جولي مراد وتاريخ الادب الأرمني باللغة العربية
المهندس هامبرسوم أغباشيان
جولي مراد وتاريخ الادب الأرمني باللغة العربية
ان الترجمة جسر ثقافي بين الشعوب وهي وسيلة للاتصال الفكري والتواصل الثقافي بينها ويجب ان تكون دقيقة وامينة وخصوصا إذا كانت الترجمة لنتاجات شعرية، فكل شعب له خصوصيته في التعبير عن خلجات نفسه وله موروثه الثقافي الذي يختلف عن الشعوب الأخرى.
هناك فريق، يميل أصحابه إلى رفض ترجمة الشعر ويمثّل هذا الفريقَ النقّادُ وعلماء اللغة وعامّةُ القرّاء وهم الأغلبيّة المطلقة، أمّا الفريق الثاني، وهو قلّة، فيقبل أصحابه بفكرة صعوبة ترجمة الشعر ولكنّهم لا يرون استحالتها، وهناك بالتأكيد الكثير من الاعمال الشعرية المترجمة.
بين يدي كتاب موسوعي بعنوان (هتاف الروح- شعراء أرمينيا)، من منشورات (جامعة القديس يوسف ودار المراد) في بيروت عام 2017، للأديبة جولي مراد وهي أستاذة جامعية وإعلامية نشرت عددا من القصص والترجمات وأصدرت عددا من المعاجم وهي أستاذة في الترجمة الفورية والكتابية. والكتاب عباره عن دراسة حديثة للأدب الأرمني منذ نشؤه ويتعمق في تاريخه ليصل الى جذوره العميقة ويقدمه لنا بأسلوب شيق، وينتقل بعد ذلك ليقدم لنا سير عدد كبير من الادباء الأرمن ومجموعة من نتاجاتهم الشِّعريّة والنّثريّة المُميّزة مترجمة بأسلوب بليغ وزاخر.
أن الأدب ما هو إلا تعبير عن واقع المجتمع بمكوناته الثقافية والاقتصادية والسياسية بأساليب جمالية، يعتمد على اللغة، ويزيدنا فهماً بالمجتمع في المراحل التاريخية المختلفة، وهو الحال هنا بالنسبة للشعب الأرمني والماسي التي مر بها، فترى فيه صمود هذا الشعب ضد المحتلين العثمانيين في أرمينيا الغربية والروس في أرمينيا الشرقية ، وترى ثورته ضد جلاديه لتحرير الأرض ليختفي خاجادور ابوفيان ويغيشه تشارينتس وباروير سيفاك وغيرهم في أرمينيا الشرقية على يد الروس وتانيل فاروجان وسيامانتو وكريكور زوهراب والعشرات غيرهم في أرمينيا الغربية على يد العثمانيين. ومع كل ذلك لم ينسوا عواطفهم الإنسانية وتغنوا أيضا بالحب والرومانسية فترى الحب ، كل الحب يفيض من ضمير هذا الشعب ليتغنى به بيدروس توريان وسيفاك واخرون.
كما جاء في الكتاب (لا يتحمل الشعر الترجمة العادية التي تغتال روحه، اما الترجمة الخلاقة فأنها تجوهره فيتلألأ بها). فالترجمة تحتاج الى الصبر والعقل والحس المرهف، وترجمة الشعر من اللغة الأرمنية الى اللغة العربية بصورة خاصة صعبة جدا بل مغامرة وتحدي لمن يحاول التصدي لها، وواضح ان جولي مراد قد قبلت هذا التحدي ونجحت به نجاحا باهرا.
في البداية تناولت المترجمة اسطورة (فاهاكن) اله الحرب والبطولة الخارقة والانتصار المدوي في الاساطير الارمنية ، وهو بطل المؤرخ موسيس خوريناتسي الناري الشعر ، الملتهب اللحية، مطارد الغزاة المغيرين .وبعدها انتقلت الى القديس (مسروب ماشدوتس) الذي ولد من رحم الشعب الأرمني عام 362 واكتشف حروف الابجدية الأرمنية (بين عامي 405-406) ووضع أسس اوزان الشعر وتمت ترجمة الكتاب المقدس والكتب التاريخية من السريانية واليونانية بصورة خاصة واصبح للأرمن لغتهم الثقافية الخاصة بهم، وتم تأليف الأناشيد والترتيل الدينية ووضع المخطوطات النفيسة وعرفت تلك الحقبة بالعصر الذهبي .
