توقعات لنتائج الانتخابات الحالية -١
د. مهند محمد صبري البياتي
توقعات لنتائج الانتخابات الحالية - ١
ستجري الانتخابات العامة بعد أسابيع قليلة، في ظل قانون انتخابي جديد، يتصور الكثيرون انه يطبق لأول مرة في العراق، في حين انه صدر مرسوم الانتخاب المباشر يوم 18 كانون الأول عام 1953، وبموجبه قسم العراق الى72 منطقة انتخابية تظم 128 نائب للانتخاب العام زائدا 6 مقاعد للمسيحيين، ثلاثة في لواء الموصل ومقعدين في لواء بغداد ومقعد في لواء البصرة، علما انه كان لليهود 4 مقاعد في المجالس النيابية السابقة قبل صدور قانون اسقاط الجنسية، وكانوا يسمون الموسويون، ولهم مقعد واحد في كل من البصرة والموصل ومقعدان في لواء بغداد. طبعا لم تكن هنالك حصة او كوته لمقاعد النساء كما هو حاصل الان، وكان يتم حساب عدد المقاعد النيابية استنادا على إحصاء النفوس العام والذي كان يجري كل عشر سنين، واخرها جرى في العام 1997، ولم يجر إحصاء سكاني في الاعوام2007 و2017. وكان عدد النواب في كل منطقة انتخابية يتراوح بين نائب الى ثلاثة نواب حسب عدد سكان تلك المنطقة الانتخابية.
ونصت المادة الرابعة من قانون انتخاب النواب رقم 11 لسنة 1946 والذي حل محل قانون الانتخاب القديم على انه لا يكون نائبا:
من كان دون الثلاثين من عمره.
من كان محكومًا علیه بالإفلاس ولم یعد اعتباره قانونًا
من كان محجورًا علیه من محكمة ولم یفك حجره
من كان محكومًا علیه بالسجن لمدة لا تقل عن سنة لجريمة غیر سیاسیة ومن كان محكومًا علیه بالسجن لسرقة أو رشوة أو خیانة الأمانة أو تزوير أو احتیال أو غیر ذلك من الجرائم المخلة بالشرف بصورة مطلقة.
من كان له منصب أو وظيفة أو خدمة لدى شخص أو مؤسسة مع إحدى الدوائر العامة أو أیة منفعة مادية مباشرة أو غیر مباشرة مع ذلك العاقد إلّا إذا كانت المنفعة ناشئة عن كونه مساهما في شركة مؤلفة من أكثر 25 شخصًا
ویستثنى من ذلك مستأجرو الأراضي الحكومية وأملاكها
من كان مجنونًا أو معتوها
من كان من أقرباء الملك إلى الدرجة الرابعة.
في قانون الانتخاب الجديد اصبح عدد المناطق الانتخابية 83 منطقة انتخابية، يتراوح عدد نوابها ما بين 3 و5 نواب من بينهم امرأة واحدة على الأقل، وعندما يقل عدد النساء الفائزات حسب التصويت في المحافظة عن العدد المقرر لهن حسب الحصة او الكوتة النسائية، يتم استبدال بعض مقاعد الرجال بمقاعد للنساء وحسب ما نص عليه القانون وفسره بدقة.
