هل نصدق القاضي ام السياسي؟
بيلسان قيصر
هل نصدق القاضي ام السياسي؟
في العراق بعد عام 2003 قامت حكومات الإحتلال المتتالية بتبليط كافة الطرق الرئيسة للفساد وفروعها، لذا فلا مشكلة في هذه الطرق ولا تقاطع بينها، ولا يوجد تصادم بين حافلات الفاسدين. فحامي الدستور اقسم بأن اختصاصه طرق اقليم كردستان فقط.، ورئيس الوزراء ينظم حركة السير بشكل منتظم، دون الحاجة الى الإشارات الضوئية التي أمر رئيس مجلس النواب برفعها لعدم الحاجة اليها.
قيل ان احد الحكماء قال للرئيس بأن الفساد إستشرى في الدولة، فقال له الرئيس" هل وصل الفساد الى التعليم والقضاء؟ قال الحكيم: كلا. فقال الرئيس: ما زلنا إذن نحن بخير. لذا اهتمت دول الإسلام بالقضاء، بل ان بعض كتب سياسة الرعية والأدب خصصت فصولا عن القضاء بمحاسنه وسيئاته، مثلا نقل" عن حَمَّادٌ الْأَبَحُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُول: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُدْعَى لِلْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْقُضَاةُ". وقال أحمد بن وزير القاضي" لما ولّاني المعتزّ القضاء قال لي: يا أحمد قد ولّيتك القضاء، وإنما هي الدماء والفروج والأموال ينفذ فيها حكمك، ولا يردّ أمرك، فاتّق الله وانظر ما أنت صانع". قال الغزالي" قال علي بن أبي طالب (رض): ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء حين يلقاه إلا من عدل وقضى بالحق ولم يحكم بالهوى ولم يمل مع أقاربه ولم يبدل حكماً لخوف أو طمع، لكن يجعل كتاب الله مرآته ونصب عينيه ويحكم بما فيه".
وفي الوقت الذي إستفادت الدول الأوربية من النظريات القانونية ومنها العربية، وقامت بتطويرها لإعداد افضل نظام قانوني في العالم، تخلى المسلمون عن رؤيا أجدادهم المهمة في مجال القانون، وجعلوا من القاضي خادما للسلطان، يأتمر بأوامره ولا يحيد عنها قيد إنملة.
الحقيقة المرة، ان دول العالم التي تعاني من الفساد والفشل والإرهاب وارتفاع مستوى الجريمة وتجارة المخدرات والأعضاء البشرية وسرقة الثروات الوطنية، وانتهاك حقوق الإنسان، كلها تعود الى ضعف القضاء وفساده، لذا يقول المثل بالملح نعالج العفن، ولكن ان تعفن الملح بماذا نعالجه؟
ولو أخذت العراق مثلا، ستجد ان الفساد الحكومي سببه فساد القضاء وعمالة المدعي العام، فهو عميل قح للنظام الايراني، ولا يعني العراق ومصالحه شيئا له. والغريب ان القاضي هو أول من يحنث يمينه هو اول من يخون مهمته، فيا ويل قاضي الأرض من قاضي السماء. لو تذكرنا كيف أعادت لجنة من القضاة فرز نتائج الإنتخابات السابقة عام 2018، وكانت نسبة المشاركة الحقيقية 18% من العراقيين، لكن القضاة زعموا ان المشاركة 44% والنتائج الجديدة التي توصلوا اليها مطابقة للسابقة، لقد كذب القضاة وحنثوا بيمينهم، وخضعوا لإرادة الزعماء السياسيين.
نستذكر بهذا الصدد ما ذكره رئيس كتلة فتح في البرلمان العميل وممثل الحرس الثوري الايراني في العراق (هادي العامري): " ابن امه ـ القاضي ـ اللي ما يخضع التهديد". وهذا ما أكده فيما بعد قاضي أول محكمة تحقيق الرصافة المختصة بقضايا النزاهة وغسل الأموال والجريمة الاقتصادية القاضي ( أياد محسن ضمد )في كلمة له خلال ملتقى الرافدين بتأريخ 31/8/2021 ، عن الجهات التي تتدخل بعمل القضاء وأحكامه تحت عنوان إنصاف المظلوم. وقال القاضي" هناك جهات عدة تتدخل في عمل القضاء من بينها السياسة والعشائر والسلاح الميليشيا المنفلتة، في كل قضية يصدر القاضي قرارا تحاول كل هذه الجهات التدخل تحت عنوان كاذب وهو إنصاف المظلوم".
لكن السياسي المحتال يفند قول العامري والقاضي، فقد أوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء (حسن ناظم) في 7/9/3032 بإنه " لا توجد أي مؤشرات عن وجود جهات سياسية وحزبية تعرقل أو تريد أن توقف تحقيقيا أو قضية فساد مطلقا".
هل نصدق القاضي ام السياسي؟ الرأي للعقلاء فقط.
طلقة طائشة
من اغتال علي شريعتي؟
كان علي شريعتي يلقي محاضراته في حسينية (الإرشاد ) اتهم الشاه بقتله، وهنا شكوك في ذلك، لأن الشاه ما كان يهتم بأفكار رجال التجديد الديني، بل ان شريعتي كان يحذر من التشيع الصفوي، وهو التشيع الغالب في ايران، وهذا الأمر يدخل في صالح الشاه، اعتقادنا ان من اغتال شريعتي هم رجال الدين الصفوي والدليل انه عندما قامت الثورة الاسلامية في ايران رفض النظام الجديد نقل جثة شريعتي الى طهران، مع ان مخارات الشاه متهمة بإغتياله. والأغرب منه انه في اول زيارة للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الى دمشق، زار قبر الشهيد علي شريعتي.
بيلسان قيصر
البرازيل
ايلول2021