أخبار يوم ٢٤ آب
أخبار يوم ٢٤ آب
١-السومرية… وجهت حركة طالبان تحذيرا شديد اللهجة للرئيس الأميركي، جو بايدن، متحدثة عن عواقبة وخيمة في حال تلكؤه بشأن سحب قواته من أفغانستان بعد الموعد المحدد.
وكان بايدن وضع سقفا زمنيا لبقاء القوات الأميركية في أفغانستانينتهي في 31 أغسطس الحالي، لكنه لمّح أخيرا إلى أن القوات قد تبقى بعد هذا التاريخ بسبب عمليات الإجلاء من العاصمة كابل.وقال المتحدث باسم حركة طالبان، سهيل شاهين، لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية إن بقاء القوات الأميركية بعد 31 أغسطس/ آب يعتبر خطا أحمر وأضاف شاهين "الرئيس بايدن أعلن أنه بحلول 31 أغسطس سيسحب كل قواته العسكرية، ولذلك إذا قام بتمديده، فهذا يعني تمديدا للاحتلال، وهو أمر لا داع له وتابع: "إذا طلبت الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مزيدا من الوقت لمواصلة عمليات الإجلاء، فالجواب هو لا، أو ستكون هناك عواقب".وقال المتحدث باسم طالبان إن تمديد وجود القوات الأجنبية سيهدم الثقة مع الحركة، مضيفا "إذا كانوا عازمين على استمرار الاحتلال فان ذلك سيثير رد فعل وعند المشاهد المأساوية في مطار كابل ومحاولة الهجرة من البلاد، نفى سهيل شاهين أن ذلك يتصل بالخوف من حركة طالبان.وقال: "أؤكد أ لكن أن الأمر لا يتعلق بقلق أو خوف".وأضاف شاهين "هؤلاء يرديون العيش في الدول الغربية، وهذا نوع من الهجرة الاقتصادية، لأن أفغانستاندولة فقيرة، فنحو 70 بالمئة من سكانها تحت خط الفقر، لذلك يريد الجميع الاستقرار في الدول الغربية ليعيش حياة مزدهرة هناك. الأمر لا علاقة له بالخوف".لكن الخوف من طالبان صار أمرا متكرر سماعه في أفغانستان.
وأظهرت لقطات فيديو مسلحي طالبان يطرقون الأبواب وهم يهددون السكان ويبحثون عن موظفين في الحكومة الأفغانية السابقة.وتحدثت تقارير عن أن مدارس البنات في عدة ولايات تعرضت للإغلاق.وردا على ذلك، قال المتحدث باسم حركة طالبان إن كل ذلك "أخبار ملفقة".وأضاف "يمكنني أن أؤكد لكم أن هناك العديد من التقارير من قبل خصومنا تزعم ما لا يستند إلى حقائق".
٢-السومرية… اعرب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأحد، عن تقديره لقرار القضاء بحق مرتكب جريمة قتل مدير بلدية كربلاء عبير سليم.وقال الكاظمي في تغريدة له على "تويتر"، "نثمّن بكثير من التقدير والاحترام قرار القضاء العادل ضدّ المجرم الذي ارتكب جريمة القتل بحقّ مدير بلدية كربلاء الشهيد عبير سليم".وأضاف "قضاؤنا هو ميزان العدل ومصدر الثقة بالدولة وضمان الحقوق ومستمرون في القضاء على الاعتداءات والتجاوزات". وقضت محكمة جنايات كربلاء، اليوم الاحد، باعدام قاتل مدير بلدية كربلاء "عبير الخفاجي" شنقا حتى الموت.يذكر أن "المدان" اقدم على قتل مدير بلدية كربلاء في الثاني عشر من شهر اب الحالي عندما كان الاخير مكلف بواجب رسمي وهو ازالة التجاوزات الحاصلة على املاك الدولة في محافظة كربلاء.
