الكاظمي يوجه انتقادات حادة لحكام العراق الجدد وأحزابهم
الكاظمي مع مجموعة من مصابي الاحتجاجات مساء الاربعاء 8 أيلول سبتمبر 2021 )اعلام رئاسة الحكومة)
أسامة مهدي أسامة مهدي/ايلاف من لندن : وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي انتقادات حادة لحكام البلاد بعد عام 2003 واحزابهم الباحثة عن المال مؤكدا رفض البرلمان تعويض عائلات ضحايا تظاهرات الاحتجاج وجرحاها.
وقال الكاظمي في كلمة خلال استقباله عدداً من جرحى تظاهرات الاحتجاج ألشعبية مساء الاربعاء وتابعتها "ايلاف" لقد "خرجتم من أجل مطالب واقعية، من أجل حياة كريمة، لكن للأسف تعرضتم لاعتداءات سافرة وأصبحنا جميعاً في وضع لا نحسد عليه".
حكام مابعد 2003 اغفلوا مصلحة العراقيين
واشار الى ان غالية الشباب الذين خرجوا في تظاهرات الاحتجاج لم يعيشوا ممارسات النظام الدكتاتوري السابق لصغر اعمارهم لكن ماسمعوه من الاكبر منهم سنا جعلهم يخرجون بحثا عن الاصلاح وعدم تكرار حقبة الدكتاتورية.
وخاطب الجرحى قائلا "كان المطلوب لمرحلة ما بعد 2003 (سقوط النظام السابق) أن نتعلم من تجاربنا مما مر به العراق من دكتاتورية بشعة، ونعمل على أن لا يتكرر ما حصل، لكن تكرر بسبب ابتعاد حكام هذه المرحلة عن الإحساس بالمسؤولية تجاه بلدهم وشعبهم وكانت الاحزاب التي انتفضتم عليها تبحث عن السلطة والوجاهة الكاذبة والمال
على حساب العراقيين".
وشدد على ان العراق بلد يستحق أن يكون مواطنوه بوضع أفضل من الوضع الحالي بكثير.
رفض برلماني للتعويضات
وأضاف الكاظمي "لقد جئنا (الى رئاسة الحكومة في 7 أيار مايو عام 2020) في ظروف استثنائية، وحاولنا أن نبحث عن حقوقكم كاملة غير منقوصة، وأصدرنا قراراً في مجلس الوزراء وصوتنا عليه وهو يقضي بتعويض ضحايا التظاهرات ومعالجة الجرحى ولكن مما يؤسف له أن البرلمان رفض".
لكنه أكد بالقول "نواصل الليل بالنهار من أجل التأسيس لمبدأ بسيط وهو إعادة الاعتبار لكل عراقي، ويجب أن نكون متفائلين حتى في الظروف الصعبة".
الاحتجاجات اكدت وجود فرصة للتغيير
وقال رئيس الوزراء للجرحى "لقد تحملتم المسؤولية نيابة عن العراقيين كلهم، وبعثتم برسالة إلى المجتمع الدولي أن لدينا فرصة للتغيير.
وزاد "بعض مطالبكم قد تحقق بالفعل، فيما يخص العنوان أو الشعار الوطني، والحمد لله نحن في طريقنا إلى الانتخابات المبكرة، نتمنى أن ننجح في تغيير واقعنا . البعض منكم يقول: على ماذا حصلنا غير كرسي متحرك ومشكلات صحية، لكننا نعمل بكل جدية على تحقيق ما تطالبون به".
تعهد بمتابعة القضايا الانسانية للجرحى
واشار الكاظمي الى انه سبق وأن التقى ببعض جرحى التظاهرات، وأرسل البعض للعلاج على حساب الدولة، أو تم استقبالهم من دول صديقة.. مشددا بالقول "لن نقصر معكم، وما نقوم به من جهد لا يساوي ما أديتموه في الواقع. لن يكون لدينا استسلام للقدر، وأنا متفائل بالمستقبل، وسيكون أفضل"
وعبر عن الامل في ان تأتي الانتخابات المبكرة المقبلة بحكومة تشعر بالمسؤولية تجاه المواطنين وتبحث عن ادوات وآليات تذلل العقبات أمامكم".
واضاف "كإنسان عراقي أتحمل المسؤولية تجاهكم، أنتم بمثابة أبنائنا وأولادنا، من هذا الموقع، أو من غيره يجب أن نتحمل المسؤولية، وأتعهد بمتابعة قضاياكم الإنسانية وهذا وعد لكم".
خطة للتعويضات
وكان الكاظمي قد أعلن في 18 أيار مايو عام 2020 عن خطة لتعويض عائلات ضحايا الاحتجاجات وأوعز بتشكيل لجنة تتولى وضع قائمة دقيقة بأسماء القتلى والجرحى والمعوقين من الذين سقطوا في الاحتجاجات الشعبية، سواء من المحتجين أو قوات الأمن وستنشر في وسائل الإعلام، وتعتمد أساسًا لتكريم الشهداء وإعادة الاعتبار لهم، وتعويض عوائل الضحايا .
كما أناط بلجنة متخصصة مرتبطة بمكتبه مهمة وضع هذه القائمة، بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة والمنظمات العراقية والدولية الرصينة، لضمان دقة المعلومات الواردة فيها .
وكانت احتجاجات شعبية قد تفجرت مليونية في العاصمة بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق اسفرت عن مقتل 568 متظاهرا واصابة 21 الفا آخرين بحسب أرقام رسمية وأرغمت رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في الاول من تشرين الثاني نوفمبر من العام نفسه واختييار الكاظمي بديلا.