من ادب المهجر - الطريق..معطف احلام الفقراء
بدل رفو
غراتس\ النمسا
من ادب المهجر
الطريق..معطف احلام الفقراء
( قد تضيع في كل الطرق . . لكنك في الاخير ستجد نفسك في الطريق الذي اخترته انت لنفسك)
(إلزى باننيك)*
تمطرني بركات الرحمة من سيدة التراب..
اصرخ بعيوني وبضميري في كل الطرق..
فرغم الكلاب السائبة..
سأداوي الطيور المجروحة في طريقي ..!
ورغم فصول الكآبة ..
سأغني مع اطفال الهند اغنية الحياة ..!
ورغم انوف الانتهازيين..
ستستنشق الارض ملاحم اطفال الفقراء
في كل العصور ..!
*** ***
الطرقات شرفات يتفجر من اثداءها
كبرياء الروح ،
وتلعق بحجارتها لصوص القناديل ..
لتضئ الدروب وتسطع برحمة الله ..
وينفجر من وجنات الاطلال نهار مخملي ..!
*** ***
سأمضي في طريقي ..
باحثاً عن فجر حائر عبر السحاب..
كي يرتديني وارقص معه ،
وقتما تتوق روحي المهاجرة
الى رقصة زوربا والغجر في محطات الحياة ..!
يهدهد الطريق اعصابي المرهقة ،
وقصص حبي المتكسرة مابين خرافات الأزمنة .
يروضني الطريق كي لا تضيع اقدامي ،
كي لا تتكسر كأغضان قصائد
شعراء المديح والديوان ،
بعدها ..ستدعوني حجارة الطريق لصلاة
تشرق في رأسي ..!
*** ***
حدثتُ الطريق عن قصائدي ووحشتي
من فوضى العقارب السود ..
حدثته عن خريف العمر وموسيقى
الشانسون..
عن خجلي ووحدتي صوب المجهول ،
والخوف من عاصفة الجنون
في زوايا اشتهاءات الشيطان ..!
*** ***
امشي وامضي في طريقي المثقل بأوجاعي
فربما تهتدي حكاياتي ..
وترسو في موانئ معتمة من دون خوف ،
وقتها .. لاخوف من فيضانات
ولا من خفافيش سود
ولا من كآبة العصر ..
سأكتسي في طريقي احلام الفقراء معطفاً..
واحتضن عطر السماء حين تختفي ملامح الأرض
بين احضان البنادق واغتيالات العدالة،
فقط في طريقي..
ياصديقي ..!!
الزى باننيك (شاعرة المانية راحلة 1932 _ 2010) بالاضافة الى الشعر فقد كتبت الاقوال والحكم .