يأتي بعده المؤرخ (موفسيس خوريناتسي) الذي ولد410 وهو هرم المؤرخين الأرمن وكان شاعرا وفيلسوفا ومؤرخا درس في الإسكندرية في عصرها الذهبي وكذلك في أثينا وروما وبيزنطيا ووثق الاحداث التاريخية القديمة للشعب الأرمني والف الملاحم والأساطير وكتب القصائد وهو اعظم من كتب في تاريخ الأرمن القديم. وحسب المؤلفة تعتبر اعمال خوريناتسي (المغترف الأساس لنهل تاريخ الدولة الأرمنية، منذ فجرها الى المرحلة الوثنية وما بعدها)
بعد خوريناتسي بعدة قرون ولد القديس كريكور ناريكاتسي عام 954 وكان لاهوتيا ومعلما له عدة مؤلفات دينية تعبر عن ابداعه الفكري، ولكن قمة اعماله كانت قصائد روحانية باللغة الأرمنية الكلاسيكية ضمها (كتاب المراثي) الذي رفعه الى مرتبة القديسين وتجلت به عبقرية الشاعر والفيلسوف، وفيها يتوجه الى الله بالتوبة، ويعتبر رائعة من روائع الشعر الأرمني في القرون الوسطى. وكان قد ترجم بأكمله من اللغة الأرمنية الى اللغة العربية من قبل الاستاذ نزار خليلي عام 1994. ولقد تم تكريمه من قبل الفاتيكان ونصب له تمثال هناك عام 2018، وأقيم حفل مسكوني بالمناسبة بمشاركة البابا فرنسيس وكاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني، وكاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير آرام الأول وبحضور رئيس أرمينيا آنذاك سيرج سركيسيان .
يأتي بعدهم القديس نرسيس شنورهالي(1098-1173) الذي اكمل درب كريكور ناريكاتسي (المشبع بعمق الثقافة ومتانة الكلمة والحس الوطني المشوب بالعاطفة لأرمينيا بأيمان مستفيض) كما جاء في الكتاب.
بعد القديسين يأتي شعراء الأغاني الذي كانوا شعراء وملحنون وعازفون ومغنون جوال في تلك الأزمنة ومنهم ناهابيت كوتشاك (توفي عام 1592) وكانت اشعاره (رباعياته) تتخللها بعض العبارات التركية والفارسية والعربية وقد تم ترجمتها الى عدة لغات . ويليه في هذا المضمار الشاعر والموسيقي الخلاق والمغني الجوال سايات نوفا رافد العلوم الموسيقية الأرمنية والذي يعتبر من العمالقة، ولقد اتقن (اللغات الفارسية والجورجية والارمنية والروسية والتركية والعربية) كما ذكر ونظم الشعر وغناه باللغات الأرمنية والجورجية والتركية. وله أكثر من مائتي قصيدة مغناة بهذه اللغات.
بعد الجيل الأول من العمالقة يأتي الجيل الثاني وفي مقدمتهم الشاعر والقائد المنور خاجادور ابوفيان المولود عام 1809 في كاناكير في أرمينيا الشرقية وهو (رائد النهضة الأرمنية، مؤسس صروح العلم والمدارس، المفكر، المربي، سيد الادب والكتابة لدنيا الامة الأرمنية) كما تصفه المؤلفة. اتم بنجاح كبير دراسته بفقه اللغات الارمنية والجورجية والفارسية والروسية في عاصمة جورجيا وسافر الى الخارج لإتمام دراسته ودرس في جامعة توربات في استونيا وكان يتقن أيضا اللغات الفرنسية والإنكليزية واللاتينية ، وتعمق في الفلسفة ودرس الموسيقى وبرع فيها. ترك ابوفيان ارثا ثقافيا غنيا وقصائد وطنية زاخرة وتمحور حلمه الكبير حول العودة الى زمن عظمة أرمينيا وازدهارها لذلك تمت تصفيته من قبل رجال القيصر الروسي عام 1848.
مقتطفات من قصيدته (آه... يا وطن)،
آه... يا وطن – روحي لترابك قربان- لمجدك العظيم لعزك الذي كان- وأخرب الان
لنا بلاد جمالها أحلام... سرقت منا – لنا حياة...شوق...هناءة... أمنيات اغتيلت فينا
هل من نفس روح جديد - يبت في اوردة شعبنا - نفس يزيل الكرب- البؤس الكامن فينا-
يوقظ أبنائنا... يستنهض همة شعبنا- نفس ينفخ الروح في الجسد الخالي- يزرع فيه الامل
الى اخر القصيدة.
