تصنع من الزبيب الخالص مع الجوز.. حلوى السَّجَق أفضل الهدايا لزوار كردستان العراق وهذا سر شهرتها
محل لبيع السجق في أربيل (الجزيرة)
تنتظم في أربيل محالّ كبيرة لبيع السجق، ولا بد لمن يزور المدينة أن يمر على قلعتها التاريخية ويلفت انتباهه السجق المعلق على شكل قلائد بتلك المحلات.
سارة القاهر/أربيل- يحزم سيف الدين علي السراي حقيبته استعدادا للعودة إلى أهله في العاصمة بغداد من أربيل، هذه المدينة التي مكث فيها أسبوعا مستمتعا بأجوائها الخريفية بعيدا عن صخب العاصمة واختناقاتها المرورية، وبينما هو يستعد لرحلة الإياب، تذكر أمرا مهما، إذا لا بد من جلب شيء مميز من المدينة، وحلوى السَّجَق واحدة من بصمات مدينة أربيل بكردستان العراق، وإحدى علاماتها الفارقة.
يقول السراي إن "الأهل والأقارب والأصدقاء شددوا بوصيتهم له على جلب السجق من مدينة أربيل، فهي حلوى متميزة في هذه المدينة بمذاقها الطيب والمختلف عن بقية أنواع السجق في أماكن أخرى، وتعد من أفضل الهدايا التي يمكن جلبها من المدينة".
ويضيف أن السجق متوفر في العاصمة بغداد لكنه مختلف من ناحية الطعم والمذاق، فضلا عن ارتفاع سعره في بغداد بالقياس إلى سعره بمدينة أربيل، فسعر الكيلو الواحد من هذه الحلوى في بغداد يبلغ 14 ألف دينار عراقي (ما يعادل 10 دولارات)، في حين لا يتجاوز سعر الكيلو في أربيل 5 آلاف دينار فقط (ما يعادل نحو 4 دولارات)، و"كما هو واضح فالفارق كبير في السعر بين المدينتين"، حسب السراي.
حلوى قديمة
يعدّ السجق من الحلويات القديمة الذائعة الصيت في مدينة أربيل، إذ يقبل الناس، بخاصة السياح، على شراء النوع المحلي الصنع الذي يتميز بنكهة خاصة، ويحتوي على المكسرات والجوز وسواها من المطيبات.
ويوجد في مدينة أربيل مكان أثري يعرف "بقلعة أربيل"، وهي حصن أثري يقع فوق تل ومركز مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي. وتنتظم في هذه القلعة محالّ كبيرة لبيع السجق، ولا بد لمن يزور مدينة أربيل أن يمر على قلعتها التاريخية ويلفت انتباهه السجق المعلق على شكل قلائد بتلك المحال.
ويؤكد آزاد برهوم، أحد أصحاب المحلات في منطقة القلعة، أن "السجق يباع في هذه السوق منذ أكثر من 70 عاما"، مشيرا إلى أنه "يصنع من الزبيب الخالص، ويخلط مع الجوز".
ويضيف برهوم "كانت حلوى السجق تصنع في القرى، وتنقل منها إلى منطقة القلعة"، لافتا إلى أن هناك إقبالا كبيرا على هذه الحلوى من القادمين إلى مدينة أربيل من محافظات العراق المختلفة، أو السياح الأجانب" ، فمع هذه الحلوى تحلو ليالي السمر في الشتاء باجتماع العائلات والأقارب، فضلا عن كونه غذاء صحيا وآمنا حتى للمرضى، كما يشير برهوم.
طريقة تحضيره
يعدّ سجق أربيل من أشهر وأفخر أنواع الحلويات، ويصفه كثيرون بأنه سيد الحلويات، ويتكون من الطحين والنشاء والسكر ودبس العنب والمستكة والجلاتين والجوز.
ويلفت علي مردان ،أحد أصحاب معامل السجق وصاحب محال لبيع المكسرات والحلوى، النظر إلى أن "السجق المشهور هو السجق الموصلي الذي يتكون من مواد طبيعية تضمّ الجوز والدارسين والنشاء والحليب والعنب الأسود، واشتهر بعده سجق أربيل الذي يتميز بطعمه ومذاقه، يليه السجق التركي الذي تكون حلاوته أقل من حلاوة السجق الموصلي والأربيلي"، منوّها إلى "إقبال الناس على سجق أربيل بسبب نكهته المتميزة، وغالبا ما تكون حلوى السجق طازجة لأنها تجلب من المعامل إلى محلات البيع مباشرة".
ويشير مردان إلى أن صناعة السجق في مدينة أربيل تكون بنقع الجوز، ثم تقوم النساء بنظم ثمار الجوز في خيط على شكل مسباح، يغمس بعدها في النكهة المكونة من الطحين والسكر، ثم يجفف وتضاف إليه نكهات أخرى تجعل مذاقه طيبا ومختلفا عن بقية أنواع السجق.
منظر قلائد حلوى السجق المعلق في المحلات تثير الشهية، وغالبا ما يقبل القادمين إلى مدينة أربيل على اقتنائها ليعلق عندهم طعم مذاقها، وكثيرا ما يجلبونها هدايا لذويهم فتوثق زيارتهم إلى المدينة وقلعتها التاريخية الشهيرة.
المصدر : الجزيرة