أخبار يوم ٢٦ آب
أخبار يوم ٢٦ آب
١- السومرية...أفاد مصدر أمني،، بمقتل مدني وإصابة آخر بجروج بليغة إثر انفجار عبوة ناسفة في جزيرة تكريت في محافظة صلاح الدين.وقال المصدر للسومرية نيوز، إن "عبوة ناسفة من مخلفات داعش انفجرت على عجلة (كرين) في جزيرة تكريتبمحافظة صلاح الدين مما اسفر عن مقتل مدني وإصابة الثاني بجروح بليغة".
٢- سكاي نيوز...أفعى تقتحم مستشفى في العراق.. وحالة هلع وسط المرتادين...أظهر مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي في العراق، مؤخرا، دخول أفعى رقطاء إلى أحد مستشفيات مدينة البصرة، أقصى جنوبي العراق، وهو ما أحدث صدمة وسط مرتادي المستشفى.وفوجئ المرضى ومرتادو المستشفى بدخول الأفعى، فحاولوا أن يقتلوها عبر ضربها بأحذيتهم، وسط حالة من الارتباك والخوف.وقال المعلقون على الفيديو، إن دخول الأفعىيكشف مدى التسيب والإهمال وسوء الخدمات في المستشفيات العراقية، حيث بات الناس يخشون على حياتهم من دخول هذه المستشفيات، أكثر مما يخافون الأمراض التي تلم بهم.ودخول هذه الأفعى ليس الحادث الوحيد، إذ ثمة قصص وحوادث مشابهة في مستشفى مدينة البصرة، الأمر الذي يكشف ضعف معايير السلامة في مستشفيات وما أثار السخط أكثر بين الناس، هو ما تم تداوله على لسان مصادر من داخل المستشفى، حول اعتبارها ما حدث أمرا طبيعيا لا يستوجب التهويل .
وقال منتقدون، إن هذا التهوين يعني أن المطلوب أن تلدغ تلك الأفعى مريضا أو زائرا، حتى يعد الأمر خطيرا وجديرا بالبحث والنقد.يقول الطبيب زامو بختيار، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، "هذه الحادثة تمثل نموذجا لما يعانيه قطاع المستشفيات والمراكز الصحية العراقي من اهتراء وتهالك في البنى التحتية، وغياب لمعايير المحاسبة والسلامة والاستقامة الادارية".وأضاف بختيار "ليس خبرا عاديا، أن ترى أفعى داخل ردهات مستشفى يكتظ بالمرضى، فأين الرقابة وأين الكوادر الطبية والأمنية والخدماتية في هذا المستشفى؟”.ويتابع "معيار تقدم أي بلد هو مدى تطور قطاعه الصحي والطبي، وبالعكس فإن التردي في هذا القطاع الحيوي والمحوري الذي يمس حياة الناس وسلامتهم مباشرة، هو علامة الانحطاط والتخلف والتراجع على كافة الصعد والمستويات الأخرى".
٣-سكاي نيوز...بعدما شغلت العراق.. "طالبة الستوتة" تتحدث عن ظروفها الصعبة تحولت صورة التقطها راكب إحدى السيارات العابرة في العراق، إلى حدث بارز يشغل المنصات الاجتماعية، بعدما أظهرت فتاة تحمل كتابها الدراسي على متن عربة أبيها الصغيرة والمتهالكة وأظهرت العربة، الطالبة سارة حسين التي باتت تعرف بفتاة الستوتة، حيث تظهر راكبة خلف عربة متواضعة أشبه بعربات "التوك توك" وهي تحمل كتابها الدراسي في طريقها للامتحان في الثانوية العامة، بينما والدها يقود العربة.وتفاعل المعلقون والرواد على نطاق واسع مع الصورة، وما تحمله من معان نبيلة لأنها تكشف إصرار هذه الفتاة العراقية على مراجعة كتبها الدراسية، حتى وهي على الطريق وتحت أشعة الشمس الحارقة، في دلالة على أن ارادة التفوق والنجاح واثبات الذات، لا تعيقها ظروف الحياة السيئة، كما قالت التعليقات على الصورة المعبرة.
