تأثير البطالة على شريحة الشباب كقوة فاعلة في المجتمع، وموقف القانون منها.
دعامر الدليمي
قانون دولي عام
[size=32]تأثير البطالة على شريحة الشباب كقوة فاعلة في المجتمع، وموقف القانون منها.[/size]
لشريحة الشباب دوراً مهماً في المجتمع، كقوة قادرة على العمل والإنتاج في مجالات متعددة لما تتميز به من حيوية و طاقات في تشغيل مرافق الحياة العامة والخاصة، و تأثيرها في حركة المجتمع، وتنشيط عمل المؤسسات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية. وتعد البطالة من أهم الازمات التي تهدد المجتمع في نموه وإستقراره إضافة إلى عوامل أخرى، وتختلف من مجتمع لآخر، إذ أن عدم حصول الشباب على فرص عمل تجعلهم. يشعرون باليأس والاحباط النفسي أو تحقيق مستوى معاشي ومردود مالي لهم ولعوائلهم... وإلى قتل الإبداع فيهم مع مقدرتهم على البناء والعمل والإنتاج.
و البطالة مسمى يطلق على الأفراد العاطلين عن العمل بسبب عدم توافر الفرص المتاحة لهم في القطاعات المدنية أو الحكومية لإستثمار طاقاتهم مع أنهم قادرين على العمل، وعدم الإهتمام بهم..... وللبطالة أنواع متعددة هي :___
1_ وجود شباب لهم طاقات ومهارات إبداعية لكنهم لا يستخدمونها مع توافر فرص عمل لهم شخصياً وهذا مايسمىٰ، (العاطل العاجز بإرادته) .
2__ وجود شباب لهم طاقات ومهارات يستغلونها بصورة متقطعة في الأعمال التي تناسبهم... وهؤلاء يسمون بالعمالة( البَطالة غير الدائمة او العمالةالمتقطعة) .
3__ وجود شباب قادرين على العمل ويمتلكون مهارات ولكن لا تتوفر لديهم فرص عمل، ويسمون( البَطالة العامة) ، وهي من أخطر أنواعها.
و تهدد شباب الوطن عند إستبدالهم بعمال أجانب من الوافدين تحت ذرائع الكفاءة، أو عدم وضع خطط أستراتيجية تنموية تعالج إستيعاب القادرين منهم على العمل، كما أن عدم فتح مشاريع اومصانع تقلل من البطالة تؤدي إلى خلخلة النظام العام والاستقرار فيه، ولربما إلى سلوكيات مدانة يرفضها المجتمع، إذ قد يلجأ الشاب العاطل إلى فعل( السرقة) وهي من الأفعال السلوكية السيئة المنحرفة تترك آثاراً إجتماعية على كافة المستويات، ونشر أجواء من عدم الثقة بين الجميع تعمق المشاكل و تحدث أضراراً ونتائج سلبية مع انها إعتداء على حقوق الآخرين، والأخطر من ذلك (سرقة) أموال الشعب لأنها أموال عامة وتعتبر من حقه قانونياً وحياتياً، ومن مساوئ البَطالة تأثيرها على( معيشة العائلة) واحتياجاتها لعدم توفير الضرورية منها تؤدي لمشاكل عائلية ، فتكون من العوامل الأساسية للتفكك الأسري بسبب عدم الانسجام والتفاهم المؤدي إلى وقوع الأبناء في محضور تربوي وإنحراف أخلاقي. ومن أخطر الحالات التي قد يلجأ إليها الشاب العاطل تعاطي (المخدرات) التي لها تأثير على من يتعاطيها تسبب له فقدان الذاكرة وإضعاف القدرة العقلية و التركيز، وتغيير سلوكه الخارجي وإضطراب في المزاج الشخصي، مع هلوسة سمعية وبصرية وإختلال التوازن، وإحتمال إرتكابه أعمال مخالفة للقانون أو أعمال اجرامية، ولذالك من واجب أي دولة الاهتمام بالشباب وبقدراتهم ومهاراتهم وعدم تركهم بدون عمل عاطلين، مع الإهتمام بهم وكما جاء في القرآن الكريم، إذ قال الله تعالى في محكم كتابه الشريف سورة النساء الآية( 95) ( وفضلنا العاملين على القاعدين درجة) . أما المادة( 23) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948م جاء فيها لكل شخص حق( العمل) وله حرية إختياره بشروط عادلة مرضية، كما له حق الحماية من (البطالة) دون تمييز والحق في أجر متساوٍ مرضٍ يكفل له ولاُسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان.
وأكد الميثاق العربي لحقوق الإنسان في المادة (24)وفقراتها، حق( العمل) لكل مواطن وتعمل الدولة على توفير فرص العمل قدر الإمكان لأكبر عدد ممكن مع ضمان الإنتاج وحرية العمل وتكافئ الفرص.... كما أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في بريطانيا والمجموعة الأوربية جاء في المادة( 23) منه لكل شخص الحق في( العمل) والاختيار الحر للعمل ولظروف عادلة ومواتية والحماية ضد (البطالة)، بدون تمييز و الحق في راتب يضمن له ولعائلته الكرامة الإنسانية...... ، أما قانون العمل العراقي جاء في الباب الاول المادة الثانية، ( العمل) حق لكل مواطن عراقي قادر عليه، وأن تعمل الدولة على توفيره على أساس تكافؤ الفرص دونما أي نوع من أنواع التمييز، ويضمن القانون العراقي حق العامل...... إلا من المؤسف له أن برنامج الأغذية العالمي وفقاً لآخر تقرير له جاء فيه أن نسبة البطالة في العراق قد تجاوزت 40٪
أربعين بالمئة. وهذه دلالة على عدم الاهتمام بشريحة الشباب التي هي المعول عليها في حركة المجتمع وزيادة الإنتاج، والتنمية والتقدم والاستقرار، و لذلك لجأ شباب تشرين والعاطلين عن العمل و غيرهم إلى المطالبة بحقوقهم في الحياة من أجل مستقبل افضل يضمن لهم ولعوائلهم حياة حرة كريمة.