ومن الملاحظ ان قانون الانتخاب الجديد هو أفضل بكثير من القانون السابق، والذي اعتمد المحافظة كمنطقة انتخابية واحدة ويتم احتساب عدد النواب لكل تحالف او تكتل او حزب، حسب مجموع الأصوات الذي يحصل عليها التكتل، مما أدى الى صعود نواب لم يحصلوا الا على عدد قليل من الأصوات في حين حُرم اخرون ممن حصلوا على أصوات اعلى منه بكثير، فمثلا عند مراجعة نتائج انتخابات عام 2018 لمدينة بغداد نجد ان عدد الناخبين كان 2,004,844 لانتخاب 71 نائب، وقد ترشح لهذه المقاعد 2174 مرشح، عدا عن مرشحي الاقليات، وحصل عدد لا بأس به من المرشحين على عدد من الاصوات لا يتجاوز عشرة اصوات، وهذا في حد ذاته مهزلة شاركت فيها معظم الاحزاب الكبيرة والتي شاركت في الانتخابات، وقد سمح النظام الانتخابي ان يكون عدد مرشحي أي حزب او كتلة وفي اية محافظة هو ضعف عدد مقاعد تلك المحافظة، وهذا كان مثالا واضحا للتلاعب، لأنه لو افترضنا ان اي حزب لو فاز لوحده بجميع مقاعد البرلمان، فسيكون النصف الاخر من مرشحيه خاسرين، وسنجد ان احزاب وكتل مثل سائرون وفتح ودولة القانون والوطنية والنصر والحكمة والقرار العراقي وتحالف بغداد قد رشحت كل واحدة منها 138 شخص للانتخابات وهي تعرف مسبقا انه على الاقل سيخسر اكثر من 69 مرشحا منهم في الانتخابات، وهذا الرقم هو عدد مقاعد النواب في التصويت العام لبغداد عدا الاقليات، والمهزلة الاخرى ان ثلاثة من مرشحي الحكمة حصلوا على صوت، و3 اصوات و 4 اصوات فقط، وثلاثة من مرشحي تحالف بغداد حصلوا على 5 و6 اصوات فقط، وهذه خسارة كبيرة للجهد والاعلان، ولكن في النظام الانتخابي الجديد سوف لن يغامر اي حزب في وضع اكثر من عدد مقاعد المنطقة الانتخابية من مرشحين لكل دائرة انتخابية، لأنه سيتسبب في تفتت أصوات الكتلة.
عند النظر الى نتائج المرشحين في انتخابات العام 2018، نجد ان بعض المرشحين حصدوا اصوات عالية بسبب التركيز على شخص واحد في الكتلة وهو رئيس الكتلة، وذلك للحصول على اصوات كثيرة تساعد مرشحين اخرين في نفس الكتلة لم يحصلوا على اصوات معتبرة للدخول الى البرلمان، فمثلا في دولة القانون حصل نوري المالكي على 102,128 صوت مما سمح لعمار كاظم والحاصل على 3,091 صوت فقط بالدخول للبرلمان، وهذا هو اقل صوت لنائب من بغداد من غير السيدات، وهذا النظام غير العادل والذي اصرت دولة القانون والفتح على ابقائها سابقا، قد حرم اشخاص حصلوا على اكثر من ضعف اصوات النائب عمار كاظم، مثل غسان العطية والذي حصل على 6800 صوت ولكنه لم يستطع الدخول للبرلمان، ونجد مثلا ان في سائرون هنالك 22 مرشح حصلوا على اكثر من اصوات عمار كاظم ولم يدخلوا البرلمان، وهنالك 14 مرشح اخر من الوطنية، وسنجد ان عدد المرشحين من بغداد والذين حصلوا على اصوات اكثر من اصوات عمار كاظم يبلغ 61 مرشحا ولكن لم يتمكنوا من الدخول للبرلمان.
واجبر القانون الجديد الى تقليل عدد المرشحين الى النصف تقريبا، على سبيل المثال، كان عدد المرشحين للانتخابات في العراق هو 6990 مرشح عام 2018، ولكننا نجد الان ان عدد المرشحين للتصويت العام هو 3188 مرشح، أي اقل من نصف مرشحي انتخابات 2018.