لا يمكن اختصار ابوفيان بهذه السطور فهو وحده يحتاج الى مجلدات.
الاب غيفونت اليشان ولد في القسطنطينية عام 1820. تلقي علومه في معهد سانت لازار الاكليريكي التابع للاباء المخيتاريين الأرمن في فيينا واكمل دراسته العليا في المعهد وانتسب اليها أبا راعيا ومرشدا وعضوا فعالا. بدأ مشواره الادبي في الشعر والنثر والتأليف عام 1842 بتدوين المراحل الأساسية من تاريخ الامة الأرمنية، بنفس وطني وفكر نير. صنع مكانة مرموقة في دنيا الادب الأرمني من خلال نتاجه الغزير الذي امتد الى ستين سنة. اصدر اكثر من عشرة مجلدات والدواوين اودعها مخزونه العلمي وثقافته العميقة فبث روح المسؤولية والوعي والتمسك بالوطن واللغة في صدور مواطنيه. له مؤلفات فلسفية وترجم الى الأرمنية اعمال كبار الادباء العالميين ن اما مؤلفاته فترجمت الى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإيطالية والروسية. توفي عام 1901 مدير معهد (رافاييليان) ورئيس تحرير مجلة وعضو فخري في جمعية الاثار ببطرسبورغ وجمعية الاثار في موسكو والجمعية الأسيوية في ايطاليا
بيدروس توريان (1852-1872) شاعر رومانسي بالكاد عاش عشرون عاما ولكنه ترك ارثا كبيرا، وهو اشهر الشعراء الرومنطيقيين واعظمهم. ترجمت اشعاره الى لغات مختلفة واهمها (ديكران الثاني)،(انهيار روما)، (تراجيديا ارمنية)، (المنقى الى سيبيريا)، ((حزن الأرمن)،(القدر الأسود) الخ. مات قبل ان يبلغ العشرين من عمره بسبب السل.
مقتطفات من قصيدته (موتي)،
اذا ما هبط ملاك الموت الممتقع- بابتسامة عابثة لا تحد... لا تنتهي...حيالي
وتبخر مني وجعي ومهجتي- فاعلموا أني لا أزال ارزق حيا
وإذا ما ألبست الكفن البارد- واخضلت جبهتي- بدمع حارق-
وإذا ما أودع جسدي في تابوت قاتم- فاعلموا أني لا أزال ارزق حيا
وإذا ما عمت الأجواء- الصلوات... القنوط... البخور- وسكنت الكآبة قسمات لابسي الحداد
فاعلموا أني لا أزال ارزق حيا
وإذا ما وري قبري الثرى- وابتعد أحبتي في نحيب وانسحاق
فاعلموا أنى حي على الدوام
اما إذا اندثر ذكري... توارى مجهولا- انزوى خلف تلال النسيان لحدي
وغابت ذكراي في حفرة الأرض مغمورة-
فالان... الان لم اعد – لم اعد ارزق حيا.
وما عدا هذه القصيدة ورد في الكتاب قصائد مترجمة بأكملها وهي (البحيرة) و(شكوى) و(ندم).