٣-ار تي … لقي الناشط العراقي علاء الشبلي مصرعه، يوم الأحد، إثر تعرضه لحادث دهس في محافظة النجف جنوبي العراق، وفق مصدر أمني. وأوضح المصدر أن سيارة بدون لوحات دهست الناشط علاء الشبلي من محافظة النجف لترديه قتيلا، وفرت إلى جهة مجهولة، فيما تجري قوات الأمن عمليات بحث عنها.وأوضح أن "قوات من الشرطة فتحت تحقيقا بالحادث لمعرفة ملابساته، إن كان حادث اغتيال متعمد أو حادثا عرضيا".وعلاء الشبلي ناشط معروف بمواقفه المنتقدة لسياسة الحكومة في التعاطي مع مطالب الحراك الشعبي بالعراق.
٤-سكاي نيوز… الجمرة الخبيثة تظهر.. استنفار صحي في العراق
بعد عدوى الفطر الأسود، يبدو أن عدوى بكتيرية خطيرة أخرى في طريقها للانتشار في العراق، فقد كشفت مديرية صحة محافظة دهوك العراقية، تسجيل 6 حالات مؤكدة بمرض الجمرة الخبيثة من بين 12 حالةمشتبها بها. وتصنف الجمرة الخبيثة كمرض نادر وخطير، تسببه بكتيريا، ويصاب البشر بعدواها عن طريق الاتصالالمباشر أو غير المباشر بالحيوانات المصابة.وتعليقا على مدى خطورة المرض واحتياطات الجهات الصحية العراقية، يقول الدكتور نبيل حمديالمدير العام في وزارة الصحة العراقية، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية: "أن الجهات الصحيةالعراقية تتابع الوضع عن كثب، وأن مرض الجمرة الخبيثة هو من الأمراض التي يجب تسجيلها والابلاغعن حالاتها فورا، لدى وزارة الصحة في العاصمة بغداد".
ويضيف:"الجمرة الخبيثة مرض خطير ومعد، لكنه قديم وموجود سابقا، وباتت لدينا خبرة في التعاطيمعه والسيطرة عليه، وهو لا يدعو للقلق كون الاصابات معدودة على أصابع اليدين في محافظةدهوك، لكن مع ذلك فإن مختلف مديريات الصحة في عموم المحافظات العراقية، ستعمل على اتخاذالاجراءات الاحترازية لمواجهة أي احتمالات لانتشار المرض، وانتقاله لا سمح الله لمحافظات أخرى"ويتابع المسؤول الصحي العراقي"وبشكل عام فإن انتقال العدوى من شخص لآخر ضئيل، لكن يجبالاحتياط وينبغي أن تشمل الاجراءات الوقائية تعزيز الرقابة البيطرية على المواشي ومزارعها ومراعيها،واجراء الفحوصات اللازمة للعاملين في تلك المزارع والمتعاملين مع الحيوانات، كون المرض ينتقل عبراللحوم أيضا خاصة، وأن هذه البكتيريا لديها مقاومة ولا تموت مباشرة، حتى مع الغلي والطهو".ويضيف حمدي:"النوع الأسهل هو الجلدي حيث يوجد لدينا حقن موضعية مضادة له، تتوفر فقط فيدوائر الصحة العراقية، لكن النوع الأخطر هو الذي يحدث عبر الاستنشاق، ويصيب الجهاز التنفسيوالنوع الثالث الخطير الذي يصيب الجهاز الهضمي".ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن الجمرة الخبيثة مرض تسببه جرثومة تسمى العصوية الجمرية، وقدكانت موجودة منذ مئات السنين، ومازالت تحدث بشكل طبيعي في كل من الحيوانات والبشر فيأجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك آسيا، وجنوب أوروبا، وأفريقيا شبه الساحلية، وأجزاء من أستراليا.وتوضح المنظمة أنه يمكن لجرثومة الجمرة الخبيثة البقاء على قيد الحياة في البيئة، عن طريق تشكيلالأبواغ، وأنها في شكلها الطبيعي الأكثر شيوعا تحدث قروحا داكنة على الجلد، تستمد منها اسمها.
