[rtl] اليوم، 28 آب/أغسطس 2021، إلتأم، لساعاتٍ في بغداد، إجتماعٌ ضمّ قادة العراق، مصر، الأردن، الإمارات، قطر، الكويت، فرنسا وبمشاركة وزراء خارجية السعودية وتركيا وإيران، والأمناء العامون للجامعة العربية، منظمة المؤتمر الإسلامي و مجلس التعاون الخليجي.[/rtl]
[rtl]إجتماعٌ سُمّي رسمياً بـ(مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة)، لكنّ أركان السلطة دأبوا على تسميته بالقمّة، والقمّة التأريخية، والإجتماع التأريخي... بيدَ أنّ مخرجاته، لم تأتِ لنا بشيء يليق بتلك الأوصاف، أو حتى يقترب منها. فالبيان الختامي ظلّ عائماً يدور في عباراتٍ إنشائية عن القضايا المشتركة والآفاق المستقبلية، وللوصول الى "أرضية من المشتركات مع المحيطين الأقليمي والدولي... لتعزيز الشراكات... وترسيخ التفاهمات." كما ظلّ البيان يكرّر عبارات إنشائيّة عن دور العراق، وجهوده في محاربة الإرهاب، ودعم الإستثمار والإنتخابات.[/rtl]
[rtl]ولا شكّ أن كلّ عراقي محبٍّ لبلده، قد إنتشى كثيراً بتلك الكلمات الجميلة التي تغنّت بالعراق وبشعب العراق، وببغداد عاصمة المأمون والرشيد.. وبيت الحكمة.... والشعراء، وكذلك التعبير عن الثقة المطلقة بعودة العراق إلى سابق عهده ودعوته إلى التكاتف والبناء ونبذ الخلافات... حيث أُستقبل كلّ ذلك بإرتياح شعبي ملحوظ، فالكلّ يتمنى فعلاً أن يعود العراق دولة مؤثرّة، لها مكانتها الدولية المرموقة. لكن كيف سيتحقّق ذلك في ظل نظامٍ قائم على المحاصصة، تهيمن عليه الميليشيات التي تعلن صراحةً أن ولائها لإيران. من هنا إستاء العراقيون كثيراً من كلمة وزير الخارجيّة الإيراني أمير عبد اللهيان، التي فاحت منها كراهيةً دفينة، ثم حاول تصوير إيران وكأنّها ذلك الجار الوديع الذي كان يسعى دائماً لخير وإستقرار المنطقة، متناسياً ما تقوم به من القتل والتدمير والسرقات، هي وأتباعها، في العراق وسورية واليمن.[/rtl]
[rtl]ولعلّ ذلك كان الموضوع الأهمّ الذي ألمح إليه أكثر من مسؤول، إضافة إلى الكاظمي، بطريقة غير مباشرة، ومنها بإستخدام عبارة (السلاح المنفلت)، امّا الرئيس المصري فقد سمّى الميليشيات، والتدخل الخارجي وفرض الأمر الواقع.[/rtl]
[rtl]وقد طغت على نتائج القمّة، ما حصل فيها من أخطاء بروتوكولية، برز منها على وسائل التواصل الإجتماعي، ترك وزير الخارجية الإيراني لمكانه المخصّص في المخطّط المُعدّ مسبقاً لوقوف المشاركين بالمؤتمر، والذي يضعه في الصف الثاني ضمن وزراء الخارجية والأمناء العامون، لكنّه ترك ذلك وتقدّم إلى الصف الأولى. وهو ما أثار غضب العراقيين وكثير من المتابعين لأعمال الإجتماع، مؤكدّين على عنجهية هذا التصرّف، وخروجه عن اللياقات الدبلوماسية والبروتوكول المعدّ للإجتماع.[/rtl]
[rtl]ومن الأخطاء الفادحة، مخاطبة مصطفى الكاظمي للقادة والوزراء عند دعوتهم لإلقاء الكلمات دون ذكر الأسماء الرسمية الكاملة لهم ولدولهم، مثل الرئيس المصري، الرئيس الفرنسي... بدلاً من القول رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس الجمهورية الفرنسية... لكن الأكثر من ذلك ما وقع فيه من خطأ جسيم عند شكره لأمير قطر بالقول (أميرة قطر). عموماً، يتميّز الكاظمي بسوء مخارج حروفه، فلا ينطق الكلمات كما يجب أن تُنطق، وتلتبس على من يسمعها المقاصد.[/rtl]
[rtl]امّا الوفد المرافق للكاظمي، فقد كانوا مرتاحين جداً وبدا وكأنّهم جالسين في مقهى شعبي، يتحاورون فيما بينهم في اللحظات التي كان هو يتحدّث بها إلى المؤتمر (كما تُظهر الصورة).[/rtl]
[rtl]وفي كل الأحوال، فأنّ القمة قد عُقدت في ظلّ وضعٍ دولي وإقليمي مُعقّد، وفي وضع عراقي ملتبس جداً، ولا ندري إن كانت هنالك إتفاقات وتفاهمات خارج ما أُعلن عنه، لكنّنا لا نعتقد أن نتائجها ستأتي بحلّ للخلافات المستعصية. إذ كيف يمكن إعادة وضع العلاقات العربية - الإيرانية على أسس مقبولة؟ وهل ستعيد نتائج القمّة العلاقات الإماراتية - القطرية والقطرية - المصرية، إلى وضع طبيعي؟ من الصعب التكهن بذلك فهنالك تشابك في خلافاتٍ على قضايا كثيرة وكبيرة.[/rtl]
[rtl]القمّة ربما تكون آخر محاولة عربية/غربية لبث الروح في نظام المحاصصة الطائفية القائم في العراق منذ 2003، فالدول التي إحتلّت العراق، ومن يدعمها غربياً، ما تزال تحلم بنجاح تجربة النظام الهجين الذي فرضوه على العراقيين. لقد سقطت هذه التجربة شعبياً، بفضل ما أفرزته السنوات الثمانية عشرة الماضية من عقم وإجرام هذا النظام، وما إرتكبه من إنتهاكاتٍ ضدّ شباب العراق من المتظاهرين في ثورة تشرين، ولن تنفع محاولات التجميل الخارجية دون حلّ كلّ الميليشيات وإلغاء المحاصصة الطائفية وإقامة نظام ديمقراطي مدني تعلو فيه سلطة القانون لا سلطة الأحزاب وميليشياتها.[/rtl]
[rtl]--------[/rtl]
[rtl]ملاحظة: القصر الذي عُقد فيه المؤتمر هو من بناء الكوادر الهندسية العراقية قبل غزو عام 2003 اي من (مخلّفات) ما بسمونه بالنظام السابق[/rtl]
|