لقد أخطأت الكثير من الكتل باختيار مرشحيها، وبسبب ذلك ستفقد هذه الكتل عددا من المقاعد المضمونة لها، وغير معلوم وبشكل يقيني لماذا انسحب اشخاص مثل نوري المالكي والذي حصد اكثر من 102 الف صوت، ويوسف محمد صادق من كتلة التغيير والذي حصد اكثر من 70 الف صوت، واخرين مثل ريبوار طه او هادي العامري او حيدر العبادي او ميران محمد عباس او ماجدة التميمي، والذي حصل كل واحد منهم اكثر من خمسين الف صوت في انتخابات 2018، هل هو بسبب الخوف من خسارته في هذا الانتخابات او حصوله على أصوات قليلة مقارنة بالعام 2018 حتى لا يبدوا هذا النائب وكأنما فقد شعبيته، وهذا جزء من عقلية الساسة الجدد والذين لا يعرفون الكثير عن الانتخابات البرلمانية في العالم، او لان كتلته رفضت التجديد للنواب السابقين كما حصل مع معظم نواب سائرون او الكتلة الصدرية، ويبدوا ان أحزاب الفترة الراهنة الجديدة لا تقرأ التأريخ جيدا، فمثلا ان انديرا غاندي وهي اول امرأة في الهند تصبح رئيسة للوزراء ولثلاث مرات متتالية من 1966 ولغاية 1977، خسر حزبها، حزب المؤتمر الهندي الانتخابات ولأول مرة منذ استقلالها من المملكة المتحدة، وبفارق كبير لصالح حزب جناتا الهندوسي، وانديرا نفسها خسرت حتى مقعدها المضمون في ولاية راي بيرلي، مما اضطر احد النواب من حزب المؤتمر والذي كان فائزا وبشكل كبير على منافسه، ان يستقيل من البرلمان الهندي، كي تحصل إعادة انتخابات في ذلك المركز، وترشحت انديرا في ذلك المركز كي تعود للبرلمان الهندي وفازت بها لتترأس المعارضة، وقالت حينها: فوز او خسارة الانتخابات هي اقل أهمية من وحدة وقوة الهند.
عند استعراض أسماء النواب الحاليين وموقفهم من الترشيح لانتخابات عام 2021، نجد ان من ضمن نواب المقاعد العامة ال 320 ، هنالك ستة نواب غيروا محافظاتهم وكذلك قوائمهم الانتخابية، واهمهم كان خالد متعب العبيدي، والذي حصل على اعلى الأصوات في نينوى وهي اكثر من 72 الف صوت، وكان من الاجدر به ان يبقى في نينوى ليساعد في اكمال اعمارها، وخاصة انه كان ضمن بيارق الخير والتي انضوت تحت تكتل النصر، والذي كان عابرا للطائفية، ولكن آثر ان ينظم لتكتل عزم السني التوجه، ويبدوا ان سبب ذلك لكي يضمن وزارة الدفاع ان نجحت كتلته في الحصول على موقع متقدم، ولكن اخرين مثل محمد عثمان إسماعيل من بيارق الخير والذي حصل على اكثر من 17 الف صوت، بقي في نفس التكتل ولكنه انسحب من بغداد، ليترشح في منطقة مركز ديالى. كذلك هيثم الجبوري من ائتلاف كفاءات انتقل من الحلة الى منطقة المنصور في بغداد، اما محمد ناصر دلي وكان له بحدود 12 الف صوت فلقد انتقل من كتلة الانبار هويتنا الى كتلة عزم في المنصور، وانتقل عبد الحسين عزيز احمد من ائتلاف النصر في القادسية بعد ان حصد اكثر من 14 الف صوت، الى تحالف النهج الوطني في ذي قار، وكان انتقال الا تحسين طالباني، هو الأفضل اذ انتقلت من تحالف بغداد وكانت قد حصلت على 2904 صوت، وموقفها ضعيفا في هذه الانتخابات في بغداد، لذلك عادت الى تحالف كردستان في منطقة كركوك، حيث من المؤمل ان تحصل على مقعد النساء في المنطقة الانتخابية المضمونة للأكراد في كركوك.