سيبيل،
أديبة وشاعرة وباحثة لغوية، ولدت في القسطنطينية عام 1863تلقت تعليمها الاولي في مسقط رأسها واكملت دراستها في المعهد الفرنسي. ذاع صيتها في عمر مبكر في دنيا الشعر والنثر. كتبت في الصحف وبرعت بكتابة الروايات والقصص القصيرة كانت أولها رواية (قلب صبية) تلتها مجموعة قصصية (اليتيمة) التي تحولت الى مسرحية. شقت عباب الشعر بمهارة عجيبة بديوانها (انعكاسات) واعدت كتبا مدرسية تربوية لتلقين الطلاب مبادئ اللغة الأرمنية في الصرف والنحو بطريقة سليمة واستطاعت انجاز مجلدين مدرسيين في النحو والصرف والاملاء وكان لها الأثر البالغ في تحديث اللغة وتدربسها. وتعد من ابرز النساء المتطوعات لتاسيس جمعية تعني بشؤون النساء. والى جانب نشاطها الفكري كانت تلقي المحاضرات في الميادين الأدبية والتربوية. انتقلت من إسطنبول الى فرنسا حيث استقرت لفترة ثم انتقلت الى أرمينيا الشرقية وبسبب انفتاحها الفكري تم تصفيتها في زمن ستالين عام 1934
كوميداس
ولد في كوتاهيا في أرمينيا الغربية عام 1869 في عائلة معروفة بميلها الى الموسيقى، فقد والداه مبكرا ورعاه جداه. درس في اجميادزين ، اكمل دراسته وحصل على الدكتوراه في اللاهوت. تخصص في علوم الموسيقى الشرقية في المانيا والقى العديد من الحاضرات في باريس، أسس عام 1912 جوقة غنائية في القسطنطينية، دون الالحان والاغنيات الشعبية من افواه الفلاحين وعامة الشعب وسجلها ليستقي منها الحانة المفعمة بنبض شعبة المقهورالذي فقد كنوزه التراثية بفعل المذابح والتهجيرفعمل بجهد وعزم وهيأ الجو الثقافي لمحاربة العدو بسلاح المعرفة.(أن أغنية قومية أصيلة مصدره التراث والشعب ، هي صدى الروح وهي أهم بكثير من الف خطاب). كوميداس الذي أثّر في حياة الشعب الأرمني فأصبح جزءاً لا يتجزأ من تاريخه ومصيره الحزين، كان من ضحايا الإبادة الأرمنية التي قضت على إبداعه الموسيقي والإنساني. تعرض لصدمة عصبية بسبب ما راى من المذابح ضد شعبه عام 1915 ، أمضى على إثرها بقية حياته في المصح، بعدما جمع التراث الغنائي الأرمني الديني والشعبي وحفظه من الضياع، ورسخ أسس الموسيقى الأرمنية وبيّن خصائصها بعيداً عن تأثيرات موسيقى الشعوب الأخرى، وأوجد رموز النوتات الأرمنية وفكّ ألغازها، وتطرق إلى العلاقة بين اللغة الأرمنية والموسيقى. لم يهتم بالموسيقى فقط، بل بالتاريخ ولغات الشعوب والفلسفة، وإضافة إلى الموسيقا درس الأغنية الكردية والجورجية والفارسية والعربية والبيزنطية، وأثناء وجوده في أوروبا تعرف إلى الموسيقى الفرنسية والألمانية والروسية، والأمر الهام الذي قام به كوميداس إضافة إلى جمع أكثر من ثلاثة آلاف أغنية أرمنية وتقديمها بشكلها النهائي من خلال الغناء المنفرد والغناء الجماعي وتعدد الأصوات, توفي عام 1935 في باريس ونقل جثمانه الى أرمينيا ليدفن في وطنه، ولقد تم اصدار العديد من الكتب عن حياته واعماله ونتاجاته الفكرية والموسيقية بعدة لفات ونصبت له التماثيل وهناك عدد كبير من الفرق الموسيقية الأرمنية في أرمينيا والمهجر تحمل اسمه. من قصائدة الشهيرة (قلبك)، (الكركي) و(الشريد).
هوفهانيس تومانيان
هوفانيس تومانيان، هو من أشهر الادباء الارمن، ولد في فبراير 1869 في قرية دسيغ في منطقة لوري، في ارمينا الشرقية وتوفي في مارس 1923. أديب عبقري تربع على كرسي الادب الأرمني بجدارة، شاعر كبير لقب ب«شاعر كل الأرمن». وكاتب له نتاجات عديدة في الملحمة والقصة القصيرة والقصيدة الغنائية والاوبريت، كاتب ساخر وغير متهكم، مترجم وناشط أدبي.
كتب تومانيان العديد من القصائد والروايات والحكايات الخرافية والمقالات النقدية والصحفية، وامتازت كتاباته بالنزعة الواقعية التي تناقش الحياة اليومية لعصره. سرعان ما أصبح معروفًا في المجتمع الأرمني الواسع بقصائده التي تمتاز بالبساطة. غلبت عليه صفة الشاعر مع انه اشتهر بكتابة الاوبرا (اوبرا آنوش) والرواية والقصة الشعبية
تحكي سيرته أنه عمل في دوريات وصحف عديدة بينها: وفي عام 1899 قام بتنظيم اجتماعات للمثقفين الأرمن في ذلك الوقت في منزله في تفليس، وسرعان ما أصبحت مجموعة أدبية مؤثرة، غالبًا ما كانت تتجمع في الطابق العلوي من منزله.
