الربع الأخير من العمر
هذه واحدة من أصدق المقالات: لا سياسة ولا دين ولا قضايا عنصرية ... فاستمتع بقراءتها.
كما تعلم، للوقت طريقة للتحرك بسرعة وإلقاء القبض عليك غير مدرك للسنوات الماضية. يبدو بالأمس فقط أنني كنت صغيراً وأبدأ حياتي الجديدة .. لكن بطريقة ما يبدو ان ذلك جرى منذ دهور ، وأتساءل أين ذهبت كل السنوات .. أعلم أنني عشت كلاً أمنها ، لدي لمحات عن كيف كنت في ذلك الوقت وكل آمالي وأحلامي
ولكن ها هو الربع الأخير من حياتي وقد أدهشني ذلك كيف وصلت إلى هنا بهذه السرعة..! أين ذهبت السنين وأين ذهب شبابي .!؟
أتذكر جيداً أنني رأيت كبار السن على مر السنين ، وأعتقدت أن هؤلاء كبار السن كانوا بعيدين عني بسنوات وأنني كنت في الربع الأول فقط ، والربع الرابع كان بعيدًا لدرجة أنني لم أتمكن من تخيله أو تخيل تمامًا ما سيكون شكله .
لكن ها هم أصدقائي متقاعدون و يصبحون شيّباً ... يتحركون أبطأ وأرى شخصًا أكبر سناً الآن .. بعضهم في حالة أفضل وبعضهم أسوأ مني ... لكني أرى التغيير العظيم .. ليس مثل الأشخاص الذين أتذكرهم حين كانوا صغارًا ونابضين بالحيوية .. ولكن .. مثلي ... بدأت اعمارهم تتوضح على محيّاهم، ونحن الآن اصبحنا أولئك الأشخاص الأكبر سناً الذين اعتدنا على رؤيتهم ولم نتخيل أننا سنصبح مثلهم .
كل يوم الآن ، أجد أن مجرد الاستحمام هو هدف حقيقي لهذا اليوم .! وأخذ القيلولة لم يعد علاجًا بعد الآن لا هو إلزامي .!!لأنني إذا لم اعد اتصرف بمحض إرادتي ... فأنا أغفو حيثما جلست .
وهكذا ... الآن أدخل هذا الموسم الجديد من حياتي غير مستعد لكل الأوجاع والآلام وفقدان القوة والقدرة على الذهاب والقيام بأشياء كنت أتمنى أن أفعلها ولكني لم أفعلها أبدًا ..!! لكن .. على الأقل انا ادرك ذلك ..
على الرغم من أنني في الربع الأخير ولست متأكدًا من المدة التي سيستغرقها ... أعرف هذا، عندما ينتهي الأمر على هذه الأرض ... عندئذ ستبدأ مغامرة جديدة ..!!
نعم .. لقد ندمت ... هناك أشياء كنت أتمنى لو لم أفعلها ... و أشياء كان يجب أن أفعلها ، لكن في الواقع ، هناك العديد من الأشياء التي أسعدنى القيام بها ، خلال كل هذا العمر.
لذا .. إذا لم تكن في الربع الأخير بعد .. دعني أذكرك أنه قادم، فان لم تكن في الربع الاخير فسوف يصلك بأسرع مما تتصور. لذلك افعل بسرعة كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك .! لا تؤجل الأمور طويلا !! .. تمر الحياة بسرعة .لذا .. أفعل ما تستطيع اليوم ، لانك لا تستطيع أبداً التأكد مما إذا كنت في الربع الأخير أم لا ..!! ليس لديك وعد بأنك ستشهد كل فصل الفصول الاربعة في حياتك .... لذا .. عش اليوم وقل كل الأشياء التي تريد أن يتذكرها أحبائك آملاً أن يقدروك ويحبوك لكل الأشياء التي قدمتها لهم في كل السنوات الماضية .
الحياة هدية لك .. الطريقة التي تعيش بها حياتك هي هديتك لمن سيأتي بعدك.. أجعلها رائعة .
عِشها بشكل جيد ! تمتع باليوم ! افعل شيئا ممتعاً ! كن سعيداً ! أتمنى لك يوما ،متازاً !
تذكر ان الصحة هي الثروة الحقيقية وليست قطع الذهب والفضة .
يفضل أن تضع في اعتبارك ما يلي : صحيح ان الخروج من المنزل جيد، لكن العودة إلى المنزل أفضل. نسيت الأسماء؟ لا بأس في ذلك لأن بعض الناس نسوا حتى أنهم يعرفونك… أنت تدرك أنك لن تتمكن من الاجادة في أي شيء كما كنت تفعل الأشياء التي اعتدت على القيام بها ، لم تعد مهتمًا بها بعد الآن ، لكنك لا تهتم حقًا بكونك لست مهتمًا بهذا القدر ..تنام بشكل أفضل على كرسي الاستلقاء امام التلفزيون الشغّال بشكل افضل مما تنام في سريرك، وهو ما يسمّى بالنوم المسبق. تفوتك الأيام التي كانت فيها كل الاشياء تعمل فقط بمفتاح تشغيل و إيقاف، ولا تعمل تلقائياً كما يجري الآن.
أنت تميل إلى أستخدام الكلمات ذات الحروف القليلة ..ماذا ؟...متى؟ بدل الكلمات الطويلة.
[rtl] لديك الكثير من الملابس في خزانة ملابسك ، أكثر من نصفها لن ترتديها أبداً...لكن بعض الاشياء القديمة جيدة، مثل الأغاني القديمة ..الافلام قديمة....وأفضل ما في الأمر الاصدقاء القدامى ...واصل كونك صديقاً قديماً جيداً لهم.[/rtl]
أرسل هذا إلى أصدقائك القدامى الآخرين ..ودعهم يضحكون متفقين معك .. و تذكر ليس المهم ما تجمعه لنفسك ولكن ما تنثره على غيرك سوف يخبرنا بنوع الحياة التي عشتها .
أخيراً .. نحن نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا ، و لكننا يمكن أن نضيف حياة إلى وقتنا.