٥-شفق نيوز/ أفادت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية بارتفاع إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في العالم إلى أكثر من 211.7 مليون إصابة، وإجمالي الوفيات إلى أكثر من 4.4 مليون وفاة.وبحسب بيانات الجامعة بلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في العالم 211.790.984 وإجمالي الوفيات 4.430.661.وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات جراء الفيروس بـ628498 حالة وفاة، وبلغ إجمالي الإصابات فيها 37.707.613.تلتها البرازيل في المرتبة الثانية من حيث عدد الوفيات بـ574527 حالة وفاة، وإجمالي الإصابات 20.570.891.في المرتبة الثالثة تأتي الهند بإجمالي وفيات 434367، وإجمالي إصابات 32.424.234.وفي المرتبة الرابعة المكسيك من حيث عدد الوفيات بـ252927، وإجمالي إصابات 3.217.415.وفي المرتبة الخامسة بيرو بإجمالي وفيات 197752، وإجمالي إصابات 2.140.062.وسادسا روسيا بإجمالي وفيات 173003، وإجمالي إصابات 6.653.498.وفي المرتبة السابعة بريطانيا بإجمالي وفيات 131958، وإجمالي إصابات 6.523.563.وفي المرتبة الثامنة إيطاليا بإجمالي وفيات128751، وإجمالي إصابات 4.484.613.وفي المرتبة التاسعة إندونيسيا بإجمالي وفيات 126372، وإجمالي إصابات 3.979.456.تلتها في المرتبة العاشرة كولومبيا، بإجمالي وفيات 124216، وإجمالي إصابات 4.889.537.
٦-شفق نيوز/ أظهرت وثيقة صادرة عن الاتحاد الوطني الكوردستاني، تسمية ستة مرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية، في قائمة شهدت خلو ترشيح آلا طالباني العضوة البارزة في الاتحاد.وبحسب الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة شفق نيوز، فإن الاتحاد الوطني أبدى دعمه للمرشحة المستقلة ديلان غفور ضمن الدائرة الانتخابية نفسها التي ترشحت عبرها آلا طالباني عن قائمة كوردستان والتي ضمت الاتحاد الوطني وحركة التغيير.وأبلغ مصدر مطلع وكالة شفق نيوز، أن الاتحاد وجه اتباعه بالتصويت حصراً لديلان غفور في تلك الدائرة، وحذر من إنزال عقوبات لمن لا يلتزم بهذه التعليمات.ويأتي القرار بعد جملة إقالات شهدها الاتحاد الوطني على يد الرئيس المشترك بافل طالباني، شملت أيضاً محمد تحسين طالباني الرئيس السابق لجهاز "زانياري" الذي يعد استخبارات الاتحاد الوطني.ومحمد تحسين طالباني شقيق آلا طالباني.
٧-الشرق الاوسط…أنجبت أفغانية مولودة في طائرة عسكرية أميركية فيما كانت متوجّهة إلى قاعدة رامشتاين في ألمانيا حسبما أعلنت القيادة الجوية المتنقلة للقوات المسلحة الأميركية على «تويتر»... وخلال الرحلة من قاعدة أميركية في الشرق الأوسط إلى ألمانيا بدأت المرأة الحامل تشعر بانقباضات و«مضاعفات»... وبحسب التغريدة فإن الوالدة والطفلة «بصحة جيدة»، حسبما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» (القيادة الجوية المتنقلة للقوات المسلحة الأميركية/ أ.ف.ب)
٨-الشرق الاوسط أسباب خسارة الأميركيين في أفغانستان
نيويورك: آدم نوسيتر