في عام 1912 انتخب تومانيان رئيساً للكتاب الأرمن في القوقاز، تالم كثيرا لمأساة شعبه والمذابح التي تعرضوا لها على يد العثمانيين ، كان دبلوماسيا واسع الأفق فلقد واكب تأسيس أرمينيا الحديثة تم انتقالها انضمامها الى الاتحاد السوفيتي وحاول التوفيق بين الأطراف السياسية المختلفة.
تم اقتباس العديد من الأفلام والرسوم المتحركة والأعمال الأوبرالية من أعمال تومانيان.
ترجم لكل من: بايرون وغوته وبوشكين إلى الأرمينية. له فضل على ازدهار الادب الأرمني وانطلاقه خارج وطنه، فلقد ترجمت اعماله الى الإنكليزية والروسية والفرنسية والجورجية ةالامانية والعربية
هناك عشرات الكتب والدراسات عنه فلقد كان ولا زال مدرسة في كافة فروع الادب فلقد ابتدع مدرسة جديدة في ميدان الادب ولمجرد ذكر عناوين نتاجاته نحتاج الى عدة صفحات.
في مقطع من قصيدته (جبالنا الأرمنية) يقول
كم جحافل جيوش سود داهمتنا؟ - مرت ببطش- انقضت على قوافلنا الاصيلة- في جبالنا الأرمنية ...في جبالنا المضرجة - ويقصد هنا احتلال وطنه، تم يستمر
جبالنا شامخة- قوافلنا شاردة عصماء -منهوبة الارزاق-ممزقة الاشلاء-موزعة كتائب وفرقاء- حاملة الجراح-في جبال الموت-في جبال الحداد- في الجبال الأرمنية - ويصور هنا الحالة في ظل الاحتلال ويقول في النهاية
متى يبزغ الصباح المشرق- في جبالنا الخضر-في الجبال الأرمنية ويعبر هنا عن تحرر وطنه من الغزاة
أرشاك جوبانيان ( 1872-1954)
ولد في القسطنطينية عام 1872 واكمل دراسته فيها. بدأ العمل في الحقل الادبي بكتابة الشعر والقصة القصيرة باكر، وعمل في الصحافة والترجمة واسس صحيفة (الزهرة) عام 1895 وبسبب المجازر الحميدية فر الى اوربا واستقر في فرنسا. انجز مؤلفا ضخما (شعراء) عام 1908 ضم فيه حياة الشعراء الأرمن واعمالهم باللغة الفرنسية. اشتهر بالنقد لتمكنه من اللغتين الأرمنية والفرنسية وتبحره في علومهماوهو اول من ادخل الأسلوب النقدي في اللغة الأرمنية. تالث في الشعروالرواية الطويلة والملحمة والقصة القصيرة.ونقل منها الى الفرنسيةزحقق موضوعات دراسية تحليلية تاثر بالادباء الفرنسيين والروس تميز باناشيدة الدينية التي جمع فيها صناعة فكرية متقدمة وروحانية وترجم الى الفرنسية . ساعد الشعراء والفنانين الناشئين ماديا ومعنويا توفي في حادث سيارة عام 1954 بعد ان عاش 82 عاما
افيديك اساهاكيان
ولد عام 1875 في مدينة كوميري في أرمينيا. درس في اجميادزين في أرمينيا ثم اكمل دراسته العليا في جامعة لايبزغ في المانيا وتابع فقه اللغة في جامعة زوريخ. زار العديد من البلدان لدراسة مجتمعاتهم فكتب عن كل ما راه. كتب الشعر والنثر والقصة والرواية والاساطير والموضوعات الأدبية المختلفة الأنماط
اعتقل اكثر من مرة أيام القيصرية الروسية وهرب الى باريس من ملاحقة السلطات. استفر في أرمينيا عام 1936 . لقب ب(عمر خيام الأرمن وواعتبر شيخ الادباء والمعلم الأكبر لغزارة انتاجه وضخامة اعماله القيمة ولقدراته في النظم وعمقة ودرايته بكتابة الشعر الروائي بأسلوب مباشر ومتقن وبلغة متينة غنية بالمحتوى والصور) كما ذكرت المؤلفة. .ترجمت بعض اعماله الى ما يناهز ثلاثين لغةحاصل على وسام لينين عام 1943 وجائزة ستالين عام 1946 ومياليات كثيرة على الرغم من امتعاض الحكم السوفيتي . يعد شاعرا عالمياكتي فيه كبار النقاد اجمل الكلمات. توفي عام 1957 في ي ريفان وتحتل تماثيله ساحات أرمينيا.