وهنالك حالة خاصة قلما تجدها في البلدان النيابية المعتبرة، وهي منع ترشيح النواب الذين حصلوا على أصوات كثيرة في الانتخابات، ومن دون سبب سوى ان مرشدهم امر بذلك، لذلك تجد ان سائرون او الصدريون لم يترشح 44 نائب في هذه الانتخابات علما ان 25 نائبا منهم حصل على اكثر من 10 الاف صوت، وكان من الممكن لبعضهم ان يضمن مقاعد لهم لشعبيتهم الكبيرة. ونلاحظ ان هذه الحالة موجودة ولو بشكل اقل في كتل اخرى، وهنالك 19 نائبا برلمانيا من الحزب الديمقراطي الكردستاني منهم 15 نائب حصل على اكثر من 10 الاف صوت. و 16 نائبا من الاتحاد الوطني لم يترشحوا وفيهم 12 نائب حصل على اكثر من عشرة الاف صوت، وتحالف الفتح لم يترشح 15 نائب منهم 7 نواب حصلوا على اكثر من 10 الاف صوت، اما دولة القانون فانسحب 8 نواب منهم ولكن فيهم نائب واحد فقط وهو نوري المالكي والذي لديه اكثر من 10 الاف صوت. واعتقد بان احد الأسباب الرئيسية لهذا الامر، بان القرارات في هذه الأحزاب والأحزاب العراقية الأخرى تأخذها قيادة الحزب منفردة، وليس في هذه الأحزاب مؤتمرات سنوية لجميع منتسبي الحزب، لتتخذ هذه المؤتمرات قرارات يلتزم بها الجميع، ومع الأسف فان معظم الأحزاب العراقية غير ديمقراطية بتشكيلها وادارتها، وليس لقواعد الحزب دور ملموس في قرارات ومناهج الحزب.
من الملاحظ في هذه الانتخابات هي قلة المرشحين بالنسبة للانتخابات السابقة، حيث ان تغيير النظام الانتخابي اثر على ذلك كثيرا، اذ انه في الثلاث دورات السابقة حيث الانتخابات كانت على نظام الكتل، والمقاعد نسبية حسب أصوات الكتلة وليس عدد أصوات النائب، وكل محافظة كانت تعتبر منطقة انتخابية واحدة، وكان من حق كل كتلة ان ترشح ضعف عدد المقاعد الانتخابية، وهذه الحالة لم تحصل في أي من بلدان العالم سوى في العراق، والامر يعتبر غاية في السوء والفساد، لانه وفي احسن الأحوال اذا فازت كتلة ما بجميع أصوات الناخبين، فسوف يحصل نصف المرشحين على مقعد نيابي، ويفشل النصف الاخر، وقد قامت الكتل الكبيرة بوضع هذا الامر والإصرار على ابقائه لكي تحصل على اكبر نسبة من الأصوات على حساب الكتل الصغيرة والتي لا تسمح موازنتها بترشيح عدد كبير من المرشحين، في حين ان النظام الجديد سوف لن يسمح بهذا الامر، لان التصويت يكون للمرشح فقط، وعلى سبيل المثال، ترشح هذا العام على الترشيح العام 3188 مرشح للتنافس على 320 مقعد، أي بنسية 10 مرشحين لكل مقعد نيابي، في حين تنافس 6990 مرشح عام 2018 أي بنسبة 22 مرشح لكل مقعد. وعند ملاحظة اعداد المرشحين نسبة الى المقاعد المخصصة للمحافظة، نجد ان اقل عدد نسبي من المرشحين فهو في محافظة دهوك، حيث يتنافس 24 شخص على 11 مقعد نيابي، أي النسبة تساوي تقريبا مرشحين اثنين مقابل كل مقعد، وفي نفس المحافظة تنافس 117 مرشح في العام 2018، واعلى نسبة هذا العام هو في صلاح الدين حيث يتنافس 194 مرشح على 12 مقعد نيابي، أي اكثر من 16 مرشح لكل مقعد، وكانت اعلى نسبة في عام 2018 هي في محافظة بغداد حيث تنافس 2137 مرشح على 69 مقعد نيابي، أي بنسبة 31 مرشح لكل مقعد، واقل نسبة كانت في محافظة ميسان حيث تنافس 107 مرشح لشغل 10 مقاعد نيابية اس بنسبة 10.7 مرشح لكل مقعد نيابي.
وسنستعرض في هذه المقالة الترشيحات للانتخاب الحالي في محافظات كردستان أربيل والسليمانية ودهوك، وفي المقالات التالية سنستعرض باقي المحافظات.