كانت الساعة الثامنة صباحاً، وقد وقف الرقيب الأفغاني الناعس عند ما أسماه الخط الأمامي، قبل شهر من سقوط مدينة قندوز بيد حركة «طالبان». وكان هناك اتفاق غير معلن يحمي الجانبين. لن يكون هناك إطلاق للنار.كانت هذه طبيعة الحرب الغريبة التي خاضها الأفغان مع حركة «طالبان»، وخسروها.يقول الرئيس جو بايدن ومستشاروه إن الانهيار الكامل للجيش الأفغاني أثبت عدم جدواه، زاعمين براءة الولايات المتحدة من جرائر الانسحاب. ولكن الانزواء غير العادي للحكومة والجيش في أفغانستان، والانتقال السياسي من دون إراقة الدماء في أغلب الأماكن حتى الآن، يشير إلى شيء أكثر أهمية.إن الحرب التي ظن الأميركيون أنهم يخوضونها ضد «طالبان» لم تكن الحرب التي يخوضها حلفاؤهم الأفغان. وهذا ما جعل حرب الولايات المتحدة هناك، على غرار العديد من المغامرات الاستعمارية الجديدة، محكوما عليها بالفشل منذ البداية على أرجح الآراء.أثبت التاريخ الحديث أنه من الحماقة للقوى الغربية أن تخوض الحروب في أراضي الشعوب الأخرى، رغم المغريات. وحركات التمرد المحلية، وإن كانت تبدو أنها لا تتفوق على خصمها من حيث الحجم، والأموال، والتقنيات، والأسلحة، والقوة الجوية، وما إلى ذلك، غالباً ما تكون أفضل تحفيزاً وأقوى دافعاً من خصمها، ولديها تدفق مستمر من المجندين الجدد، وكثيراً ما تحصل على المؤن والإمدادات عبر الحدود.وفي أفغانستان لم تكن اللعبة هي الخير في مواجهة الشر كما يراها الأميركيون، بل كان الأمر أشبه بصراع الجار ضد جاره.عندما يتعلق الأمر بحرب العصابات، وصف الزعيم الشيوعي السابق ماوتسي تونغ العلاقة التي لا بد أن تكون قائمة بين الشعب والقوات، فكتب قائلاً: «يمكن تشبيه الأول بالماء، ووصف الثاني بالسمك الذي يسكنه».وعندما يتعلق الأمر بأفغانستان، كان الأميركيون السمكة من دون ماء. تماماً كما كان الروس في الثمانينات. وكما كان الأميركيون أنفسهم في فيتنام في ستينات القرن العشرين. وكما كان الفرنسيون في الجزائر في خمسينات القرن ذاته. والبرتغاليون خلال محاولاتهم العقيمة الحفاظ على مستعمراتهم الأفريقية في الستينات والسبعينات. والإسرائيليون خلال احتلالهم الجنوب اللبناني في ثمانينات القرن الماضي.وفي كل مرة كانت القوة المتدخلة عسكرياً في كل هذه المواضع تعلن أن التمرد الناشئ في الداخل قد تعرض للضرب المبرح أو انقلب رأساً على عقب، في حين أن الجمر المشتعل دائماً ما كان يؤدي إلى اندلاع حروب جديدة.اعتقد الأميركيون أنهم تمكنوا من هزيمة «طالبان» بحلول نهاية عام 2001. ولم تعد حركتهم مبعثاً للقلق. غير أن النتيجة كانت في واقع الأمر أكثر غموضاً.كتب العميد ستانلي ماكريستال يقول: «لقد انزوى معظمهم، ولم نكن متأكدين إلى أين ذهبوا»، على النحو الذي اقتبسه المؤرخ كارتر مالكاسيان في كتاب جديد بعنوان «الحرب الأميركية في أفغانستان».في الواقع، لم تتعرض «طالبان» للضرب المبرح أبداً. وهناك العديد ممن قتلوا على يد الأميركيين، ولكن البقية تلاشت ببساطة إلى الجبال والقرى أو عبر الحدود إلى باكستان، التي نجحت في إنقاذ الحركة منذ نشأتها.وبحلول عام 2006، أعادت الحركة ترتيب الصفوف بما يكفي لشن هجوم كبير. وانتهت الرواية بالمهانة الأميركية الكئيبة والتي تكشفت أماراتها على مدى الأسبوع الماضي - تكريس الخسارة العسكرية الأميركية.منذ عشرين عاماً - في الوقت الذي تورط الأميركيون في مستنقع أفغانستان إلى حد مهلك - كتب باتريك شابال مؤرخ المغامرات البرتغالية الفاشلة في أفريقيا، يقول: «على الأمد البعيد، سوف تضيع كل الحروب الاستعمارية بلا طائل».كان تشابك القوى العظمى المستمر منذ عقدين من الزمان وهزيمتها الأخيرة أكثر إثارة للدهشة، حيث كانت الولايات المتحدة في العقود السابقة على الألفية مفعمة بالحديث عن «دروس» فيتنام المفترضة.
