أسئلة قد تساعدنا الإجابة عنها في فك الغموض وفهم كورونا
د. أسامة أبو الرُّب
19/9/2021
[url=https://twitter.com/share?text=%D9%87%D9%84 %D8%AA%D8%B3%D8%B1%D8%A8 %D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3 %D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7 %D9%85%D9%86 %D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%B1 %d9%88%d9%88%d9%87%d8%a7%d9%86%d8%9f&source=sharethiscom&related=sharethis&via=AJArabic&url=https%3A%2F%2Faja.me%2Frwxya9][/url]
بالرغم من أن العالم يسير نحو التصدي والتغلب على فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″؛ فإن هناك جوانب قد يساعد الكشف عنها في فهم الجائحة بشكل أفضل، مما قد يساعدنا على التصدي لها، وهنا نطرح 4 أسئلة.
هل تسرب فيروس كورونا من مختبر ووهان؟
تحدثت [url=https://www.lepoint.fr/monde/covid-19-pourquoi-la-these-du-laboratoire-n-est-plus-une-theorie-du-complot-17-09-2021-2443580_24.php 1448 Covid-19 : pourquoi la th%C3%A8se du laboratoire n%E2%80%99est plus une th%C3%A9orie du complot C%E2%80%99est un jeune Indien anonyme qui a r%C3%A9v%C3%A9l%C3%A9 l%E2%80%99origine cach%C3%A9e de RaTG13, cousin du Sars-CoV-2, instillant le doute sur les m%C3%A9thodes des laboratoires de Wuhan. De notre correspondant en Asie, J%C3%A9r%C3%A9my Andr%C3%A9 (Hongkong)]مجلة "لوبوان" (Le point)[/url] الفرنسية عن قصة 30 من مستخدمين الإنترنت، التقوا -كما يقول جريمي آندري مراسل المجلة في آسيا بتقريره- وفحصوا بعناية التناقضات المقلقة في النسخة الصينية الرسمية عن فيروس كورونا، وسموا أنفسهم "دراستيك" (DRASTIC)، وهي الحروف الأولى من الاسم الطويل "فريق البحث اللامركزي والراديكالي والمستقل للتحقيق في كوفيد-19" (Decentralized Radical Autonomous Search Team Investigating COVID-19)، وفي أقل من عام، طرح هذا الفريق اكتشافاته المثيرة.
وقال التقرير إن معهد الفيروسات في ووهان -الذي يعتبر أكبر مركز لدراسات فيروسات كورونا في الصين وأحد أهمها بالعالم والذي تقوده عالمة الفيروسات شي تشانجي المعروفة باكتشافها فيروسات مرتبطة بالخفافيش- نشر في يناير/كانون الثاني 2020 مقالا يقدم فيروسا جديدا "راتغ 13" (RaTG13)، قال إنه موجود في الطبيعة ويتقاسم مع فيروس كورونا المستجد -واسمه العلمي "سارس كوف- 2" ( (SARS-CoV-2)- 96.2% من تركيبه الجيني، لذلك عده المعهد أقرب فيروس معروف للفيروس المسبب لكوفيد-19، مشيرا إلى أن هذا الفيروس عثر عليه في منجم بمقاطعة يونان على بعد 1500 كيلومتر جنوب غرب ووهان، عام 2013.
ووجدت عالمة البيولوجيا المقيمة في ألمانيا روزانا سيغريتو أن "راتغ 13" كان تسلسله الجيني قد استكمل تقريبا في عام 2018 تحت اسم آخر.
أحد أعضاء فريق "دراستيك" تعامل مع منشورات علمية بلغة المندارين الصينية على قواعد بيانات لا يعرفها إلا الباحثون الصينيين، واستطاع قراءة أطروحة لماجستير في الطب لعام 2013 وأطروحة دكتوراه لعام 2018.
هذه الوثائق تناقش أسباب مرض أعراضه مطابقة لأعراض كوفيد-19، وقد أصيب به 6 موظفين من بلدية موجيانغ في يونّان بجنوب غرب الصين، كانوا ينظفون منجما بيونّان من فضلات الخفافيش، ومات 3 منهم، وقد وجد فريق دراستيك أن هذا هو بالضبط مكان اكتشاف "راتغ 13".
وأظهرت أبحاث دراستيك وجود عشرات من الفيروسات التي أخذت من نفس المنجم بين عامي 2012 و2015، وفي أماكن أخرى في المنطقة، ولم تنشر أيضا. وأخيرا، كشف محقق آخر على شبكة الإنترنت ومحلل استخبارات من مصادر مفتوحة يدعى تشارلز سمول؛ أن فريق شي تشانجي أخفت قواعد بيانات الفيروسات في 12 سبتمبر/أيلول 2019، قبل 3 أشهر من الكشف عن وباء كورونا.
كم عدد ناقلي عدوى كورونا غير المرئيين؟
مع انطلاق جائحة كورونا، تضاربت التقديرات بشأن عدد المصابين بدون أعراض والذين يلعبون دورا هائلا في انتشار الوباء.