تم تقسيم محافظة دهوك الى ثلاث مناطق انتخابية وعدد نوابها هو 11 للترشيح العام، وقد ترشح 24 شخص للتنافس على هذه المقاعد، منهم خمسه من المستقلين، واثنان فقط هم نواب حاليين ، احدهما النائبة فيان صبري من الحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي حصلت على اكثر من 21 الف صوت، ومن المتوقع فوزها في هذه الانتخابات، والأخر هو النائب جمال احمد من الاتحاد الإسلامي الكردستاني أي الاخوان المسلمين في كردستان، والذي حصل على اكثر من 27 الف صوت في انتخابات 2018، وترشح الان كمستقل، علما ان من مقاعد دهوك الاحدى عشر البرلمانية، عشرة منها حصدها الحزب الديمقراطي الكردستاني والأخيرة كانت من نصيب جمال احمد. وقد رشح الحزب الديمقراطي احد عشر مرشحا بعدد مقاعد المحافظة منها ثلاثة نساء.
في المنطقة الأولى والتي تشمل مدينة دهوك وزاويته والعمادية ومناطق اخرى، ولها اربعة مقاعد ترشح جمال احمد كمستقل فيها وله حظ كبير بالفوز مجددا، إضافة لمستقلين اخرين، إضافة الى مرشحة واحدة من الاشتراكي الديمقراطي وأخرى من الجيل الجديد وأربعة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبسبب النظام الانتخابي الجديد والذي يتم التصويت فيه لنائب واحد، فمن المحتمل ان تفوز احدى المرشحات من الجيل الجديد او الاشتراكي الديمقراطي، لأنه من الصعوبة جدا توزيع أصوات الناخبين بين مرشحي الديمقراطي بالتساوي.
اما في المنطقة الثانية والتي لها 3 مقاعد وتشمل زاخو وسميل وديربورن، فلقد ترشح 3 من الحزب الديمقراطي منها واحدة مرشحة، واثنان مستقلان، إضافة الى مرشح واحد من الجيل الجديد واخر من الاشتراكي الديمقراطي ومرشحة من تحالف كردستان والذي يجمع الاتحاد الوطني وكوران والتحالف من اجل الديمقراطية أي جماعة برهم صالح، واتصور ان مرشحة تحالف كردستان لها الفرصة بالفوز بمقعد والآخران سيذهبان الى الديمقراطي الكردستاني.
اما في المنطقة الثالثة ولها اربع مقاعد وتشمل عقرة و قسروك وبردرش وبجيل وترشحت فيها فيان صبري ولها الحظوة الكبيرة بالفوز بمقعد، ولكنها ستؤثر على أصوات المرشحين الاخرين من الديمقراطي الكردستاني، وقد يفوز احد مرشحي الجيل الجديد او الاشتراكي الديمقراطي، ولا اعتقد ان مرشحة تحالف كردستان ستكون لها الحظوة بالفوز بمقعد النساء مقابل فيان صبري. لذلك من المتوقع فوز الديمقراطي الكردستاني ما بين ثمانية الى تسعة مقاعد مقابل العشرة مقاعد التي فازو بها في انتخابات 2018.
تم تقسيم أربيل الى اربعة مناطق ومجموع مقاعدها 15 مقعدا، حيث ان لكل منطقة أربعة نواب عدا المنطقة الثالثة فلها ثلاث نواب، ولم يترشح من نواب الدورة الحالية سوى ثلاثة، اثنان من الحزب الديمقراطي الكردستاني وهما نهرو محمود وقد حصل على اكثر من 15 الف صوت عام 2018، وريبوار هادي والي انتخبه اكثر من 12 الف شخص، وهريم كمال الذي حصد اكثر من 19 الف صوت عندما كان نائبا عن الاتحاد الوطني الكردستاني، لكنه الان رشح عن كتلة تحالف كردستان وهو تحالف يجمع بين الاتحاد الوطني وحركة تغيير والتحالف من اجل الديمقراطية ومجموع أصواتهم يصل الى 171 الف صوت مع أربعة مقاعد ، علما بان الديمقراطي الكردستاني حصل على 8 مقاعد في أربيل مع ما يقارب من 322 الف صوت، كما حصل حراك الجيل الجديد على مقعدين وبمجموع أصوات اكثر من 70 الف صوت، وحصلت الجماعة الإسلامية على مقعد واحد و ما يقارب من 37 الف صوت وتغير اسم الجماعة الى جماعة العدل الكوردستانية، وتلاهم وبفارق كبير الاتحاد الإسلامي وبمجموع أصوات يصل الى 25 الف صوت ولكن من دون مقاعد، وهو لم يرشح .