ومع انتشار صورة الفتاة كالنار في الهشيم، ترددت أنباء عن مبادرة من لاعبي المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم، للتوقيع الجماعي على قميص المنتخب، واهدائه لهذه الطالبة التي لم تمنعها الظروف القاسية، من المثابرة والإصرار على النجاح والسعي للالتحاق بالجامعة .وللوقوف على تفاصيل القصة، تواصل موقع "سكاي نيوز عربية" مع بطلة القصة الطالبة سارة حسين، وهي من أهالي مدينة الكوت مركز محافظة واسط، الواقعة في وسط العراق .تؤكد سارة أنها تسعى بكل جهد للنجاح، ودخول إحدى فروع كليات الطب أو التمريض، كي تتخرج وتتمكن من مساعدة عائلتها، وتحسين ظروفهم الصعبة.وتضيف في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية"،"ما حدث كان بمحض الصدفة، حيث لا نعرف من التقط الصورة لي ولوالدي، عندما كنت ذاهبة لتقديم الامتحان، كون العربة مكشوفة تماما لكافة السيارات المارة من حولنا، وفجأة انتشرت صورتي في كامل العراق".وتردف سارة "هناك طلاب زملائي أوضاعهم المادية أصعب من وضعي بكثير، فنحن حالتنا المادية والحمد لله ليست سيئة للغاية، وهم أجدر مني بتسليط الضوء على معاناتهم ومساعدتهم، وأتمنى أن يتم الالتفاف لأوضاعهم من خلال قصتي التي تجسد قصص معاناة ملايين العراقيين، وخاصة الطلاب والطالبات".
ظروف صعبة
وتقول سارة "أتحدث لأول مرة من خلال موقعكم، عن حقيقة انقطاعي عن الدراسة لمدة 5 سنوات بفعل سوء أحوالنا المادية، لكن الآن مع تحسنها قليلا قررت العودة لدراستي وإتمامها، وأنا مصرة على تحقيق النجاح رغم صعوبة الظروف، ورغم انقطاعي الطويل عن الجو الدراسي وعدم قدرتي على أخذ دروس خصوصية، والاشتراك في دورات تقوية دراسية إضافية".ولدى الطالبة سارة حسين البالغة 22 عاما، والتي تشغل على مدى أيام منصات التواصل الاجتماعي في البلاد، شقيقتان و3 أشقاء أكبرهم مريض، وبحاجة لعلاج مكلف، لكن ضيق ذات يد أسرته يحول دون معالجته .وتطالب سارة عبر موقع "سكاي نيوز عربية" الحكومة والجهات المسؤولة، بمساعدتهم في التكفل بمعالجة شقيقها المريض، البالغ 18 عاما والذي يعاني من تشوهات في القدمين والفك والصدر، وهو بحاجة للمعالجة خارج العراق حيث تبلغ تكلفة العلاج نحو 8 آلاف دولار، والذي اضطر لترك دراسته وهو في الصف الخامس الابتدائي، بسبب تنمر الطلاب عليه.وحول ما راج عن تقديم لاعبي الفريق الوطني العراقي لكرة القدم، قميص المنتخب الموقع منهم لها، تقول "سمعت عن نية لاعبي المنتخب العراقي تكريم سارة وإهداءها قميص المنتخب، لكن لم يتواصل معي أحد بخصوص ذلك لحد الآن، ومع ذلك أشكر اللاعبين على مبادرتهم الطيبة ولفتتهم الكريمة".وتكشف سارة أنها تلقت اتصالا من إحدى شركات الاتصالات العراقية، وعدتها خلاله بإهدائها رقما هاتفيا مميزا، وهاتف آيفون.من جهته يقول حسين علي؛ والد سارة، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، "خرجنا على الساعة 6 صباحا، أنا وابنتي الكبرى سارة كي تجري امتحانات الثانوية العامة بالقسم العلمي، وبينما نحن على الطريق يبدو أن أحدهم ربما إعلامي أو مواطن ما، كان يسير خلفنا بسيارته قد التقط صورة لسارة وهي منهمكة في مراجعة كتاب المادة التي ستخوض امتحانها في ذلك اليوم".ويضيف الأب"مع عودتنا للبيت بعد الظهر، فوجئنا بصورنا تملأ صفحات التواصل الاجتماعي، محدثة ضجة واسعة الأمر الذي كان محط ترحيبنا وفرحتنا، كونه سلط الضوء على معاناتنا حالنا حال ملايين العائلات العراقية، جراء ضيق الحال وسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية".ويضيف علي"أنا عامل في مديرية مجاري واسط، وراتبي يبلغ 500 ألف دينار عراقي ( ما يعادل 335 دولار أميركي ) يقتطع منه شهريا مبلغ 150 ألف، نظير أقساط البيت الذي نسكن فيه، ولا أملك سوى هذه العربة المتواضعة، التي أنقل عبرها أحيانا بعض الأغراض والأدوات المنزلية كثلاجات أو مكيفات، لقاء مبالغ بسيطة، فنحن بحاجة لدعم من الحكومة والجهات المسؤولة".