فاهان تيكيان
ولد عام 1877 في القسطنطينيةز من ابرز الوجه الأدبية الارمنيةالكلاسيكية. درس في مسقط راسه ثم سافر الى إنكلترا وفرنسا وألمانيا ومصرزعمل فترة في التدريس واسس وحرر مجلات عديدة زبدا بباكورة قصائده عام 1894 واصدر في باريس مجموعته الشعرية الأولى ومجموعته الثانية كتب الشعر والقصص القصيرة لغته نقبة وموضوعاته عصرية تمتاز بتقنبة عالية. ترجم للشاعرين الفرنسيين فيرلين وبودلير واحبهما لامتلاكهما الاحاسيس الشعرية نفسها مات عام 1954 في القاهرة . من مؤسسي حزب الرامكافار واسس صحيفة الحزب التي لا زالت قائمة.
سيامانتو
ولد عام 1878 في عائلة ميسورة تتعاطى الصيرفة في مدين اكن في تركيا الحاليةزتلقى تعليمه الاولي في القسطنطينية ثم سافر الى باريس والتحق بجامعة سوربون ثم انتمي الى جامعة لوزان في سويسرا قسم الاداب العالمية والفلسفة.نشر قصائده مطالبا بالحرية و كتب في العديد من المجلات.بالاستقلال عن السلطنة العثمانيةز تميزت اشعاره بلغة ثرية المعاني والفكر والوصف وفرادة تجعله بمصاف الشعراء العالميين، سلك فيها نهجا مختلفا كلاما وصياغة. اصدر العديد من دواوين وله عدد كبير من الاشعار. رجع عام 1914 الى مسقط راسه وبعد اشهر قليلة سيق في قافلة الموت ابان الإبادة الجماعية .
مقتطفات من قصيدة (حفنة رماد)
أسفي عليك وحزني- يا بيت اجدادي،،، يا موطني- كنت صرخا متلالا
ومن قمم اسطحك البيض تتوهج انوار ليال تزدان بانجم تبرق
وصفته جولي ب (شاعر الثورة المقدسة) وهو من شهداء الإبادة قصائده وطنية
تانييل فاروجان
يغيشيه تشارينتس
شاعر وناقد ومترجم. من قمم الادب الأرمني المعاصر .ولد عام 1897في مدينة كارص المحتلة حاليا من قبل تركيا. تلقى تعليمه الاولي في مسقط راسه وفي المعهد الروسي واكمل دراسته العليا في معهد برويوسوف العالي للآداب في موسكو . تطوع في حركة التحرير الوطنية ضد العثمانيين وكتب أروع القصائد. ترجم اشعار بوشكين من الروسية وغوته من الألمانية والشيرازي والفردوسي من الفارسية. عالج موضوعات الشعر الملحمي البطولي فبلغ اوج الالق الادب الابدعي في قصيدته(نحو غد). ومن قصائدة (سوما) جسد فيها آلهة النار والحرية المقدسة عند قدماء الهنود، (الجماهير المجنونة) و(نحو المستقبل) و(النيران المنتحرة) ومن بلاد ناييري) الخز، عبر فيها من خلال كلماته النارية عن المطالبة بالاستقلال. له العديد من الدواوين ، وبالإضافة الى كل ذلك كان شاعر الحب والجمال.