ترشح في هذه الانتخابات 44 مرشح، منهم 12 مرشح من الحزب الديمقراطي الكردستاني، أربعة منهم من الاناث لتغطية كافة الدوائر الانتخابية، وقد يفوز نهرو وريبوار في هذه الانتخابات بسبب الأصوات العالية التي حصلوا عليها في الانتخابات السابقة، علما بان الحزب الديمقراطي قد حصل على اكثر من 321 الف صوت، مما يؤهله من جديد الحصول على 7 مقاعد تقريبا.
وقد احسن الاشتراكي الديمقراطي بترشيح اربعة اشخاص فقط واحد لكل دائرة انتخابية، منها مرشحة واحدة عن الدائرة الأولى، ولو ان حظوظه قليلة جدا، حيث انه حصل عام 2018 على 2023 صوت على مجمل محافظة أربيل، مما لا ويأهله على الحصول على أي مقعد، ونفس الشيء ينطبق على الجبهة التركمانية والتي حصلت على 2489 صوت على مجمل محافظة أربيل، ورشحت الان 3 اشخاص، اثنان منهم في المنطقة الرابعة، وهذه بحد ذاتها ستفتت اصواتهم القليلة أصلا.
وتكون تحالف جديد ضم الاتحاد الوطني والتحالف من اجل الديمقراطية وحركة تغيير تحت اسم كتلة كردستان العراق والتي حصلت في العام 2018 على اكثر من 120 الف صوت، وتم ترشيح 7 اشخاص للانتخابات، مرشح ومرشحة في المناطق الانتخابية 1 و 2 و 4 ومرشح واحد فقط في المنطقة الانتخابية 3، واتوقع ان تبقى نتائج الانتخابية مقاربة لما حصل عام 2018، وقد يتغير مقعد واحد فقط ما بين الكتل الأربعة الكبيرة، وهو يحصل في مقعد المرشحات، اذا كانت احدى المرشحات نشيطة في المجال الاجتماعي.
ولا اعتقد بان هنالك فرصة كبيرة لاي من التكتلات الأخرى، وخاصة ان الاخوان المسلمين الاكراد والذين كانوا ممثلين في الاتحاد الإسلامي قد عملوا اتفاقات سابقة مع الاتحاد الوطني، وقد يعطون أصواتهم لمرشحي تحالف كردستان، عدد المترشحين المستقلين سته والغريب ان خمسة منهم قد ترشح في الدائرة الانتخابية الرابعة، ولا اعتقد بوجود فرصة لاي واحد منهم للفوز بمقعد نيابي.
