لوحة لوحة العين الخضراءالعين الخضراء
د.سالم الشماع
لوحة لوحة العين الخضراءالعين الخضراء
اللوحة رسمتها … ولم اكن اعرف ما سوف ارسم … خط وخطوط هنا وهناك بألوان … ولكن فكري قد استلهم مسبقا قصة غريبة لا اعلم ان كانت قد الهمتني رسما بعينه أم كانت فرشاتي ويدي والواني جاءت مصادفة … ام ان كل ما كان في بالي كان كله عبث افكاري ….
لا بأس ان ادون بعضا من القصة, ثم احكي لكم ما رسمته, لعلكم تدركون حقيقة اللوحة … القصة بسيطة, فقد رأيت في احدى كراسات القصص لواحد من احفادي الصغار رسم لأسد -شدني وشد بصري وافكاري – أكان موضوع قصة عنه في الكراسة – لم أكن ادري … صورة جميلة متقنة لأسد جالس بأريحية الأسد – ملك الغابة – باسط ذراعيه باسترخاء ينظر اليك بإمعان – كيفما ادرت وجهك – عيونه تشبه عيون قطة اراها كل يوم تخطر في حديقة داري الصغيرة … عيونها حلوة نفاذة اخاذة وهي ترنو اليّ لعلي اجلب لها بعضا من بقايا طعام … ولكن الأسد ظل يشدني إليه وكأني سمعت همهمته وقد بدت خفيفة, كأنه يقول لي: إسمع ما سأقوله لك وزادت نبرة همهمته وأصبحت زمجزة خفيفة ولعلي تخيلت انه يريد ان يخبرني ان لا اتعب فكري … فهو سيد هذه الغابة … لا … لا … ليست غابة ما اعني الصحيح … انا … الأسد أملك القوة, ألا ترى ذلك! اما سمعت ماذا فعلت في المعمورة , اقصد ما تسمونة الغابة, هنا وهناك في كل مكان … انا لا اهتم بالنتائج … في كل مرة يجب ان اصغ بصمتي على ما أقوم به, انا … لا يهمني ماذا سيحصل لغيري … هي القوة التي املكها … يجب ان احافظ عليها … لأن من يأتي بعدي ستكون بحفظه وسوف يعاونوه على ما يريدونه ان يقوم به … وهم قد أتوا به بعدي ويعرفونه حق العلم … ويدركون ما يفعلون.
اما انا فقد قالوا لي … انت تعلم انه كان هناك ثلاث من صغار الذئب (يدعى واحده جرو أو جرموزا) تم ترويضهم ليصبحوا محورا من محاور الشر في الأرض … التي كانت تعطيني كثيرا من القوة التي احتاجها لادامة تفوقي .. وانت تعلم ما جرى لاولهم … والثاني نفق وخلف جرموزا … وقد اصبح يافعا وحانت ساعة قطافه, هو ومن قد تربى في كنفه هنا وهناك وعليك ان تعمل على قطفه ومن معه.
سكت زئير الأسد, ورأيته بما يشبه ما يرى النائم انه قد ادار رأسه عني … وعدت الى افكاري الاعتيادية, ورجعت الى لوحتي الفارغة ارسم دون تخطيط مسبق لارسم لكم لوحتي.
اللوحة:
أقسامها ثلاث مترابطة, اسفل الوسط باب, يسارها شكل منجلي رمزا لحكومة الفساد, استحوذت على أموال الشعب ولم يتركوا شيئا (كما يفعل الفلاح عندما يحش الزرع بالمنجل ولا يبقى على شيء منه) وارجعوا حضارة الشعب الى عهد من الجوع والمرض والجهل, واستغلوا لذلك الافتراء والكذب والدين وتكميم الافواه وتهريب الأموال وملئ السجون بمعارضي الرأي, وفعلوا كل شيء شرا حتى الاغتيال والقتل … وزرعوا المحاصصة دينيا واثنيا ومذهبيا.
داخل حدوة المنجل شكل لدور السجون كثيرة العدد المحروسة, واسفل ذلك حشودا مختلفة من المليشيات في كل مكان من محافظات البلد.