أفغانستان: تصعيد خطير يستهدف مطار كابول ويخلّف عشرات القتلى المدنيين و 12جنديا أمريكيا على الأقل
منذ 23 دقيقة
0
حجم الخط
لندن – «القدس العربي» – ووكالات: شهدت المنطقة المحيطة بمطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول، أمس الخميس، تفجيرين أسفر عنهما عدد من القتلى والجرحى من الأفغان والقوات الأمريكية.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن انفجارا وقع أمام بوابة أبي (وهي البوابة الرئيسية)، واصفاً إياه بـ”هجوم مركب خلّف ضحايا بين الأمريكيين والمدنيين” . كما أشار كيربي إلى أن انفجاراً آخر وقع بالقرب من موقع الأول، أمام فندق “بارون” الذي تستخدمه القوات البريطانية في عمليات الإجلاء، كما نقلت مصادر عن البنتاغون ان انتحاريي من تنظيم «الدولة» الاسلامية نفذا الهجوم.
ونقلت شبكة “سكاي نيوز” عن مصدر دفاعي بريطاني قوله إن من المرجح أن أحد التفجيرين كان انتحاريا، بينما نفذ الثاني بواسطة سيارة مفخخة.
وقالت صحيفة «وول ستريت» جورنال الأمريكية ان حصيلة ضحايا هجومي مطار كابول بلغت 60 قتيلا و120 جريح.
وحسب تصريح مسؤول أمريكي لوكالة الأنباء رويترز، فإن معلومات أولية تشير إلى أن 10 جنود أمريكيين على الأقل ربما قتلوا في هجوم كابول.
وأوردت قناة “الحرة” الأمريكية، الخميس، إعلان تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجمات في محيط مطار حامد كرزاي في العاصمة الأفغانية كابول.
وأفادت القناة (رسمية) بأن تنظيم داعش أعلن “مسؤوليته عن هجومي مطار حامد كرزاي في كابل” .
جاء ذلك في أعقاب نقل موقع قناة “فوكس نيوز” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم “يرجحون” وقوف تنظيم داعش “خراسان” وراء الهجمات بمحيط مطار كابول. غير أنّه لم يتم حتى الساعة (17:30 ت.غ) رصد إعلان رسمي من قبل تنظيم داعش بتبني الهجمات على مواقعه ومنصاته الإعلامية.
المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، وصف الانفجار بأنه “هجوم إرهابي”، إذ نقلت وسائل إعلام أفغانية عنه قوله: “الانفجار في كابول هجوم إرهابي، وطالبان ملتزمة بتعهداتها للمجتمع الدولي، ولن نسمح للإرهابيين باستخدام أفغانستان قاعدة لعملياتهم” . وأشار مجاهد إلى أن المسؤولين الأمريكيين تلقوا مسبقا تحذيرات من احتمال قيام “تنظيم الدولة الإسلامية” بشن هجوم إرهابي على المطار.
ونقلت شبكة “فوكس نيوز” عن مصادر في الكونغرس تأكيدها أن التفجيرين “قد يكونان في إطار هجوم منسق وجزءاً من حادث متواصل”، محذرة من أنه قد يقع المزيد من التفجيرات.
وقال مصدر مطلع على الإفادات في الكونغرس إن مسؤولين أمريكيين لديهم اعتقاد قوي بأن “تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان” مسؤول عن تنفيذ الهجوم، فيما أشار مصدر آخر من الحكومة الأمريكية مطّلع على أنشطة المخابرات، أن الحكومة ما زالت تحقق، لكن هجوم المطار يحمل “كل العلامات المميزة” لهجوم من تنفيذ “تنظيم الدولة”.
وتسابق قوات الدول الغربية الزمن لإجلاء أكبر عدد ممكن قبل انقضاء المهلة المحددة في 31 آب/ أغسطس. وزادت الضغوط لاستكمال إجلاء عشرات الألوف من الأجانب والأفغان الذين ساعدوا الدول الغربية خلال الحرب التي استمرت 20 عاما ضد طالبان. ومن المقرر أن تغادر جميع القوات الأمريكية وقوات التحالف المطار الأسبوع المقبل قبل مهلة تنقضي في 31 أغسطس.
وكانت دول غربية قد حذرت من هجوم محتمل يشنه “تنظيم الدولة”.