اما في السليمانية فعدد دوائرها الانتخابية فهي خمسة وعدد نوابها هو 18 نائب. ولمعرفة توجهات الناخبين فمن الأفضل تحليل نتائج الانتخابات السابقة أولا، والسليمانية تعتبر مقر الاتحاد الوطني وحصلت على اكثر من 259 الف صوت و ثمانية نواب، وتبعتها كوران بأربعة نواب وما يقارب من 155 الف صوت والترتيب السادس كان التحالف من اجل الديمقراطية وحصلت على اكثر من 46 الف صوت وبمقعد واحد، وتحالفت هذه الأحزاب في هذه الانتخابات تحت اسم تحالف كردستان، أي ان مجموع أصوات تحالف كردستان هو ما يقرب من 461 الف صوت مع 13 مقعد، وستبقى هي الأولى في هذه الانتخابات مع فارق كبير عن حراك الجيل الجديد والذي حصل على مقعدين وبمجموع أصوات يقارب 64 الف صوت، ومن المتوقع ان يكون الحزب الثاني في هذه الانتخابات، وكان ترتيبه الثالث عام 2018، وتلته الجماعة الإسلامية وبمجموع يزيد عن 51 الف صوت وبمقعد واحد، وتغير اسمه الان الى جماعة العدل الإسلامية، وتلاه الحزب الديمقراطي الكردستاني بمقعد واحد وحصل على ما يقرب من 49 الف صوت، وتلاه الاتحاد الإسلامي ممثل الاخوان المسلمين الاكراد بمقعد واحد وبحوالي 30 الف صوت، اما التكتل التالي وهو الحزب الاشتراكي والذي حصل على 4871 صوت وهو انخفاض حاد عن أصوات الاتحاد الاسلامي، وهو كان واعتقد لا يزال بعيدا عن الفوز باي مقعد.
وإذا حاولنا تحليل النتائج المتوقعة في هذه الانتخابات، ولقد ترشح لهذه الانتخابات 63 مرشح منهم 16 مستقل ، أي ان المستقلين يشكلون اكثر من ربع المترشحين، فبداية ان سته من النواب الحاليين قد ترشحوا من جديد، لكن المفاجأة ان خمسة منهم ترشحوا كمستقلين، والسادس وهو احمد حمة من الجماعة الإسلامية والذي حصل على 34829 صوت لوحده من مجموع أصوات الجماعة والبالغة 51563 صوت، وترشح الان عن الدائرة الثالثة وهي مركز قضاء حلبجة مقر الجماعة الإسلامية، من المتوقع ان يكون اول الفائزين علما ان اسمها الجديد هو جماعة العدل الاسلامية، وترشح عن جماعة العدل ثلاثة بضمنهم احمد حمة، ولا اعتقد بان هنالك اية فرصة للأخرين بالفوز بمقعد.
وعند التمعن في النواب المترشحين كمستقلين، نجد ان هنالك النائب سركوت لطيف والذي حصل على 27080 صوت وهو يمثل اكثر من 42 بالمائة من أصوات حراك الجيل الجديد، وله الحظوة الكبيرة بالفوز من جديد، ولكن النائبة يسرى رجب من حراك الجيل الجديد، وحصلت على 2634 صوت على مجمل السليمانية، واعتقد ان حضضوها قليلة جدا، وقد تكون هنالك مشكلة كبيرة لحراك الجيل الجديد بفقدانه للنائب سركوت، لان المرشح التالي له في عام 2018 كان قد حصل على 4712 صوت فقط، واعتقد ان حراك الجيل الجديد يكون محضوضا اذا حصل على مقعدين.
اما النائب الاخر ريبوار كريم والذي حصل على 13894 صوت عام 2018 ودخل هذه الانتخابات كمستقل، والذي كان على قائمة التحالف من اجل الديمقراطية، فحضضوه قليلة، لقلة الأصوات التي حصل عليها على مستوى محافظة السليمانية، وهو الان مترشح عن جزء من مدينة السليمانية، وقد لا يؤثر خروجه من التحالف من اجل الديمقراطية لان اصواته لا تمثل الا على اقل من 30 بالمائة من أصوات التحالف والذي عاد وأنظم الى كتلة تحالف كردستان. اما النائب الاخر وهو غالب محمد علي والذي ترشح كمستقل وحصل عام 2018 على 23320 صوت ضمن كوران، ونسبة اصواته هي اقل من 15 بالمائة من أصوات كوران، لذلك فخروجه سوف لن يؤثر على موقع كوران ضمن تحالف كردستان، وقد يحصل كمستقل على مقعد، ولكن بجهد كبير. والنائب الأخير مثنى امين والذي حصل على 12789 صوت عام 2018 عندما ترشح عن الحزب الإسلامي ممثل الاخوان المسلمين واصواته تمثل 42 بالمائة من أصوات الحزب الإسلامي، وقد ترشح عن المنطقة الثالثة والتي فيها حلبجة مقر الأحزاب الإسلامية في كردستان، وسيكون هنالك تنافس كبير بينه وبين المرشح احمد حمة مرشح جماعة العدل.
