لا تنظر للأعلى!
عائشة سلطان
[size=32]لا تنظر للأعلى![/size]
الفيلم الأمريكي (لا تنظر للأعلى)، أو Don’t look up، أحد أهم وأضخم الأفلام التي اختتمت بها هوليوود نتاجاتها لهذا العام 2021، وإن نظرة سريعة على ملصق الفيلم، تجعلنا نتوقع فيلماً مبهراً وعظيماً، بمجرد قراءة أسماء طاقم العمل (بدءاً بالمخرج آدم مكاي)، وأسماء الممثلين الكبار المشاركين، والذين ترشح عدد كبير منهم للأوسكار، بل وفاز بها عدد منهم لأكثر من مرة، مثل ميريل ستريب، إضافة لجوائز رفيعة أخرى، مثل الجولدن غلوب والبافتا.
يصنف الفيلم ضمن أفلام الكوميديا السوداء، الأفلام التي تتحدث عن خطر داهم، يوشك على إنهاء الحياة على الأرض، لكنه هنا يوثق الصلة بين السياسة والإعلام والعلم، ويجعل الجماهير مجرد جماهير من الغوغاء، تستثيرها الخطابات السياسية، كما تحركها قصص الفنانين التافهة وفضائحهم، أكثر من اهتمامهم بمصيرهم، خاصة حين تتقدم التفاهة والتافهون صدارة الإعلام، ولا يعود أحد يصغي للعلماء!
تدور أحداث الفيلم حول اكتشاف عالِمَيْ فلك (قام بدورهما جينيفر لورنس وليوناردو دي كابريو)، لمذنب يتجه بسرعة هائلة نحو الأرض، وقيامهما بمحاولة تحذير البشر من هذا الخطر الذي يهدد بنهاية الحياة على الكوكب، ولأنهما عالمان مغموران، فإنهما يتعرضان للسخرية من الإعلام والسياسة والناس!
لقد بدؤوا بشرح مستوى الكارثة من مكتب رئيسة الولايات المتحدة (تقوم بدورها الممثلة ميريل ستريب) وهنا، لا يوفر صناع الفيلم أي فرصة للتهكم والسخرية من الرئيسة وطاقمها الرئاسي، وطريقة تعاملهم مع الخطر المحدق!
يسخر الفيلم من آليات تفكير النظام الحاكم، وشبكة المصالح التي تربطه بأفراد وشركات عملاقة، تمول السلطة، وتتداخل معها في شبكة فساد براغماتية مرعبة. في النهاية، يفشل العالمان في حشد آليات الضغط المجتمعية والسياسية لإنقاذ الكوكب، ويسقط المذنب بالفعل، وتُدمر الأرض.
تبدو نهاية الفيلم مخيفة، بقدر سخريتها، كما أن الفيلم بشكل عام، يقدم تحية حقيقية للعلم والعلماء، لدورهم في إنقاذ البشرية من مخاطر لا حصر لها، في الوقت الذي يعزز المخاوف من سيطرة شركات وأدوات التواصل الاجتماعي، وكأن نهاية البشرية، ستكون على أيدي هؤلاء.