وصفه الشاعر الفرنسي لوي اراغون وصفا مشرفا حين ضم اسمه الى عظماء الشعر العالميين أمثال كيبلينك الإنكليزي وايلوار الفرنسي ولوركا الاسباني ومايكوفسكي وبسينين الروسيين وشيراز الأرمني ويقول ما خلفه هؤلاء ليس شعرا بل نارا. وقال فيه الاديب الروسي تيخونوف (ظاهرة أدبية فذة ،نجم ساطع في سماء الشعر العالمي الخ). راح ضحية لديكتاتورية ستالين وتم تصفيته عام 1937 ولم يوارى التراب. عاش ويحيا خالدا خلود جبل اراراد. اسمه وثماثيله موجوده في كل انحاء ارمينيا
هوفهانيس شيراز
يعد هوفانيس شيراز (1914-1984) من أبرز الشعراء الأرمن. ولد في مدينة كوميري في ارمنيا في كنف عائلة ريفية، قتل والده أثناء الاحتلال التركي عام 1920 فقضى طفولته في الميتم. ثم درس في كلية الآداب في جامعة يريفان. لمع اسمه منذ الديوان الأول (أول الربيع)، حيث رسم لشخصيته طابعاً خاصاً واستثار بذلك الأنظار.الحب والأم والوطن، تلك هي المواضيع المحببة لدى شيراز، حيث يغنيها بكل صدق وإحساس. معظم مجموعاته يسودها الحزن، وقد أبدع عدداً من القصائد الشهيرة المنتمية الى هذا النمط خاصة حينما يصف الوطن بأنهاره وجباله، بطبيعته وآثاره، إنه الحلم والتاريخ بأكمله. فقد استخدم رموزاً جغرافية مثل مدينة آني وجبل ماسيس وبطولات تاريخية معروفة مثل معركة أفاراير وسارداراباد. ويغدو موضوع نهضة الشعب الأرمني أكثر وضوحاً في القصائد الغنائية (أنشودة الشعب الأرمني) 1947 و(أيام ربيعية في عيوني)1947 و(أسماء قرانا) 1948. كما يبرز اسم الشاعر شيراز بصفته أهم الشعراء الذين كتبوا عن الأم، فمن أروع مجموعاته (نصب لأمي) 1968،وقد وضع الشاعر الأم ضمن قائمة القيم الخالدة كالوطن والطبيعة، كما في قصيدة (أمي الطيبة) وغيرها. لقد جسد شيراز رؤيته الاستثنائية تجاه موضوع مجازر الأرمن ليعبر عن أحاسيسه في القصيدة الطويلة (دانتيـّة الأرمن)1965. قام شيراز وعلى مدى 60 عاماً بتطوير تقاليد الشعر الأرمني، ولذلك ظهر كشاعر بطابع خاص ومتجدد. ويعتبر هوفانيس شيراز أكثر الشعراء الأرمن الذين ترجمت أعمالهم الى لغات عديدة. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام الشرف وجائزة أرمينيا الحكومية لمجموعته الأخيرة (السلام للجميع) عام 1977.يرقد شيراز في مقبرة العظماء (كوميداس) في يريفان.
الحنين الى جبل أراراد ومدينة آني وهموم الوجود والاستمرارية لدى الأرمن المشتتين في العالم تظهر دائماً في أبيات الشاعر الوطنية.
باروير سيفاك
باروير سيفاك (1924 - 1971) شاعر ومترجم وناقد أدبي. ولد في أرمينيا عام 1924 . درس الأدب الأرمني القديم في جامعة يريفان ثم ذهب إلى موسكو فدرس الأدب في جامعة مكسيم جوركي. حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الأدب عن سايات نوفا في عام 1970. باروير سيفاك واحد من كبار شعراء أرمينيا. تحفر أعماله الشعرية في أعماق التراجيديا الأرمينية منذ بداية التاريخ، حتى ذروة الدم في مذبحة 1915م. تتوزع أشعاره بين ملحمية وتاريخية وحداثية،اشتهر اشتهر في أواخر الخمسينيات لكتابته قصيدة طويلة بعنوان برج أجراس لا يمكن إسكاته وهي عن حياة الموسيقار الأرمني كوميتاس. وهو شاعر الحداثة،
يعد نموذجًا غريبًا لمثقف عاش في حكم شمولي. فقد انتمى الى الحزب الشيوعي ولكنه في شعره كان يثور ضد "الآلهة المزيفة" ووطنيته الشديدة كانت تتعارض مع فكرة الشمولية. لذا
قتل في حادثة سيارة مدبرة من قبل السلطات في يوم 17 يونيو 1971 ودفن في مسقط رأسه. وهو ما أثار شكوكًا لدى أغلبية الشعب الأرمني حول تورط النظام السوفييتي في إخراس صوته إلى الأبد؛ بسبب انتقاده الدائم خلال سنواته الأخيرة للفساد في المؤسسة السوفييتية، رغم أنه لم يكن منشقًّا ولا ثوريًّا راديكاليًّا. لم يكن سوى شاعر يغني لأرمينيا «الشابة بين الجُدد، والعجوز بين الأقدمين». بدأ سيفاك كتابة الشعر في الثالثة عشرة، له عدد من الكتب نذكر منها:
“الخالدون يأمرون”، ديوان شعر، يريفان، 1948.
“قبة الجرس التي لا تسكت”، ملحمة وطنية، يريفان، 1959.
“الإنسان في راحة الكف”، ديوان شعر، يريفان، 1963.
“صيات نوفا”، دراسة، يريفان، 1969.
“ليحلَّ النور”، ديوان شعر، يريفان، 1969.
