أخذوا أدوار البطولة في مشهد ١١سبتمبر ٢٠٠١، أين هم الآن
أبطال ما بعد 11 سبتمبر
إثر سقوط الطائرات من السماء، تعرفت أميركا والعالم على مجموعة من الشخصيات.
إثر سقوط الطائرات من السماء، تعرفت أميركا والعالم على مجموعة من الشخصيات. لقد عرفنا البعض جيدا، ثم رأيناهم من زاوية مختلفة. وأصبح آخرون جزءا من الوعي العام بسبب الحادثة التعيسة.
مات البعض، مثل أسامة بن لادن والملا محمد عمر. لكن آخرين مازالوا يعيشون على هامش 11 سبتمبر 2001.
برنارد كيريك
كان في ذلك الوقت مفوض شرطة مدينة نيويورك. أصلع وممتلئ الجسم، كان ملازما لرودولف جولياني رئيس بلدية نيويورك دائما في الأيام التي تلت 11 سبتمبر. وتبع رئيس البلدية بعد أن ترك منصبه، وانضم إلى شركة جولياني الأمنية.
وعيّن الرئيس جورج دبليو بوش كيريك وزيرا مؤقتا للداخلية في سلطة التحالف العراقية المؤقتة في 2003 أثناء حرب العراق، ورشحه لرئاسة وزارة الأمن الداخلي الأميركية في 2004.
وانسحب من المشهد العام عندما كُشف عن توظيفه عاملة غير موثوقة كمربية ومدبرة منزل. وأعقب ذلك سلسلة من المشاكل القانونية، بما في ذلك الإدانات بانتهاكات أخلاقية والاحتيال الضريبي. وعفا عنه الرئيس دونالد ترامب في 2020.
جورج دبليو بوش
علم الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة، جورج بوش بهجمات 11 سبتمبر أثناء قراءة كتاب لتلاميذ الصف الثاني في ساراسوتا، فلوريدا.
وتحدث إلى الأميركيين في تلك الليلة وزار منطقة الصفر بعد ثلاثة أيام، وأمسك بوقا ليصرح “يمكنني سماعكم! بقية العالم يسمعكم! والناس والأشخاص الذين هدموا هذه المباني سيسمعوننا جميعا قريبا”. وبلغ التأييد له في استطلاعات الرأي 85 في المئة.
ومنذ ذلك الحين بدأت الحرب على الإرهاب في العراق وأفغانستان وطلب بوش من طالبان “تسليم الإرهابيين، أو.. مشاركتهم مصيرهم”. كان جورج بوش قد تقاعد منذ فترة طويلة وتفرّغ للرسم الزيتي في تكساس عندما قتلت قوات البحرية الخاصة بن لادن، وعندما قرر الرئيس جو بايدن سحب القوات الأميركية من أفغانستان، قال إنه كان يراقب التطورات هناك “بحزن عميق”.
ريتشارد تشيني
في ذلك الوقت: بينما كانت المخابرات السرية تلعب دور “إخفاء الرئيس” بوش في 11 سبتمبر، حيث نُقل إلى القواعد العسكرية في لويزيانا ونبراسكا، خوفا من الهجمات الإرهابية، كان نائبه تشيني يتحصن في “مكان آمن وغير معروف” داخل البيت الأبيض حيث ساعد في توجيه الحكومة.
وأصبح تشيني من أشد المدافعين عن الرد الجامح على الهجمات، باستخدام “أي وسيلة في حوزتنا”. ودفع باتجاه حرب 2003 في العراق. وبرّر أسلوب الاستجواب المعروف باسم “الإيهام بالغرق” معتبرا إياه طريقة مناسبة للحصول على معلومات من الإرهابيين وليس تعذيبا، كما أصر منتقدوه منذ فترة طويلة.
وبعد خمس نوبات قلبية وزرع قلب في 2012، عاش تشيني ليرى ابنته ليز تفوز بمقعده السابق في الكونغرس في وايومنغ وتصبح غير مرغوب فيها في الحزب الجمهوري بسبب انتقادها لدونالد ترامب.
كولن باول
تم التأكيد بالإجماع على تعيين باول، وهو رئيس سابق لهيئة الأركان المشتركة، وزيرا للخارجية في 2001. وواصل تقديم قضية مقنعة أمام الأمم المتحدة لشن عمليات عسكرية ضد العراق، مدعيا أن صدام حسين كان يصنع أسلحة الدمار الشامل. وشُنّت الحرب وأسقط صدام وقتل وزعزع استقرار العراق دون العثور على مثل هذه الأسلحة.
