يميز الصبر هو أنه نبات لا يحتاج لأي تكلفة تشغيليه، سوى أجر قاطفيه فقط، فهو لا يحتاج لماء أو عملية حرث أو أي مبيدات حشرية أو أسمدة. إنه يكتفي بماء المطر.[/rtl]
[rtl]ويضيف أبو علي: “يعتبر الصبر من النباتات المجدية للمزارع الفلسطيني ولا يحتاج إلى الماء من 8 الى 9 شهور، ويكتفي بمياه الأمطار في فصل الشتاء”.[/rtl]
[rtl]وقبل ما يزيد على عشرة أعوام انتقلت زراعة الصبر في مجموعة من البلدات الفلسطينية في جنين ورام الله وسلفيت ونابلس من عملية زراعة بهدف تسييج وتسوير للأرض بهدف حمايتها عبر زراعة نبتة الصبار على جوانب الأرض إلى مشروع اقتصادي يدر دخلا زراعيا منافسا أو مساويا للعنب أو الزيتون، وتحديدا في البلدات التي تخصصت في زراعته، وبرأي العمري فإن الدونم الواحد يمكن أن يدر دخلا يصل إلى 9 آلاف شيقل إسرائيلي (2500 دولار أمريكي).[/rtl]
[rtl]ويضيف العمري: “لقد تحول في كثير من البلدات إلى زراعة منظمة بآلية محددة وبنوعيات محسنة مثل الصبر الخضاري الذي يمتاز بكونه الأقل من ناحية الأشواك”.[/rtl]
[rtl]ويطالب العمري الحكومة أن تتعامل مع المرض الذي أصاب نبته الصبار مثلما تعاملت الحكومة مع جائحة كورونا، ويؤكد: “لقد وصلنا أن وزارة الزراعة الإسرائيلية تقوم برش محاصيل الصبر في مناطق الجولان المحتل ومحيطه بالطيران، وهذا يؤكد أن هناك علاج لهذه الحشرة”.[/rtl]
[rtl]وبوصف الصبر بـ”فاكهة الرشاقة” بحسب الباحث أبو علي، وتفتخر البلدة، التي تتربع على أعالي جبال الجلبوع الكنعانية، إلى جانب الصبر “بزهرة السوسنة”، وتتوسط البلدة المسافة بين مدينة جنين في الجنوب الغربي ومدينة بيسان إلى الشرق والتي تبعد عنها 8 كم، ويعود تاريخها إلى العهد الكنعاني، أي لأكثر من أربعة آلاف سنة.[/rtl]
[rtl]وعادة ما يستمر موسم الصبر في فلسطين لأكثر من شهرين، حيث يتربع الصبار الفواكه الصيفية التي يحبها كثيرون لكونه يصنف من أغذية الرشاقة، فهو بحسب أبو علي يحتوي على نسبة ضئيلة من السعرات الحرارية.[/rtl]
[rtl]ولا يستسلم العمري وغيره من المزارعين ولأجل هذا الغرض قام بطرق أبواب منظمة الفاو (منظمة الأغذية والزراعة هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع)، على أمل أن يجد حلا لهذا المرض الذي يهدد بقاء النبتة في عموم فلسطين، وهو ينتظر الأسبوع القادم ليبحث الأمر مع المنظمة التي ستقوم بزيارة للبلدة من أجل بحث تقديم المساعدة.[/rtl]
[rtl]يتجاوز الصبار القيمة الغذائية وكونه مصدر دخل لمئات العائلات الفلسطينية، فقد أصبح سمة عامة للكثير من البلدات التي تعمل سنويا على تنظم مهرجان سنوي للتسويق حيث يرتبط ذلك بالغناء والدبكة والمشاريع الثقافية والتراثية. وتعتبر بلدة نعلين قضاء رام الله بأكثر البلدات شهرة بثمار الصبار وفيها ما يقارب 2000 دونم مزروعة من الصبار والتي تنتج ما يقارب 75 طنا سنويا.[/rtl]