ملك العـراق فيصل الثاني في سامراء
مجيد ملوك السامرائي
[*]
ملك العـراق فيصل الثاني في سامراء
بـوشـر في منطقة سامراء منذ منتصف القرن العشرين بـإنشاء العديد من مشاريع الري إعتمادا على الافـــكار الهندسية التخطيطية والشاخصة لمشاريع الري القديمة والمتمثلة بمجرى نهري الاسحاقي القديم والنهروان القديم، وبـسد نمرود المكون من سـد ترابي أطلق علية الأثاريـون / ســـد النمرود على نهر دجلة في موضع يقع جنوبي مدينة سامراء الحالية مسافة خمسة وعشرون كيلومتراً بهدف تغـذية مأخذ نهر النهروان/الرصاصي ونهر الاسحاقي الاقــدم وأدت الحروب والتدخلات بين الإمبراطوريات القديمة إلى إهمال السد وبالتالي إنهياره [1].
بـناء على ما تقدم تم انجاز العديد من مشاريع الري حيث أستثمر المهندسون البريطانيون الافـــكار المذكوره وشرعـوا مع الألمان بتشيـيد مشروع ســدة سامراء وناظم الثرثار سنة 1951، وأستهدف المشروع أولا التخلص من خطر تـكرار الفيضانات على مدى التاريخ المعروف على العاصمة بغـداد. والمشروع سبق إقــراره وزاريا من قبل مجلس الأعمار في عــهد الممـلكة العراقية سنة 1950 ضمن العشرات من المشاريع الكبرى في عموم العــراق والتي قـام الملك فيصل الثاني ذاته بـإفتتاحها عـبر السنوت 1955- 1958، ومنها تلك التي نسبها لنفسه البعض فيما بعد تخطيطا وتنفيذا .
يـتكون المشروع من منظومة متكاملة لمنشأت السيطرة على المياه وخزنها ونواظم توليد الكهرباء وبوابات مشاريع الري، وبالاستعانة بالعمالة العراقية وأغلبها من أبناء مدينة سامراء, نفــذ المشروع من قبل عــدة شركات عالمية حيث نفذت (شركة بلفوربـيتي البريطانية) سنة 1951 الاعـمال الترابية لقناة مدخل الثرثار ونفذت (شركة زبـلن الالمانية) سنة 1953 الاعمال المدنية الكونكريتية لجسم السد وناظم الثرثار أما (شركتي ترانسون ورايت البريطانية) فقد نفذت صنع البوابات ومحركات الرفــــع.
أنـجـز المشروع مع ملحقاته سنة 1956 وتم افتـتاح المشروع بـإحتفال مهيب رسمياً وشعبياً من قبل (ملك العــراق فيصل الثاني) الذي وصل بالقطار الى محطة قـطار سامراء/القلعة (الجديدة انــذاك) في الساعة العاشره من صباح يوم الاثنين 2 نيسان 1956، يـصحبه وفــدا ملكـيا وحكومـيا ضم؛ الوصي على العرش الأمير عبد الأله بن علي ورئيس الوزراء الباشا نوري السعيد وأعضاء مجلس الوزراء يتقدمهم السيد ضياء جعفر وزير الاعـمار وهو والد الدكتور جعفر مدير البرنامج النووي العراقي لاحقا.
أقــيم احتفال مركــزي وسط المشروع ( في الساحة/الدوره- الفاصله بين جسم السد الكونكريتي وبـين ناظم الثرثار، حيث أزيل الستار عن لوحه برونزية تؤرخ للمناسبة (ومن المؤسف القيام بــإزالتها في السنوات الاحقة) وقـــــد القى في الاحتفال الســــيد فاضل/الريــــس رئيس البلدية كلمة أهالي سامراء ترحيبا بالملك كما تم توزيع الأصدار الملكي لمدالية/ وسام إنجاز المشروع. وقد أفـتــتح الملك فيصل الثاني بهذه المناسبه في سامراء العديد من دوائر الدولة وزار الحضرة العسكرية بموكب ملكي عـبر شارع (الإمام/البــنك) وسط ترحيب شعبي شارك فيه طلبة الكشافة ثم حـل والوفــد الملكـي والحكومـي المرافق بضيافة عضو المجلس النيابي الشيخ غـازي علي الكريـــم بقصره المطل على أيسر نهر دجلة مقابل السد تماما [2].
هـــكـذا يعــد المشروع بكافة ملحقاته من أهـم المشاريع الاقتصادية الكبرى في العراق, ولم تشهد مدينة سامراء وإقليمها مثل هــــذا المشروع على مدى ستون سنة لاحقة وحتى الأن.
[1] مجيد ملوك السامرائي، سرمن راى/ العاصمة العربية الاسلامية ، دار اليازوري العلمية،عمان/الأردن، 2014. صص 101- 109.( yazori.com ( www.
[2] مجيد ملوك السامرائي، سامراء وتطورها الحضاري، المطبعة المركزية/ جامعة ديالى، 2013. صص 252- 256. ( www.merefa2000.com )
[*] جـغـرافـي/ كاتب ومؤلف وأستاذ جامعي .