25/11 من كل سنه يصادف اليوم العالمي ضد العنف الممارس على المرأة والذي تزداد حدته يوماً بعد يوم وقد كتبت الكثير الكثير عن هذه الظاهرة المأساوية إن كان في الصحف والمجلات أو على وسائل التواصل
اليوم كتبت عن هذا الموضوع الهام الذي يؤلم كل أنسان يملك الضمير الحي ويملك الفهم والعقل والرحمة ويؤمن بالمساواة والحلول العقلانية العادلة فكتبت وتأملت وتألمت لكن يبقى الأمل بأن الغد أحسنَ وأفضل...
في أمل يا فيروزتي:
حينما أستيقظ وأرى الوجوه بشوشة تتغنى بالحياة
حينما أرى البشر قلوبهم تحتوي الآخر
حينما أرى مستنقعات الظنون والشكوك قد جفت !!
حينما أنظر للعيون فأرى نظرتها كالسماء صافية صافية
حينما أرى السحنات مشرقةً
حين أرى الرحمة تنمو وتورق من جديد
في أمل:
حينما أرى الحضارة تخرج من الداخل
من الألسنة من الأصغاء من الأستماع من حلو الأحاديث من ضمائر مشبّعة بالصدق والحق
في أمل:
حينما أرى الأنسان لا يجرح بكلمة تؤذي مشاعر الأخر ولا صواريخ كلامية
ولا مدافع ولا أر بي جي
تصوّب عل البسطاء والفقراء والمساكين
ولا هجوماً شرساً على أمرأة تهز السرير بيمينها وتهز العالم بيسارها كما وصفها نابليون بونابارت
ولا صبية في مقتبل عمرها تُقتل بدمٍ باردٍ ولا أمرأة حديدية سهرت وبنت وعمّرت الكون وحاربت لأجل وجودها وفجأة تستل سيوف قبيلتها عليها لأنها تحدت العالم الذكوري وأثبتت للجميع جدارتها في كل الميادين
في أمل..
حين يحلّون مشاكل المخمور والمدمن والعنيف والحسود الذي يحمل تلك الكراهية المرضية فيدمر أجيالاً
في تفكيره السلبي عن نظرته للنساء وهذا يزيد معدل الجريمة والقتل والأعتداء على المرأة فيصير جلاداً من كل النواحي ولا يردعه شئ والروح التي نهانا الله عن قتلها صارت مباحة فقد أخترقوا القوانين السماوية ومخافة الله
حتى القانون الذي يحاكمهم غير عادل ولا يقاضي كما يجب
ولو حوكم فأن الحكم يكون مخففاً فهناك محامي
يدافع ويرافع عنه مقابل المال يبيع ضميرة وهنا تثبت مقولة وشعار الجاهلية(أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)
ونعود لعصور الظلمة وأكثرها عتمة
في أمل:
حينما أرى الناس سواسية على الحلوة والمرة يشعرون ببعضهم ويستشعرون بوجع الآخر وألآمه فيتقربون منه ويخففون عنه
في آمل:
حينما أرى الزعماء والساسة قد التفتوا لشعوبهم وقد عمّروا أوطانهم وقد نظروا للأطفال نظرة مستقبلية وأهتموا بهم وبأحتياجاتهم وحصلوا على كل ما يستحقون وأنعموهم بتربيةٍ على أسسٍ سليمةٍ وزودوهم بحماية ورعاية
ومأكلٍ ومشرب ولعِب ونوم وحياة سعيدة تحت سقف دافئ
وكم يؤسفني حينما سمعت أمس من تقرير اليونيسكو أن هناك 25 ألف طفل مشرد في العالم جرّاء لعنة الحروب التي هم ضحاياها وكانت هناك مقابلات مع البعض عبّروا عن حاجاتهم الكثيرة وتمنوا أن يدخلوا المدارس ليتعلموا الكتابة وأن يكون لهم وطن آمن
فأين أنتم يا عرب !؟
أين أنتم وكل انظار العالم تتوجه اليكم وتطمع وتطمح أن تستولي على أراضيكم التي وهبها الله النفط أو الذهب الأسود لتعيشوا وتعيش شعوبكم بنعمة يحسدكم العالم عليها لكنكم رفضتم العيش الرغيد لشعوبكم
(فالتلم الأعوج من الثور الكبير)
هذا مثال يُضرب عنا مثال بالعامية لمن يقود وفي يده دفة المركب ولا يحترف فنَ التوجيه فيجنح القارب !! أو القائد الذي لا يعرف تدريب جنوده أو الملك الذي لا يملك الحكمة أو يسوس فيها بعدلٍ وأنصاف
في أمل:
حينما أرى السلام يُخيم على العالم وفي البيوت والمنازل وفي كل مكان فلا أستعمار ولا أحتلال ولا قهر ولا فقر ولا يكون هناك طبقات وفوارق أقتصادية
وأن لا ننظر إلا لبناء الأنسان بالعلم والمعرفة والبحوث والرفاهية ورفع مستوى اليقظة والوعي بالتربية السليمة الجندرية والمساواة بين الذكر والأنثى والأبتعاد عن السوء والتصرف العقلاني بكل شئ
في أمل:
أن نخلق عالماً راقياً جميلاً يعيش الطفل والشاب والعجوز بكرامة وتصبح الأرض جنة لمن يدوسها ونبتعد عن كل ما يضر بالأنسان...
آمال قزل...
الجليل..فلسطين