بايدن يأمر برفع السرية عن وثائق هجمات ١١ سبتمبر
العرب/واشنطن – أمر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة بأن يتمّ خلال الأشهر الستّة المقبلة نشر الوثائق التي لا تزال سرّية من تحقيق الحكومة الأميركيّة حول هجمات 11 سبتمبر، بعد ضغوط من الدوائر المضادّة السعودية التي تسعى إلى توريطها في تلك الأحداث رغم نفي المملكة مرارا وتكرارا.
وقال بايدن "اليوم، وقّعتُ أمرا تنفيذيا يتضمّن توجيهات لوزارة العدل ووكالات أخرى ذات صلة، للإشراف على مراجعة لرفع السرّية عن وثائق متعلّقة بتحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن 11 سبتمبر".
وأضاف أنّ رفع السرّية يجب أن يدخل حيّز التنفيذ في "الأشهر الستة المقبلة".
وتابع "يجب ألا ننسى أبدا الألم المستمرّ لعائلات وأحبّاء 2977 شخصا أبرياء قتِلوا خلال أسوأ هجوم إرهابي ضد أميركا في تاريخنا".
وتأتي موافقة بايدن بعد ضغوط من عائلات الضحايا التي تسعى إلى مقاضاة السعودية إلى الحصول على الوثائق على أساس أنّها "تثبت" تورط المملكة في تلك الأحداث.
واعتبرت العائلات منذ مدة طويلة أنّ الوثائق السرّية ربما تتضمّن أدلّة على أنّ حكومة المملكة العربية السعودية، الحليف الوثيق لواشنطن، لها صلات بالخاطفين الذين هاجموا بطائرات مدنيّة مركز التجارة العالمي ومقرّ البنتاغون.
ولم تجد لجنة 11 سبتمبر الرسمية التي شكّلها الكونغرس أي دليل على أن السعودية مولت القاعدة بشكل مباشر، وتنفي المملكة أي صلة لها بالهجمات.
وقالت اللجنة "لا يوجد دليل على أنّ الحكومة السعودية كمؤسّسة أو كبار المسؤولين السعوديين قد قدموا التمويل بشكل فردي" للقاعدة.
وتبدو الضغوط ذات هدف مالي مباشر، إذ كثيرا ما تثار قضية 11 سبتمبر في سياق سعي البعض للحصول على أموال من السعودية تحت عنوان تعويضات لأسر الضحايا الذين سقطوا في تلك الهجمات الدامية التي شارك فيها عدد من حَمَلة الجنسية السعودية.
وكانت صحيفة نيويورك بوست أكدت في وقت سابق أن مشرعين جمهوريين يضغطون على إدارة بايدن لنشر وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية المتعلّقة بهجمات 11 سبتمبر.
وبحسب الصحيفة فقد أرسلت نيكول ماليوتاكيس عضو مجلس النواب عن جزيرة ستاتن في نيويورك وأربعة أعضاء جمهوريين آخرين في الكونغرس، هذا الأسبوع خطابا نيابة عن عائلات ضحايا 11 سبتمبر إلى المدعي العام ميريك غارلاند يدعون فيه وزارة العدل إلى رفع السرية عن الوثائق ونشرها.
وتأتي هذه الخطوة قبل حلول الذكرى العشرين للهجوم الذي دفع وقتذاك الرئيس جورج بوش الابن، بعد فترة وجيزة، إلى إصدار أوامر بغزو أفغانستان، حين كانت حركة طالبان توفّر ملاذا لقيادات القاعدة.
وسحب بايدن آخر جندي أميركي من أفغانستان هذا الأسبوع، منهيا عمليّة إجلاء غير مسبوقة من مطار كابول، بعد استيلاء طالبان على السلطة مجددا.
وفي الأمر التنفيذي الذي أطلق عملية رفع السرّية، أشار بايدن إلى أنّ "الأحداث وقعت قبل عقدين أو أكثر، وهي تتعلق بلحظة مأسوية لا تزال تتردد في التاريخ الأميركي".
وأضاف "لذلك، من الأهمّية ضمان أن تُعزّز حكومة الولايات المتحدة الشفافية إلى أقصى حد (…)".