وفي تحذير صدر مساء الأربعاء، ناشدت السفارة الأمريكية في كابول المواطنين بتجنب الذهاب إلى المطار، وقالت إن الموجودين هناك بالفعل يتعين عليهم الرحيل على الفور، مشيرة إلى “تهديدات أمنية” غير محددة. كما أصدرت بريطانيا تحذيرا مماثلاً نصحت فيه الموجودين في منطقة المطار بالانصراف. وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي إن المعلومات عن احتمال شن “تنظيم الدولة” هجوما انتحاريا أصبحت “أكثر مصداقية” .
وذكر هيبي في تصريحات لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “لا أستطيع أن أشدد على أن الوضع يائس بما فيه الكفاية. فالتهديد حقيقي، وشيك، ومهلك. لن نقول هذا ما لم نكن قلقين حقا بخصوص إتاحة هدف لا يمكن تصوره للدولة الإسلامية”. كما حثت أستراليا الناس على الابتعاد عن المطار، بينما أنهت بلجيكا عمليات الإجلاء بسبب خطر الهجوم.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، عزم بلاده سحب سفيرها لدى العاصمة الأفغانية كابول “لأسباب أمنية” . كما حذرت طالبان على لسان المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، من أنه توجد مخاطر حقيقية بأن يقوم “تنظيم الدولة” بمهاجمة المطار.
وبعد وقوع الانفجارين، دعا حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى مواصلة عمليات الإجلاء رغم “الهجوم الإرهابي”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في تغريدة “أدين بشدة هذا الهجوم الإرهابي المروع (…) وتبقى أولويتنا إجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص من كابول إلى مكان آمن في أسرع وقت ممكن” .
كما قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه “قلق للغاية”، في حين دعا إلى استمرار عمليات الإجلاء من المطار الذي تتولى الولايات المتحدة أمنه.
وفي سياق آخر، انعقدت مباحثات بين ممثلين عن طالبان وسياسيين من “تحالف الشمال”، الحركة المناهضة لطالبان، والمتمركزة في ولاية بانشير، شمال شرقي أفغانستان.
جاء ذلك وفقا لبيان أصدره، أمس الخميس، محمد علم إزدار، السياسي البارز من بانشير، وأحد أعضاء فريق التفاوض، والذي شغل سابقا منصب نائب رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني.
وبحسب البيان، التقى وفد من جبهة المقاومة، مكون من 12 عضوا، وفدا من حركة طالبان، في مدينة شاريكار بولاية باروان شمالي أفغانستان.
وأضاف أنه “بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات، اتفق الجانبان على ضرورة استمرار المحادثات وتجنب شن هجمات حتى انتهاء المفاوضات” .
وتقوم طالبان بإجراء محادثات واسعة مع مسؤولين سابقين في الحكومة المنهارة وزعماء القبائل بهدف تشكيل حكومة ونظام حكم.
ومن أبرز المسؤولين الحكوميين الذين اجتمعت بهم الحركة، الرئيس السابق للبلاد، حامد كرزاي ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، عبد الله عبد الله. إلا أن شبكة “سي أن أن” الأمريكية نشرت أمس الخميس، عن مصدر مطلع أن الحركة انتزعت، الإثنين الماضي، الأسلحة من الفريق الأمني العامل على حراسة كرزاي وصادرت سياراته، ما دفع الرئيس السابق للانتقال إلى منزل عبد الله. وتابع المصدر أن طالبان فتشت، الأربعاء، منزل عبد الله وصادرت سياراته وحرمته من الحراسة أيضا. وذكرت الشبكة أن كرزاي وعبد الله يقعان الآن فعليا تحت الإقامة الجبرية دون حراسهما وتحت رحمة الحركة.
في المقابل، نفت الحركة على لسان المتحدث باسم المكتب السياسي، محمد نعيم، صحة هذه الأنباء، حسب ما نقلت عنه وكالة “نوفوستي” الروسية، مشددا أن ضمان أمنهما يعود إلى اختصاصات الحركة.
وعقد كرزاي وعبد الله الأسبوع الماضي اجتماعاً مع القائم بأعمال حاكم كابول المعين من قبل حركة طالبان، عبد الرحمن منصور. وأكدت “سي أن أن” أن عبد الله أعرب عن أمله مسبقاً بتشكيل طالبان حكومة شاملة، إلا أنه ازداد تشاؤماً بهذا الشأن خلال الأسبوع الأخير.