صرح السيناتور مايك مانسفيلد، زعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ في أواخر سبعينات القرن الماضي قائلاً في مقابلة إذاعية عن حرب فيتنام: «كان الثمن 55 ألف قتيل، و303 آلاف جريح، و150 بليون دولار. لم يكن ذلك ضرورياً، بل لم يكن مطلوباً بالأساس، لم تكن حرباً مرتبطة بأمننا أو بمصالحنا الحيوية. لقد كانت مغامرة سيئة في جزء من العالم كان ينبغي أن تبقى أنوفنا بعيدة عنه».قبل فترة طويلة، مع بداية «المغامرة الفاشلة» في عام 1961، كان الرئيس كيندي قد جرى تحذيره من مستنقع فيتنام من قبل سلطة لا تقل عن شارل ديغول. وفي وقت لاحق تذكر الرئيس ديغول حديثه للرئيس كيندي قائلاً: «أتوقع أن تنزلق خطوة بخطوة إلى مستنقع عسكري وسياسي لا قاع له، مهما أنفقت من أموال أو بعثت من رجال».ولقد تجاهله الرئيس الأميركي تماماً. ولقد حذر ديغول الرئيس كيندي بعبارات ترمز إلى كارثة فيتنام وخيبة الأمل في أفغانستان: «حتى لو وجدت الزعماء المحليين الذين هم على استعداد لطاعتك تحقيقاً لمصالحهم الخاصة، فإن الناس لن يوافقوا على ذلك، ولا يريدونك حقاً».وبحلول عام 1968، كان الجنرالات الأميركيون يزعمون أن الفيتناميين الشماليين تعرضوا «للجلد»، على حد تعبير أحدهم. وكانت المشكلة أن الخصم رفض الاعتراف بهزيمته وواصل القتال، كما لاحظ محللا السياسة الخارجية جيمس تشاس وديفيد فرومكين في منتصف ثمانينات القرن الماضي. ومن ناحية أخرى، كان حليف الأميركيين في فيتنام الجنوبية فاسداً ولم يكن يتمتع بتأييد شعبي يذكر.إن نفس الثالوث غير المقدس للحقائق لم يتغير - «الجنرالات المتبجحون، العدو غير الراكع، الحليف الضعيف» - ويمكن ملاحظته على طول مسار انخراط الولايات المتحدة في حرب أفغانستان.كان حرياً بالرئيس كيندي الاستماع إلى نصيحة ديغول. لم يكن الرئيس الفرنسي، على عكس نظرائه الأميركيين آنذاك ثم لاحقاً، يثق في آراء الجنرالات، ولم يكن ليصغي إلى مداهناتهم، رغم أنه البطل العسكري الأول في فرنسا.كان في ذلك الوقت يخرج بفرنسا من حرب استعمارية وحشية دامت ثماني سنوات في الجزائر، ضد الرغبات الشديدة لكبار الضباط والمستوطنين الأوروبيين الذين أرادوا استمرار الحكم الاستعماري الذي دام أكثر من قرن من الزمان. ولقد زعم جنرالاته، بحق، أن المقاومة الجزائرية الداخلية قد تحطمت إلى حد كبير. غير أن ديغول كان يتمتع بالحكمة الكافية لإدراك أن المعركة لم تنته بعد.كان المحتشدون على حدود الجزائر هم من أطلق عليهم المتمردون «جيش الحدود»، ثم لاحقاً «جيش التحرير الوطني»، الذي أصبح اليوم «الجيش الشعبي الوطني»، الذي لا يزال العنصر صاحب الهيمنة في الحياة السياسية الجزائرية.يقول بنجامين ستورا، المؤرخ البارز في العلاقات الفرنسية الجزائرية: «ما دفع ديغول إلى القيام بذلك هو أنهم كان لا يزال لديهم جيش على الحدود. وعليه، فقد تجمد الموقف عسكرياً. وكان منطق ديغول: إننا إذا حافظنا على الوضع الراهن فإننا نخسر الكثير. فقرر سحب الفرنسيين من السباق في قرار لا يزال يؤلمهم».