٤-بغداد: «الشرق الأوسط»
في الثالث والعشرين من شهر أغسطس (آب) عام 1921 تم تتويج فيصل الأول ملكاً على العراق. وفي الثالث والعشرين من أغسطس الحالي أكملت الدولة العراقية عامها المائة. لم تنظم احتفالات جماهيرية كبرى تليق بحدث بهذا الحجم، لكنه نال اهتماماً رسمياً عبر تغريدات وبيانات، فيما اشتعلت كالعادة وسائل الإعلام؛ خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، ومجموعات النخب السياسية والفكرية في محاولة لتسليط الضوء على هذا الحدث من جوانبه المختلفة؛ السلبية منها والإيجابية.
ففي حين رأى كثيرون أن العراق كان يوماً ما دولة بمؤسسات كاملة وحياة مستقرة وشبه ديمقراطية وهي الفترة الملكية (1921 - 1958) ومنهم من يمد فترة الاستقرار عبر مؤسسات دولة رصينة إلى الأنظمة الجمهورية (1958 - 2003) بما في ذلك الحقبة التي تسلم فيها البعثيون السلطة (1968 - 2003)، فإن نسبة المدافعين عن حقبة ما بعد عام 2003 قليلة بالقياس إلى من قارن بين هذه التجارب من عمر العراق الذي بلغ مائة عام.هناك شبه اتفاق بين الجميع على أن الآباء المؤسسين للعراق سابقاً ولاحقاً لم ينجحوا في بناء دولة بهوية موحدة.الملك فيصل الأول (توفي عام 1933) سبق جميع العراقيين قبل كل وسائل ووسائط الإعلام الحديث باستثناء الصحف (الإذاعة دخلت العراق عام 1936 أول دولة عربية) في التعبير عن خيبة أمله بشأن إمكانية بناء دولة بهوية وطنية موحدة. فقبيل وفاته بأعوام قال في رسالة له إلى العراقيين: «أقول وقلبي ملآن أسى… إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء، ميالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أي حكومة كانت، فنحن نريد؛ والحالة هذه، أن نشكل شعباً نهذبه وندرّبه ونعلمه، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف يجب أن يعلم أيضاً عظم الجهود التي يجب صرفها لإتمام هذا التكوين وهذا التشكيل... هذا هو الشعب الذي أخذت مهمة تكوينه على عاتقي».هذا التوصيف الذي ينسب إلى الملك فيصل الأول انشغل به المؤرخون والباحثون في التاريخ والشأن العراقي طوال العقود العشرة الماضية من عمر الدولة العراقية. فمنهم من أنكره، ومنهم من أثنى عليه. فالذين أنكروا على الملك، سليل الأسرة الهاشمية، هذا التوصيف يستندون إلى تاريخ طويل موغل في الزمن من عمر العراق الذي ربما يتعدى 7000 عام؛ بما في ذلك الحقبة السومرية والكلدانية والآشورية، وبالتالي لا يحق لمواطن غير عراقي (الملك فيصل الأول حجازي) أن يصف العراقيين بمثل هذا الوصف، مشيرين إلى أنه إذا كان هو فشل في بناء دولة؛ فهذه مسؤوليته لا مسؤولية العراقيين.
