للقضاء نهائيًا على "داعش".. هذا ما يحتاج إليه العراق
إيلاف من واشنطن: تمر اليوم الذكرى الرابعة لإعلان الحكومة العراقية "النصر" على التنظيم المتطرف في التاسع من ديسمبر عام 2017، بينما تتصاعد حدة الهجمات التي ينفذها التنظيم في وسط البلاد وشمالها، وأحيانا في قلب العاصمة بغداد.
بحسب تقرير نشره موقع "الحرة"، أعنف هذه الهجمات وقع فجر الجمعة الماضي في قضاء مخمور، جنوبي أربيل، وأسفر عن مقتل 13 شخصا على الأقل، هم ثلاثة قرويين وعشرة جنود من قوات البيشمركة. وفي يناير الماضي، أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم فجر فيه انتحاريان نفسيهما، ما أسفر عن مقتل 32 على الأقل في سوق مكتظة بساحة الطيران وسط بغداد. وبين هذين التاريخين، شهدت صلاح الدين وكركوك وديالى والموصل وأطراف العاصمة بغداد هجمات متكررة استهدفت مدنيين وقوات أمن عراقية راح ضحيتها عشرات الضحايا، ونسبت للتنظيم المتطرف.
تعافى سريعاً
ينسب مقع "الحرة" إلى الخبير الأردني في التنظيمات الإرهابية حسن أبو هنية قوله إن داعش، وعلى الرغم من دحره وقتل قادته في عام 2017، "سرعان ما تعافى وتحول إلى حالة منظمة وبدأ يشن حرب عصابات لا مركزية. فالقوات العراقية نفذت عشرات الحملات الأمنية والعسكرية ضد بقايا التنظيم خلال السنوات الماضية، مع ذلك ما زال عناصر التنظيم يشنون هجمات في مناطق مختلفة وحتى في بغداد، وهذا يؤشر إلى أن العراقيين لا يزالون بحاجة لعمل كبير لاجتثاث التنظيم".
ويرى أبو هنية أن التحدي الأبرز يتمثل في حرب العصابات التي تتطلب نمطًا ومقاربة مختلفتين عن حرب المدن، فيجب الاعتماد على القوة الاستخبارية واستخدام وسائل خاصة مثل قوات محاربة الإرهاب بدلا من القوات العسكرية التقليدية".
إلى ذلك، تحتاج السلطات العراقية لوضع استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، مع عدم الاعتماد فقط على القوة العسكرية، وفقا للخبير الأمني اللواء السابق في الجيش العراقي ماجد القيسي، الذي قال: "يجب أن تشمل هذه الاستراتيجية مقاربات ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية حتى نقضي على الفكر المتطرف. والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تسببت ببروز التنظيم في 2014، لا تزال موجودة في العراق، ومنها البطالة والفساد وانعدام الخدمات والفقر وغيرها".
بحسب "الحرة"، يستغل تنظيم داعش التضاريس الوعرة لسلسلة تلال حمرين التي تمتد من شمال ديالى وحتى جنوبي الموصل، فضلا عن مناطق في قضاء قولهجو وناحية جلولاء في ديالى التي تمتاز بكثافة بساتينها وانتشار المسطحات المائية التي يستغلها عناصر التنظيم في التخفي. ويشن داعش هجمات منتظمة على قوات الأمن والمدنيين في المنطقة بين الحين والآخر.
وجود سري كبير
في وقت سابق أكد الأمين العام لقوات البيشمركة الكردية جبار ياور لموقع "الحرة" أن داعش استغل هذه المناطق كملاذات آمنة للتدريب وتخزين السلاح والعتاد والانطلاق منها لشن هجمات ضد البيشمركة والقوات العراقية على حد سواء.
أشار تقرير للأمم المتحدة نشر في فبراير الماضي إلى أن داعش يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسوريا، ويشن تمردا مستمرا على جانبي الحدود بين البلدين مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا. وقدّر التقرير بأن داعش يحتفظ حتى الساعة بنحو 10 آلاف مقاتل ناشط في العراق وسوريا.
يقول أبو هنية إن تقديرات التقارير الدولية تتحدث عن وجود أكثر من خمسة آلاف عنصر نشط في العراق، مضيفا: "بعض التقارير تفرق بين العناصر الفاعلة والنشطة، هناك أبحاث وتقارير تقدر عدد عناصر الخلايا النائمة بأكثر من 15 ألف عنصر، فضلا عن امتلاك التنظيم لأموال تقدر بنحو 300 مليون دولار".
وبحسب القيسي، يعتمد التنظيم على أسلوب المفارز الخفيفة واستراتيجية حرب العصابات، مؤكداً أن هذا التكتيك "يحتاج إلى فترة طويلة من القوات العراقية من أجل القضاء عليه بشكل نهائي أو على الأقل إضعافه بشكل كبير، ولدى القوات العراقية قدرة على ذلك، لأنها فهمت طبيعة التنظيم وتكتيكاته، إلا أنها بحاجة إلى دعم التحالف الدولي واستخدام أساليب متطورة، مثل الكاميرات الحرارية ومناطيد المراقبة والطائرات المسيرة لرصد تحركاتهم واستهدافهم".