المشکلة في بقاء النظام الايراني
سعاد عزيز
المشکلة في بقاء النظام الايراني
لاشك من إن الحديث عن الانتهاکات والتجاوزات والجرائم والمجازر الفظيعة التي إرتکبها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحق مختلف شرائح وأطياف وطبقات الشعب الايراني، هو حديث ذو شجون، لإنه يرفع الستارة عن الواقع البشع لهذا النظام الاستبدادي الذي يحاول أن يصور نفسه أمام العالم عموما والمنطقة خصوصا، بإنه نظام مناصر للشعوب المضطهدة والمظلومة.
التأريخ الاسود لهذا النظام منذ أن فرض نفسه بوسائل وأساليب مخادعة على الشعب الايراني، يروي أحداثا وحکايات بالغة القسوة والوحشية عن هذا النظام الذي ليس لم يرحم البشر وانما طالت شروره وعدوانيته حتى البيئة أيضا فصارت أيضا فريسة له وإن التقارير الواردة عن تجفيف الانهار والبحيرات ونفاذ المياه الجوفية وإنتشار التلوث البيئي، تضاف الى السجل الاسود لهذا النظام الدموي الذي قام بإعدام 30 ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الذين کانوا يقضون فترة محکوميتهم بناءا على فتوى رجعية ظالمة لخميني في عام1988.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، صاحب 67 إدانة دولية بشأن إرتکابه لإنتهاکات في مجال حقوق الانسان، هو نفسه الذي قام بالعمل من أجل تنفيذ مخططه الارهابي لتفجير التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في عام 2018، وهو نفس النظام الذي يقوم بأعمال الخطف والاغتيال ضد کل معارضيه حتى في خارج إيران، وإن هکذا نظام دموي لايمکن أبدا أن يصبح يوما مناصرا وحليفا للشعوب المضطهدة لإن من يقمع ويقتل شعبه لايمکن أبدا أن يناصر شعوبا أخرى.
ممارسات هذا النظام وما يقوم به من تصرفات عدوانية ضد شعبه، يستمر لکي يشمل بشروره شعوب المنطقة وإن آثار جرائمه ومجازره وإنتهاکاته في العراق وسوريا ولبنان واليمن، تبدو واضحة للعيان، فهو وکما وصفته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، من أنه نظام معادي للإنسانية ولن تنعم شعوب المنطقة بالامن والاستقرار أبدا إلا بإستئصال شأفة هذا النظام وتخليص الشعب الايراني وشعوب المنطقة والانسانية برمتها من عدوانيته وجرائمه التي لاتعرف إنقطاعا طالما إستمر في حکمه ولم يتم التصدي له ومواجهته وردعه.
الحذر کل الحذر من هکذا نظام دموي معادي لشعبه وللإنسانية والويل کل الويل لمن راهن على هذا النظام المشبوه وتوسم فيه خيرا، وإن الدور المشبوه والخبيث له في سوريا والعراق واليمن ولبنان خصوصا والمنطقة والعالم عموما، والذي يثبت مدى عدوانية هذا النظام ومقدار الشر الذي يضمره للشعوب وللإنسانية عموما، يٶکد بأن بقاءه لن يکون إلا مصدرا لزعزعة الامن والاستقرار والفوضى في المنطقة، وإن الخيار الوحيد المتاح هو التخلص من هذا النظام من خلال دعم نضال الشعب الايراني المقاومة الايرانية من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير، وهو أمر لايمکن أن يتم إلا عبر إسقاط النظام.