في مقابل ذلك، فهناك غالبية اتفقت مع رأي الملك فيصل الأول من منطلق أنه حتى وهو يطلق مثل هذه المقولة كان بنى دولة جرى تداول السلطة فيها بطريقة سلسة فضلاً عن أنها كانت واحدة من أهم دول الشرق الأوسط، لا سيما أواخر الخمسينات حين تزعمت «حلف بغداد» قبل نهاية الحقبة الملكية بطريقة مأساوية صبيحة الرابع عشر من يوليو (تموز) عام 1958.وبصرف النظر عن الجدل الذي أثارته مقولة فيصل الأول بشأن العراقيين، فإن الأخطر منه هو ما أحدثه عالم الاجتماع العراقي المعروف علي الوردي من هزة في المجتمع العراقي حين حلل الشخصية العراقية بطريقة أثارت مزيداً من الجدل بين رافض ومؤيد، علماً بأن كفة المؤيدين هي الراجحة. فالوردي رأى أن الشخصية العراقية شخصية ازدواجية تحمل قيماً متناقضة هي قيم البداوة وقيم الحضارة في الوقت نفسه. وفي سلسلة كتب ومحاضرات مهمة على مدى 6 عقود من الزمن كان فيها الوردي «الرقم واحد» في هذا الميدان، أثبت أن لجغرافيا العراق أثراً في تكوين الشخصية العراقية. فالعراق بلد معقد من ناحية الجغرافيا؛ ففي الوقت الذي يوجد فيه نهران كبيران (دجلة والفرات) فإن له امتدادات صحراوية بقيت لفترات طويلة من الزمن عرضة لهجرات كبيرة أثرت على بنائه ونسيجه المجتمعي. وطبقاً للوردي؛ فإن العراقي ضحية قيم متناقضة حضرية وبدوية في وقت واحد. فهو في الوقت الذي يدافع فيه عن الكرامة والشهامة؛ فإن الجانب الآخر من حياته في مدن شهدت مستويات عالية من التحضر تجبره على الانصياع لقيم التحضر والتمدن.
ومع أن ما أفصح عنه الملك فيصل وما حلله فيما بعد الوردي يخص الشخصية العراقية؛ فإن ذلك انسحب بالتالي على الدولة العراقية التي هي دولة مكونات إثنية ومذهبية ودينية؛ الأمر الذي انسحب على طبيعة بناء الدولة؛ حيث عجز العراقيون، وفي مقدمتهم الآباء المؤسسون، عن بناء دولة لا تتحول بعد نحو مائة عام على بنائها دولة شبه فاشلة طبقاً لمجموعة مؤشرات تبدأ من جواز السفر العراقي الذي هو الآن في ذيل القائمة، فضلاً عن مؤشرات الشفافية والفساد حيث يحتل العراق مراتب متقدمة لجهة الفساد ومتأخرة لجهة الشفافية.ومن بين المؤشرات الأخرى طبيعة الهجرة والنزوح؛ سواء داخل العراق في أماكن أكثر أمناً مثل إقليم كردستان الذي يجد نفسه الآن، في ظل الفشل في بناء دولة بهوية مواطنة موحدة، شبه دولة مستقلة... والهجرة خارج العراق، وآخرها ما حدث ولا يزال للعراقيين العالقين بين بيلاروسيا وليتوانيا في طريقهم نحو الهروب إلى أوروبا.
وبينما بدت الحقبة الملكية مقبولة من حيث وجود دولة مؤسساتها مكتملة على كل الصعد ويشعر فيها المواطنون بقدر كبير من الاستقرار، فإن إشكالية الهوية ظهرت في الحقب الجمهورية، لا سيما مع بدء الثورة الكردية أوائل ستينات القرن الماضي واستمرارها بأشكال عسكرية وسياسية مختلفة حتى اتفاقية الجزائر عام 1957. وبعد نجاح «حزب البعث» في الوصول إلى السلطة عام 1968 وبروز نجم صدام حسين بدأت أولى ملامح المعارضة العراقية بنسختين (شيعية وكردية)؛ الأمر الذي طرح لأول مرة إشكالية الهوية. فالعراق الذي تحكمه الأقلية السنية من وجهة نظر الشيعة وهم الغالبية بدءاً من عام 1921 وحتى 2003، بدا كأن هناك اختلالاً في التوازن الوطني فيه؛ الأمر الذي أدى إلى ظهور مصطلحات مثل «المظلومية الشيعية» التي تشعر بتهميش طائفي، ومصطلح «الحقوق الكردية» حيث يشعر الأكراد بتهميش عرقي. وبينما لم تنجح قوى المعارضة في إسقاط نظام صدام حسين إلا بالاستعانة بالأميركيين عام 2003؛ فإن هذه المعارضة وعبر ما سمي بعد وصولهم إلى الحكم «التحالف الشيعي - الكردي» لم تتمكن من بناء دولة بهوية مواطنة؛ بل عملية سياسية لا تزال ترتبط كل مؤشرات الفشل بها؛ بدءاً من العلم الوطني والنشيد الوطني وكل ما يرتبط بالوطنية التي لم يبق منها، مثلما يدوّن العراقيون في وسائل التواصل الاجتماعي، سوى الكهرباء التي تسمى «وطنية» في حال كانت من الدولة، بينما تسمى «سحب» في حال كان مصدرها المولدات الأهلية.مع تحيات مجلة الكاردينيا