كان زعيم «جبهة التحرير الوطني»، الذي أصبح فيما بعد أهم زعيم جزائري بعد الاستقلال، هواري بومدين، قد جسد توترات الثورة الجزائرية - وهي التوترات الغالبة - التي ستكون مألوفة لدى مراقبي «طالبان»: الدين والقومية. ولقد انقلب الإسلاميون ضده في وقت لاحق بسبب الاشتراكية. غير أن الحشود الجماعية الشعبية الحزينة التي خيمت على جنازة بومدين عام 1978 كانت حقيقية.لقد نبعت سيطرة بومدين على الشعب من واقع أصوله المتواضعة وصلابته ضد المحتل الفرنسي المكروه. وتساعد هذه العناصر في تفسير تغلغل «طالبان» السلس تقريباً عبر جل الأراضي الأفغانية خلال الأسابيع والأشهر التي سبقت النصر النهائي الذي تحقق الأسبوع الماضي.فقد تصورت الولايات المتحدة أنها تساعد الأفغان على محاربة آفة الشر الكريهة، ألا وهي حركة «طالبان»، المرشح البارز للإرهاب الدولي. كانت هذه هي الرؤية الأميركية.بيد أن كثيراً من الأفغان لم يكونوا يخوضون تلك الحرب. ينتمي أفراد «طالبان» إلى مدنهم وقراهم. وربما تغيرت أفغانستان، لا سيما في مراكزها الحضرية، عبر أكثر من 20 عاماً من الاحتلال الأميركي. غير أن القوانين التي روجت لها «طالبان» - السياسات القمعية تجاه المرأة - لم تكن مختلفة تماماً، ولم تختلف على الإطلاق عن العادات السائدة في العديد من هذه القرى الريفية، لا سيما في جنوب البشتون.ولقد ذكر تقرير صادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش في العام الماضي بكل صراحة: «هناك مقاومة لتعليم الفتيات في العديد من المجتمعات الريفية الأفغانية. ومن النادر رؤية النساء من دون البرقع خارج عواصم المحافظات، حتى في أقاليم الشمال».وهذا هو السبب في أن حركة «طالبان» ما فتئت تفرض العدالة فرضاً منذ سنوات، ربما بوحشية في كثير من الأحيان، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، برضا - بل وقبول - من السكان المحليين. فالنزاعات على الملكية وقضايا الجرائم الصغيرة يتم الفصل فيها على وجه السرعة، أحياناً من قبل علماء الدين -وهذه المحاكم تحظى بسمعة أنها «غير قابلة للفساد» عند المقارنة مع النظام الفاسد للحكومة السابقة، كما قالت هيومن رايتس ووتش.إنه نظام يركز على العقاب، الذي غالباً ما يكون قاسيا. ورغم احتجاج «طالبان» خلال الأسبوع الماضي بالعفو عن الذين خدموا في الإدارة الأفغانية المنحلة، إلا أنهم لم يظهروا أي شيء من هذا التسامح في الماضي. وقد أشاع نظام السجون السرية، التي تؤوي أعداداً كبيرة من الجنود والموظفين الحكوميين، الخوف بين السكان المحليين في كافة أنحاء أفغانستان.وتردد أن زعيم «طالبان»، الملا عبد الغني برادار، قد لقي ترحيباً كبيراً إثر عودته الأسبوع الماضي إلى مدينة قندهار الجنوبية، مسقط رأس «طالبان». ولا بد أن يشكل هذا عنصراً آخر من عناصر التفكير في القوة العظمى التي شعرت منذ عشرين عاماً بأنها لم تجد أمامها أي خيار غير الرد العسكري على جرائم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).بالنسبة لمالكاسيان، المؤرخ الذي كان مستشاراً سابقا للقائد الأعلى للقوات الأميركية في أفغانستان، هناك درس من التجربة، لكن ليس بالضرورة أن الولايات المتحدة كان يجب أن تبقى بعيدة. وقال في مقابلة: «إذا تحتم عليك الذهاب، فلا بد من الإدراك أنه لا يمكنك النجاح تماماً. ولا تفكر أنك سوف تحل المشكلة أو تصلح الأحوال».
مع تحيات مجلة الكاردينيا