قطر تعلن استعداد طالبان لقبول اقتراحات بتشكيل حكومة شاملة… والحركة راغبة في علاقات جيدة مع واشنطن
منذ 5 ساعات
0
حجم الخط
لندن -«القدس العربي» – ووكالات: قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الثلاثاء، إن طالبان أبدت استعدادا لقبول اقتراحات بتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في الدوحة، أن محادثات حول الأمن والتشغيل تتعلق بمطار كابول ما زالت جارية.
وقال الوزير إن التعاون مع طالبان يمكن أن يكون إيجابيا.
ودعا حركة طالبان للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب بعد الانسحاب الأمريكي، والعمل كذلك على تشكيل حكومة تضم كافة الأطراف. وقال وزير خارجية قطر التي استضافت محادثات بين طالبان والولايات المتحدة، خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الألماني هايكو ماس “أكّدنا على أهمية التعاون لمكافحة الإرهاب، وشددنا على أهمية أن تقوم طالبان بإبداء التعاون في هذا المجال” .
وبعد أسبوعين من عمليات الإجلاء التي اتسمت بالفوضى، أقلعت آخر طائرة نقل عسكرية من طراز سي-17 من مطار كابول، مساء الإثنين، كما أعلن الجنرال الأمريكي كينيث ماكنزي، مسؤول القيادة المركزية التي تشمل أفغانستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي، إن الحرب في أفغانستان انتهت، مؤكداً في تصريحات لقناة “سي أن أن” أنه لا توجد أي قوات أمريكية في أفغانستان الآن. كما أكد أن القوات الأمريكية حرصت “على نزع السلاح، وجعل جميع المعدات الموجودة في المطار غير صالحة للاستخدام – كل الطائرات، وجميع المركبات الأرضية” . وأضاف: “الشيء الوحيد الذي تركناه قابلاً للتشغيل عربتا إطفاء وبعض الرافعات الشوكية، بحيث يمكن للمطار نفسه أن يظل أكثر فاعلية في المستقبل” .
واحتفل مقاتلو طالبان، الثلاثاء، بانتصارهم في أفغانستان مع انتهاء حرب استمرت 20 عاما. وأطلق الرصاص في الهواء احتفالا في كابول بعد الإعلان عن الانسحاب النهائي للجيش الأمريكي، الذي اعتبرته الحركة نجاحا “تاريخيا” بعد استعادتها السلطة في 15 آب/أغسطس.
وصرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد للصحافيين صباح الثلاثاء، بعد ساعات من دخول الحركة المطار: “نهنئ أفغانستان (…) إنه نصر لنا جميعا” . وأضاف أن “الهزيمة الأمريكية درس كبير لغزاة آخرين ولأجيالنا في المستقبل … إنه أيضا درس للعالم”. وقال: “هذا يوم تاريخي، إنها لحظة تاريخية ونحن فخورون بها” .
وعلت صيحات الفرح أيضا في قندهار بجنوب البلاد، في قلب معقل إثنية البشتون التي يتحدر منها عدد كبير من عناصر طالبان. ونزل أنصار الحركة إلى شوارع ثاني مدن أفغانستان ليلاً في شاحنات صغيرة ودراجات نارية.
وردد رجال مسلحون يرتدون اللباس التقليدي الأفغاني “لقد هزمنا القوى العظمى. أفغانستان هي مقبرة القوى العظمى” . ونظمت الحركة جنازات وهمية للقوات الأمريكية وقوات حلف “الناتو”، إذ تم تداول مقطع فيديو يظهر حشودا تلوح بعلم طالبان وترفع توابيت مغطاة بأعلام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى شارة “الناتو” في شوارع مدينة خوست.
وكشف أنتوني بلينكن وزير الخارجـية الأمريكي أن بلاده علقت عمـل سفارتها فـي كابول ونقلت أفرادها إلى الدوحة حيـث ستتواصـل المهام القنصليـة.
وقال أحد المسؤولين، طالباً عدم نشر اسمه: “لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن ونحن نتحدث، وأغلب الموظفين مستعدون للمغادرة، السفارة تواصل عملها”.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة طالبان شهاب الدين دلاور، إن الحركة تريد بناء علاقات إيجابية مع دول الجوار، ولا تسعى لاستخدام الأراضي الأفغانية ضدها، حسب تعبيره.
وفي احتفال نظمته الحركة في كابول، وصف دلاور انسحاب القوات الأمريكية بالخطوة الجيدة، مشيرا إلى أن الحركة ترغب في بناء علاقات دبلوماسية مع جميع الدول. واعتبر أن العالم يحتاج إلى التعامل مع أفغانستان، وطالب المجتمع الدولي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
ودعا المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين الأفغان.
وأكد وزير الخارجية القطري أن طالبان أبدت استعدادا لقبول اقتراحات بتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان. وأضاف أن محادثات حول الأمن والتشغيل تتعلق بمطار كابول ما زالت جارية.
وفي سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه على تويتر، تطرق مجاهد إلى الاجتماع التشاوري الذي عقدته الحركة في مدينة قندهار، واستمر ثلاثة أيام. وقال: “خلال الاجتماع الذي بدأ السبت وانتهى الإثنين، تمت مناقشة القضايا السياسية والأمنية والاجتماعية للبلاد بالتفصيل” . وأضاف أن الاجتماع ترأسه زعيم الحركة، الملا هبة الله أخوند زاده. وبيّن أنه ناقش قضايا مثل “تشكيل حكومة إسلامية” و”حسن التعامل مع الشعب” و”حماية الأموال والمؤسسات” .
كما ذكر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحافي في إسلام آباد: “نتوقع تشكيل حكومة توافق في أفغانستان في الأيام القليلة المقبلة” .
وفي السياق، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس الثلاثاء: “في هذه المرحلة من السابق لأوانه تحديد ما إذا كنا سنعمل مع طالبان مستقبلا وكيفية ذلك.. يعتمد الكثير على تحركاتها من الآن. قلنا دائما إننا نعتزم الضغط عليهم للوفاء ببعض المعايير والمطالب” .
أما في الهند، فقالت وزارة الخارجية إن سفير الهند في قطر، ديباك ميتال، أجرى محادثات مع شير محمد عباس ستانيكزاي، رئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، الثلاثاء، وذلك في أول تواصل رسمي منذ سيطرة الحركة على أفغانستان.
وقالت وزارة الخارجية إن ميتال نقل أيضا مخاوف نيودلهي من أن مسلحين مناهضين للهند قد يستخدمون الأراضي الأفغانية لشن هجمات. وأضافت: “طمأن ممثل طالبان السفير بأن هذه الأمور ستجري معالجتها على نحو إيجابي” .