ودافع باول باستمرار عن دعمه لحرب العراق. لكن هذا الجمهوري لم يكن يساند ترامب بل أيّد هيلاري كلينتون سنة 2016 كما دعم بايدن في المؤتمر الديمقراطي في 2020. وترك الحزب الجمهوري بعد هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول.
كونداليزا رايس
كانت مستشارة بوش للأمن القومي. وفي صيف 2001، التقت بمدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت بناء على طلبه لمناقشة تهديد هجمات القاعدة على أهداف أميركية. وذكرت وكالة المخابرات المركزية أنه “ستكون هناك هجمات إرهابية كبيرة ضد الولايات المتحدة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة”. ثم ادعت رايس في ما بعد أن المعلومات كانت قديمة.
وخلفت رايس باول كوزيرة للخارجية وعادت منذ ذلك الحين إلى جامعة ستانفورد كعميدة، ثم كعضو هيئة تدريس. وفي 2012، أصبحت واحدة من أول امرأتين سمح لهما بالانضمام إلى نادي أوغوستا الوطني للغولف.
جون أشكروفت
كان النائب العام خلال ولاية بوش الأولى. وفي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كان المدافع الرئيسي عن قانون باتريوت الأميركي، الذي أعطى الحكومة صلاحيات واسعة للتحقيق مع المتهمين بالإرهاب ومقاضاتهم. لكن في 2004، بينما كان يرقد في وحدة العناية المركزة مصابا بالتهاب البنكرياس المراري، رفض توسلات الإدارة لنقض ما خلصت إليه وزارة العدل من أن برنامج بوش للاستخبارات المحلية كان غير قانوني.
ومنذ أن ترك منصبه في 2005، أصبح أشكروفت عضوا في جماعة ضغط ومستشارا. تلاشى ظهوره كمغني إنجيلي (وكاتب أغاني. عُزف أحد ألحانه في حفل تنصيب بوش الثاني).
جون يو
بصفته نائب المدعي العام المساعد في مكتب المستشار القانوني بوزارة العدل، قدم يو الكثير من الدعم القانوني للحرب على الإرهاب. وقال إن “المقاتلين الأعداء” الذين أسروا في أفغانستان لا حاجة لمنحهم وضع أسير حرب، وإن الرئيس يمكن أن يأذن بالتنصت، دون تصريح، على مواطني الولايات المتحدة على الأراضي الأميركية، وإن استخدام “تقنيات الاستجواب المعززة” مثل الإيهام بالغرق كان ضمن سلطة الرئيس في زمن الحرب.
ومنذ ذلك الحين أصبح يو أستاذا في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا في بيركلي. ولا يزال مؤيدا قويا للصلاحيات الرئاسية. وفي 2020، جادل كتابه “المدافع العام: معركة دونالد ترامب من أجل السلطة الرئاسية” بأن رؤية ترامب للرئاسة تتماشى مع رؤية واشنطن وجيفرسون وماديسون وهاملتون.
خالد شيخ محمد
كان حينئذ قائد دعاية رائد للقاعدة، وصفته لجنة الحادي عشر من سبتمبر “بالمهندس الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر”. قبضت عليه وكالة المخابرات المركزية والشرطة السرية الباكستانية في 2003، ثم نُقل إلى سجون وكالة المخابرات المركزية في بولندا وأفغانستان وأخيرا إلى غوانتانامو. اعترف تحت إكراه وصفه البعض بأنه تعذيب بالتورط في كل العمليات الرئيسية لتنظيم القاعدة تقريبا، بما في ذلك تفجير مركز التجارة العالمي في 1993، وقتل الصحافي دانيال بيرل، وهجمات 2001 وغيرها.
وتأجّل موعد محاكمته مرارا وتكرارا. وهو في غوانتانامو إلى أجل غير مسمى.
حامد كرزاي
كان في ذلك الوقت الزعيم المؤقت ثم المنتخب رئيسا لأفغانستان في أعقاب 11 سبتمبر. تمكن من تحقيق التوازن الدقيق المتمثل في البقاء على علاقة ودية مع الولايات المتحدة والغرب مع توحيد الفصائل العديدة في بلاده لبعض الوقت. أطلق على طالبان لقب “الإخوة” أكثر من مرة، واتسمت السنوات الأخيرة من رئاسته بالاحتكاك مع الولايات المتحدة.
نجا كرزاي من محاولات اغتيال عديدة، وعندما انتهت ولايته الثانية في 2014، كان انتقال السلطة إلى خليفته، أشرف غني، سلميا. وقاد غني البلاد لما يقرب من سبع سنوات، حتى هرب في مواجهة عودة طالبان.