من ادب المهجر - ستحمل عطر والدتك في المنافي
بدل رفو
غراتس \ النمسا
من ادب المهجر
ستحمل عطر والدتك في المنافي
هنا وهناك..
حضارات من وهج الحرية..
دمرها سم ناطحة سحاب
تجتاز دماء الناس وتتعثر بخجل..
عند حافات جراحات الفقراء،
ممتلئة بأصفاد تتعارك في المجهول
واصابع خوف تخبئ وقع الريح!!
قصائد تتناثر..
تحتضن شاخصات قبور الشعراء..
شاخصات يداهمها ازمنة السقوط
تحت ظلال رفات امل.
يلقي وشاحه فوق جسد مرهق..
يرافق ضباب هزائم الشوارع ،
في حومة الاشواق
وانشودة الحرية على مذبح وطن
وخيبة عمر كسيح!!
*** ***
يسائل الأطيار عن اسرار الحياة..
يامتاهات الدروب لصور وكأس مترنم
بأوتار الخوف القادم من الشرق.
تتشابك في الشطآن..
وعلى سرج الموج نافذة تطل ،
على معاجم الهزائم الكبرى!
رصاص الأقاصي النائية..
ملامح تضج بحكايات الهاربين
!! والحزن والبوح والكتمان
*** ***
يا ليتك ..اطفأت نجمة الله..
محتفلاً امام عقارب الزمن..
من ان تسرد للشواطئ ولظلك المرهق ،
حكايات الحزن والهروب والبحث عن الذات
العقت الوطن جراحاً..
وايقاعات الحياة وضوئها حزنا وانكساراً!!
*** ***
ستحمل عطر والدتك في المنافي..
ستصارع هجمات العواصف ومطاردات الاشواك..
ستغوص في غابات العمر ،
وبقايا خبايا الحضارات والانسان
ستحلق مهاجراً وتندب حظك..
ونجوم السماء تراقبك رغم خيالاتك
اوجاعك كالجمرات!!
*** ***
في مرافئ الغربة..
في قعر قدح الحياة شجن وشهيق
وهزائم عظمى،
ستلاحقك في دمك وتلهج اسمك بختم الحب
وتراتيل الطفولة،
ستتدفق نهاراتك حكايات مدن ،
وخبز يابس يداعب حلم طفل فقير،
لن تحلم باساور النساء ثانية
ولا قبلات انثى بلون السنابل!!
*** ***
شفق معتم غامض للعابرين عبر الدموع..
امض ايها العابر..
عبر غابات الدنيا..
لا تعاتب الثعابين ولا قردة الغابات..
وربما ستحتسي الحياة شاياً منعنعاً ،
وربما ستغدوا هزائمك وهروبك ،
انتصارا للروح وحرية لايقاعات الحياة
امض برفقة عطر النعناع!!