روبين سيفاك فاهان ديريان (جورجيا)
غوستان زاريان اذربيجان، ميساك ميزارنتس، ماتيوس زاريفيان، شافارش نارتوني العثمانية، كيغام ساريان (ايران)، هاوتيون كوستانيان ايران، موشيغ اشخان هامو ساهيان أرمينيا، كيفورك امين ارمينيازهراد تركيا، زاريه خرا، خوني،هاكوب خاتشيكيان، بيبو سيمونيان الاسكندرون، هنريك اتويان يريفان، رازميك تافويان،ارديم هاروتيونيان،اندرا ، اكنا ساري اصلان،
وفي الهاية شارل ازنافور وقصيدته المغناة الشهيرة
في الكتاب أيضا الادباء والشعراء الشاعر كاريكين بشكوتوريان,الاديب المتجدد والشاعر المبدع والرسام الخلاق اندرا (ديران تشراكيان) مع نماذج من اعمالهم
لقد بذلت جولي جهدا كبيرا وبالاستفادة من مواهبها اللغوية وبذكائها وبعملها الدؤوب ترجمت جولي نتاجات عدد كبير من الشعراء الأرمن مع سيرهم وابدعت واعطت الكثير لنا وليس من الانصاف طلب المزيد منها ، ولكن ان كانت هناك نية في اصدار جزء ثاني او ملحق فقد يكون من المفيد إضافة وهذا تمني وليس طلب ونحتاج الى بطل اخر لاكمال المسيرة
لم تذكر من الأوائل الكاتب رافي وميكائيل نالبانديان ومكرديج بشيكتاشليان وكامار كاتيبا ونار توس ونهابيت روسينيان افيديس اهارونيان بابازيان ومكرديج بورتوكاليان وغازاروس اغايان
كريكور زوهراب
ومن بعدهم اشهر شاعرة سيلفا كابوديكيان اكسيل باكونتس ووليم سارويان وهاماسديغز
هرانت ماتيفوسيان1935 وموشيغ كالشويان(1933-1980) وفاهي هايك(1896-1983) ستيبان الاجاجيان وهاكوب كارابينتس وروبين افيديسيان وفيوليت كريكوريان
ان الموسيقار والرسام اكثر حظا من الاديب للانتشار فلا الموسيقى تحتاج الى ترجمة ولا اللوحة المرسومة
ان هذا الكتاب الذي اخرج بسلوب جيد وبطباعة راقية وتغليف جيد لا يمكن ان يستقر على احدى رفوف المكتبة او في درج خزانة كتب فقراته دفعة واحدة متعة كبيرة اما قراته باجزاء وإعادة القراءة فالمتعة اكبر ، وجيلنا كان قد تعود على مطالعة كتاب (تاريخ الثقافة والأدب الأرمني) باللغة العربية للطبيب الموصلي من اصل ارمني الدكتور كريكور أستارجيان الذي صدر عام 1954في الموصل-العراق، وكان مفخرة ولكن هذا الكتاب عبر العقود ليأتي الينا بعد حوالي سبعة عقود ويغطي نتاجات تلك المساحة التاريخية,
تقول المؤلفة في نهاية الكتاب (الى كل من واكب حلمي وجعله حقيقة ساحرة أعيش جمالها) وهي تشكر مجموعة من اهل العلم والادب والشعراء الكبار منهم سعيد عقل وانسي الحاج , والشاعر د. ربيعة ابي فاضل وجامعة القديس يوسف ورئيسها الاب البرفسور سليم دكاش الخ
الكتاب تم تقيمه من قبل أساتذة وشعراء كبار ومنهم الساسة ايلي الفرزلي وكريم بكرادوني والقاضي د. غالب غانم ود.هنري عويس ود. محمد علي شمس الدين والشعراء د. ربيعة ابي فاضل وشوقي ابي شقرا وعصام العبد الله واخرون.
وكلمة حق وشكر وامتنان للمؤلفة لا بد منه مع توصية لكل قارئ بلغة الضاد والذي يود الاطلاع او دراسة الادب الأرمني ان ينهل من هذا الينبوع العذب
ومن الله التوفيق
والكتاب بالإضافة الى كل هذا يحتوى على عدد كبير من اللوحات
يقول شيراز في قصيدته (لن)
لن تمنحك البلاد النائية كوخا ولو وهبتك تحت هدب الشمس قصرا منيفا
وان لم تبن على ارضك عرزالا
ذكر الأسماء باقرب ما تكون للارمنية