سعودي هاو للفن الحي يبرع في تهجين الثعابين النادرة
فيصل ملائكة يخصص حجرتين في حديقة قصره في جدة لانتاج طفرات جينية نادرة للثعابين بأشكال وألوان فريدة من نوعها.
الأحد 2021/09/26
لم يفكر في بيع الثعابين لشركات الملابس
ملائكة يستعين بخبراء من الولايات المتحدة لتعلّم تهجين الثعابين وتركيب الطفرات
ملائكة يتمكن من تهجين ثعبان أبيض مطعّم باللون الذهبي ويؤكد إنه الوحيد على الأرض
الرياض - تطوّر حب السعودي فيصل ملائكة للثعابين غير السامة من اقتناء واحد عندما كان في الخامسة من عمره، إلى تهجينها للخروج بألوان فريدة من نوعها عندما أصبح رب عائلة.
وفي حديقة قصره في جدة قرب البحر، خصّص ملائكة وهو رجل أعمال ثري وأب لثلاثة أطفال، حُجرتين كاملتين كُتب عليهما بالإنكليزية باللون الأخضر "حجرة الثعبان".
وقال ملائكة (35 عاما) "ثمة أناس يحبون جمع الأحجار الكريمة أو السيارات الكلاسيكية أو الرسوم. لكن أنا أهوى جمع الفن الحيّ"، في إشارة إلى اقتنائه أكثر من مئة ثعبان من فصيلة الأصلة الشبكية المنتشرة في جنوب شرق آسيا.
ولاحظ أن لهذه الفصيلة "شعبية في مجال الأزياء إذ تستخدم الشركات العالمية جلودها في صناعة الحقائب والأحذية والأحزمة، لكن من كل ألف ثعبان يصطاده الصيادون ثمة واحد لونه نادر" يتمتع بطفرة جينية.
انا أقدّر الحياة لذا أحب الثعابين حيّة وليس في شكل حقائب أو أحذية".
وأضاف أنّ "الصيادين يبيعون الثعابين ذات اللون المميز لهواة جمعها من أمثالي ... وأنا انتج طفرات جينية نادرة واركب بعضها على بعض لاخرج بأشكال وألوان لا يوجد لها مثيل على وجه الأرض وفريدة من نوعها"، مشيرا إلى ثعبان أبيض ذي بقع رمادية وذهبية يتراقص بخفة حول ذراعه اليسرى.
ولم يفكر ملائكة الذي يدير شركة متخصصة في التمويل في بيع الثعابين لشركات الملابس لتحقيق استفادة مالية قائلا "انا أقدّر الحياة لذا أحب الثعابين حيّة وليس في شكل حقائب أو أحذية".
وتنتقد جمعيات حقوق الحيوان اصطياد الحيوانات عموما بغرض قتلها للاستخدام الصناعي.
وفي منزل الرجل السعودي، تتراقص الثعابين في صناديق خشبية فسيحة لها واجهات زجاجية وبها فتحات بلاستيكية صغيرة لكنها تسمح أحيانا بخروج ألسنة هذه الزواحف المخيفة.
ووضعت نشارة خشب داخل الصناديق لتسهيل حركة الثعابين وامتصاص فضلاتها التي تخلّف رائحة كريهة في الحجرة الضيقة.
ويعمل جهازا تكييف داخل كل غرفة طوال اليوم لتوفير أجواء باردة ورطبة مماثلة لبيئة الثعابين الطبيعية.
وأوضح ملائكة أن تهجين الثعابين عملية تحتاج إلى معرفة وصبر ووقت طويل.
ويستغرق تهجين الثعابين ذات الألوان النادرة "ثلاثة أو أربعة أجيال"، فيما يستلزم إنتاج الثعبان الثلاثي الألوان "10 أو 12 عاما"، على ما أوضح ملائكة الذي درس التمويل في الجامعة الأميركية في بيروت.
وتسمى أيضا بالأصلة العاصرة حيث تقتل فريستها بواسطة العصر بعدما تلّف جسمها حولها لخنقها، ومن ثم تبتلعها دفعة واحدة.
وتأكل الثعابين الضخمة التي يقتنيها الملائكة مرة واحدة فقط في الاسبوع وهي تتغذى على الدجاج والأرانب.
-"صف علوم احياء"-
ويتشارك ملائكة الشغف نفسه مع صديقه إبراهيم الشريف (32 عاما).
وقال الشريف وهو يفحص ذكور ثعابين وضعت في حجرة منفصلة إنّ ملائكة "احضر متخصّصين من الولايات المتحدة ليتعلّم أكثر عن تهجين الثعابين وتركيب الطفرات. الأمر يتطلب معرفة واسعة".
وتابع بفخر أنّ صديقه "صرف الغالي والنفيس من الوقت والجهد والمال على هذه الهواية".
وأوضح ملائكة الذي ارتدى قميصا أسود واعتمر قبعة "منذ صغري اذهب باستمرار إلى المكتبات وابحث عن كتب عن الثعابين والزواحف"، وتابع ضاحكا "يمكن أن تقول أنني أعيش دائما في صف علوم احياء".
وتمكّن ملائكة من تهجين ثعبان أبيض ضخم مطعّم باللون الذهبي طوله ستة أمتار ووزنه مئة كيلوغرام وعمره ثماني سنوات يتحرك بصعوبة داخل قفصه، يقول إنه الوحيد على الأرض.
وشرح أن الثعابين التي لديه "تتضمن أنواعا وأشكالا لا مثيل لها أو نادرة جدا وتقدّر قيمتها الإجمالية بنحو مئة ألف دولار".
ولدى ملائكة ثعابين يراوح ثمنها "بين 200 دولار و20 ألف دولار" للثعبان الواحد.
ولم تمانع أسرة ملائكة اقتناءه الثعابين منذ صغره، ورغم ذلك لا يسعى رجل الأعمال الشاب إلى توريث هوايته الغربية لابنائه.
وقال مبتسما "هم يتعاملون مع الثعابين لكن لا يتفاعلون معها"، وتابع "أريد أن يكون الموضوع طبيعياً، فإذا كانت لديهم الميول ساشجعهم".
وأقر ملائكة بغرابة هوايته قائلا "هذه كائنات غامضة والطبيعي أن يخاف الناس منها"، لكنّه اضاف ضاحكا من جوار خزانة تضم صناديق بلاستيكية وضعت فيها ثعابين صغيرة حديثة التهجين "أنا انسان مختلف أحب الثعابين وخصوصاً أن الكثير منها هنا من إنتاجي".