وقد ترشح عن السليمانية 63 مرشح ، منهم 16 مستقل، للتنافس على 18 مقعد نيابي، ويمثل تحالف كردستان الأكثر حظوة وتم ترشيح 15 شخص، 4 في الدائرة الأولى والخامسة و3 في الثانية بقدر عدد نواب هذه الدوائر، و3 في الدائرة الرابعة، علما انه تم اختيار مرشحة واحد فقط في الدائرة الثالثة لتتنافس على مقعد النساء في هذه الدائرة المحافظة والتي فيها حظوظ الإسلاميين عالية جدا، وقد تحصل على مقعد النساء ولكن بصعوبة بالغة، وحصل التحالف على ما يقارب 461 الف صوت في السليمانية عام 2018 مع 13 مقعد نيابي، وتمثل اصواته 69 بالمائة من أصوات المحافظة، ومن المحتمل ان يحافظ على نفس عدد المقاعد اذا لم يزداد عددهم بمقعد او اثنان، لان ترشحه في هذه الانتخابات قد جمعت الكتلة الأولى الاتحاد الوطني والكتلة الثانية كوران والكتلة السادسة التحالف من اجل الديمقراطية، اما الكتلة الثالثة الأكبر عام 2018 وهو حراك الجيل الجديد والذي حصل على 63760 صوت وهو يمثل اقل من 10 بالمائة من أصوات المحافظة، واعتقد بانه خسر الكثير من شعبيته بعد انسحاب سركوت لطيف من حراك الجيل الجديد، وقد يكون الحراك محظوظا اذا حصل على مقعد واحد هذه الدورة، وتبقى حظوظ الكتلة الرابعة وهي الجماعة الإسلامية او جماعة العدل عالية بسبب يقاء احمد حمة وهو الذي حصل لوحده على 34829 صوت تمثل 68 بالمائة من أصوات الجماعة، ومن المحتمل محافظته على مقعده.
اما الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي حصل على 48706 صوت عام 2018 أي حوالي 7 بالمائة من أصوات المحافظة، فمن المحتمل عدم فوزه باي مقعد لان اصواته ستتفتت ضمن الدوائر الانتخابية، وقد رشح فقط امرأة واحدة في جميع الدوائر الانتخابية عدا الدائرة الخامسة حيث تم ترشيح شوان محمد عن هذه الدائرة، وقد تفوز احدى المرشحات بمقعد. اما الاتحاد الإسلامي فلم يشارك في هذه الانتخابات باسم الاتحاد ولك ترشح مثنى امين كمستقل وحصل الحزب على 30019 ، وهذه عادة الاخوان المسلمين في الانتخابات العراقية، اذ ترشح في الدورة السابقة الاخوان المسلمون تحت راية أحزاب أخرى وحصلوا على بعض المقاعد.
وجاء في المرتبة الثامنة عام 2018 الحزب الاشتراكي وحصل على 4871 صوتا فقط، وهو عدد قليل جدا، ولا اعتقد بانه سيحصل على أي مقعد، لذلك لا أتصور بان هنالك اية حظوظ لتكتلات مثل قادمون، وكادحي كردستان والوئام والجبهة التركمانية.
وقد تكون نتائج انتخابات محافظات كردستان واضحة وخاصة في دهوك والسليمانية، استنادا على نتائج انتخابات عام 2018، وكانت مشاركات الأحزاب الكبيرة مدروسة جيدا، وهنالك حظوظ كثيرة لقسم من النواب الحاليين ويخوضون الانتخابات كمستقلين والذين انسحبوا من احزابهم، وحسبما شرحنا ذلك.
وسنحلل في مقالات لاحقة توقعاتنا للانتخابات الحالية في قسم من المحافظات.
د مهند البياتي
اكاديمي مقيم في الامارات