ونشر باحثون أميركيون دراسة في مجلة "بناس" (PNAS) ونقلها تقرير لـ"دويتشه فيله" (Deutsche Welle) قدموا فيها أرقاما جديدة توصلوا إليها من خلال تحليلين منفصلين. ووفقا لتقديراتهم، من المحتمل أن يكون ثلث الإصابات بكورونا تقريبا بدون أعراض نهائيا.
في التحليل الأول، قام فريق البحث بتقييم أكثر من 350 دراسة تتبعت عدوى كورونا مخبريا على مدى فترة زمنية طويلة. ووجد الفريق العلمي أن 35.1% من الأشخاص الذين كانت نتيجة اختبارهم إيجابية لم تظهر عليهم أية أعراض. أما التحليل الثاني فشمل الدراسات التي أجريت على أشخاص كانوا دون أعراض في وقت إجراء الاختبار، ثم أعيد فحصهم، فحافظ 36.9% منهم على وضعهم دون أعراض.
ما دور الخفافيش؟
ننتقل إلى دراسة حديثة وجدت أن الخفافيش التي تعيش في كهوف الحجر الجيري في شمال لاوس تحمل فيروسات كورونا التي تتقاسم مع فيروس كورونا المستجد في سمة رئيسية، ونقلتها وكالة الأنباء الألمانية.
وذكرت وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) للأنباء أن الباحثين في معهد "باستور" (Pasteur) الفرنسي وجامعة "لاوس" (Laos) بحثوا عن فيروسات مماثلة لتلك التي تسبب كوفيد-19 بين المئات من خفافيش حدوة الحصان. ووجدوا أن 3 منها لديها مجالا ربط مستقبلات مماثلة للغاية، وهي الجزء من بروتين السنبلة لفيروس كورونا الذي يستخدم للارتباط بإنزيم "إيه سي إي 2" (ACE2) البشري الذي يستهدفه الفيروس ليسبب عدوى.
وتظهر النتائج -التي طرحت في ورقة بحثية أول أمس الجمعة ويجرى النظر في نشرها من جانب دورية "نيتشر" (Nature) أن الفيروسات المرتبطة بشكل وثيق بفيروس "سارس كوف- 2″، موجودة في الطبيعة بما في ذلك في أنواع عديدة من خفافيش حدوة الحصان.
ويدعم البحث فرضية أن الجائحة بدأت من تفش فيروس تحمله الخفافيش.
وقال مارك إليوت -رئيس قسم اكتشاف العوامل الممرضة في معهد باستور بباريس- بالإضافة إلى مشاركين آخرين في الدراسة، إن الفيروسات الثلاثة التي تم اكتشافها في لاوس والمسمى "بانال- 52″ (BANAL-52) و"بانال- 103″ (BANAL-103) و"بانال- 236" (BANAL-236) هي "السلف الأقرب لـ"سارس كوف- 2" المعروف حتى الآن.
وأضاف "هذه الفيروسات ربما تكون ساهمت في أصل "سارس-كوف2″، وقد تشكل خطرا جوهريا في المستقبل بالانتقال المباشر للإنسان".
كيف يمكن أن تساعد وكالات الاستخبارات في وقف الأوبئة بالمستقبل؟
كتب سكوت جوتليب -وهو زميل في "أميركان إنتربرايز إنستيوت" (American Enterprise Institute)- في "واشنطن بوست" (Washington Post) عن الدور الذي يمكن أن تلعبه وكالات الاستخبارات في وقف الأوبئة مستقبلا.
وقال إن جمع معلومات عن تفشي مرض معين قد تخفيه الدولة المعنية، فلا يمكننا الاعتماد فقط على وكالات الصحة العامة وأدواتها للتعاون الدولي. ويقول "حكومتنا لديها القدرة على جمع الحقائق الوبائية حتى عندما لا تريد الدول الأخرى مشاركتها".
وقال إن عمل وكالات الاستخبارات لرصد تفشي المرض من شأنه أن يعزز أهدافنا في مجال الصحة العامة ويساعد في الحماية من الأعداء الذين قد يحاولون استغلال الفوضى التي تسببها الأزمة الصحية.
وأضاف أن "الاستفادة من الأصول الاستخباراتية لتنبيهنا إلى حالات تفشي جديدة والظروف التي تخلقها ستكمل أيضا أدواتنا الدبلوماسية. يتمتع مجتمع الاستخبارات بإمكانية الوصول إلى مصادر بديلة للبيانات كالأقمار الصناعية التي يمكن استخراجها ومشاركتها مع الدبلوماسيين لتنبيهنا إلى مرض ناشئ".
وقال إنه " إذا حددت التقديرات الاستخباراتية نقاط ضعف معينة في المؤسسات العلمية لبلد أجنبي، فسيكون دبلوماسيونا في وضع أفضل لمعرفة مكان إعطاء الأولوية لجهودهم؛ على سبيل المثال، معمل به ضوابط داخلية ضعيفة أو مناطق معينة تكون فيها مراقبة الأمراض ضعيفة بشكل خاص".
وختم بالقول إنه ستسمح لنا عقيدة جديدة للنظر في التأهب للصحة العامة من خلال عدسة الأمن القومي بالتصدي بسرعة أكبر عند ظهور تهديدات جديدة.