رئيس الوزراء العراقي سيلتقي الرئيس الإيراني المنتخب حديثا إبراهيم رئيسي في أول لقاء بينهما بينما يتوقع أن تشمل المباحثات ملف الطاقة والعلاقات الثنائية والمحادثات السعودية الإيرانية التي توسطت فيها بغداد لخفض التوتر بين جاريها.
بغداد - يحل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بعد غد الأحد ضيفا على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في زيارة لطهران فيما سيكون لقاؤه هو الأول مع رئيسي منذ توليه الرئاسة في مطلع اغسطس/اب الماضي خلفا للرئيس الإصلاحي حسن روحاني.
وسيكون على جدول أعمال الزيارة ملفات محلية حارقة مثل ملف الطاقة والعلاقات العراقية الإيرانية وملفات إقليمية على رأسها المحادثات السعودية الإيرانية التي توسطت فيها بغداد ونجحت في جمع وفدين دبلوماسيين من البلدين في أول لقاء بينهما في العاصمة العراقية.
وفي القمة الإقليمية الأخيرة التي استضافتها بغداد وجمعت دول الجوار العراقي وحضرها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، سعى العراق لاستعادة دوره كقوة إقليمية وازنة يمكن أن تلعب دور وساطة لحل الأزمات في المنطقة.
وتأتي زيارة الكاظمي لطهران قبل شهر من موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في العراق والمقررة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول وهي الانتخابات التي من المتوقع أن تهيمن عليها الأحزاب الشيعية الموالية لطهران خاصة بعد انسحاب عدد من الأحزاب الوطنية وتشرذم المكون السنّي بسبب خلافات بين قياداته التقليدية المألوفة في المشهد السياسي العراقي والتي يصفها بعض المحللين بـ"الانتهازية" باستثناء قلّة قلية منها.
ولإيران دور لا يمكن إنكاره في إدارة دفة الوضع في العراق بفضل اعتمادها على ميليشيات وأحزاب عراقية موالية لها حكمت وتحكمت في الساحة السياسية المحلية منذ العام 2003 بعد الغزو الأميركي الذي فتح منافذ تسلل واسعة للساحة العراقية.
الكاظمي يقود وساطة بين السعودية وإيران لتهدئة التوتر بين جاري بلاده الخصمين الاقليميين
وكان الكاظمي وعد بإجراء الانتخابات بعد احتجاجات 2019 التي طالبت بمحاربة الفساد والحد من النفوذ الإيراني في البلاد وهي الاحتجاجات التي سقط فيها نحو 600 قتيل من المحتجين بنيران قوات أمنية وميليشيات إيرانية، وفق منظمات حقوقية محلية ودولية وناشطين عراقيين.
وقال مصدر في مجلس الوزراء العراقي رفض الكشف عن اسمه، إن الكاظمي سيبحث خلال زيارته طهران مسائل "الأمن والطاقة والعلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران".
ويرتبط العراق وإيران بعلاقات وثيقة ومعقدة على المستوى الرسمي، فيما يعارض كثير من العراقيين ما يعتبرونه اتساع نطاق النفوذ الإيراني في البلاد.
ويعتمد العراق بشكل كبير على الواردات الإيرانية خصوصا ما يتعلق بالطاقة الكهربائية. وتواجه بغداد نقصا حادا في الطاقة، الأمر الذي دفعها نحو الاعتماد على الجار الإيراني الذي يؤمن ثلث ما تحتاجه من الغاز والكهرباء.
لكن إيران أوقفت مطلع الصيف صادراتها إلى العراق لعدة أيام لعدم تسديد بغداد ديونا لطهران مقابل الحصول على الطاقة تصل لنحو ست مليارات دولار.
ووفقا للمصدر الحكومي، سيتم خلال اللقاء بحث ملف العلاقات المتوترة بين الرياض وطهران وسط سعي العراق إلى لعب دور الوسيط بعدما كان مسرحا للقاءات مغلقة بين الطرفين.
وكانت بغداد نجحت في جمع دبلوماسيين من البلدين خلال مؤتمر عقد نهاية أغسطس/اب في بغداد.
ويتوقع أن تناقش خلال الزيارة مسألة منح تأشيرة دخول للزوار الإيرانيين الوافدين للعراق لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، وفق المصدر نفسه.
وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن في بيان الخميس زيادة عدد الزوار الأجانب لإحياء ذكرى "أربعينية الأمام الحسين" نهاية الشهر الحالي.
وسيتمكن 60 ألف زائر إيراني من زيارة كربلاء (وسط العراق) بعدما كان مسموحا لـ30 آلفا فقط. ومنذ العام الماضي، انخفض عدد التأشيرات بسبب جائحة كوفيد-19.