صدرور كتاب عن تهويد القدس للكاتب أنور محمود زناتي - كلية التربية - جامعة عين شمس .
30/01/2010
يصدر قريباً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب تهويد القدس( محاولات التهويد والتصدي لها من واقع النصوص والوثائق والإحصائات ) للكاتب والأكاديمي أنور محمود زناتي - جامعة عين شمس .
والكتاب يتناول القدس، تلك العاصمة الدينية والتاريخية والسياسية والاقتصادية العربية ، والتي مرت بمؤامرات عديدة ومحاولات يهودية لتزوير هويتها، بدءا من تهويد المقدسات بعمل "حفريات" تحت المسجد الأقصى ، وبناء الكنس اليهودية ومحاولات عدة لحرق وهدم المسجد واجتياحه، وحتى تهويد السكان عن طريق طرد العرب والمسلمين من المدينة واستقدام يهود آخرين من شتى بقاع الأرض لتغليب تعداد اليهود فيها، ومرورا بتهويد ملامح المدينة عن طريق هدم المنازل وردم الآثار الإسلامية وبناء مستوطنات على أنقاضها .
والكتاب كما يقول مؤلفه يستند إلى أوثق المصادر الوثائقية والاحصائية المتوافرة وأقلها تحيزاً. والموضوع من أخطر القضايا الملحة في عالمنا العربي والإسلامي خاصة وأن هناك عدة جوانب جديدة وجد هامة ظهرت من خلال إحصائات منشورة لها دلالتها الخطيرة ، وهو يستعرضها في متن البحث ، وفيها إضافات جديدة ألقت مزيد من الضوء على الفكر الصهيوني الجبان .
وقد جاء هيكل الكتاب مقسماً إلى فصلين اثنين ، جاء الفصل الأول تحت عنوان " إقرار النصوص وكلمة التاريخ " وفيه تم التأكيد على عروبة القدس من خلال النصوص والمصادر اليهودية والتوراتية قبل العربية والإسلامية وكلها تشهد بعروبة فلسطين، ومدينة القدس . وتعرض الباحث لكلمة التاريخ وكلمة الوثائق وأعمال التنقيب ، وقام بتحليل تلك النصوص وانعكاس ذلك بوضوح كل خطوات الكيان الصهيوني . وقد أكدت الدراسة أن الفلسطينيون المعاصرون هم أصحاب الحق، والكنعانيون هم سكان فلسطين عبر التاريخ، وإسرائيل في الأصل مجرد قبيلة صغيرة، قامت بالغزو طمعاً في أرض كنعان ذات الثقافة العالية، والتي سميت بعد ذلك فلسطين .
ثم جاء الفصل الثاني بعنوان " آليات التهويد "، وهي أساليب شيطانية من أساليب التحريف والتزييف في المدينة حيث تتعرض مدينة القدس بصفة عامة والمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة لاعتداءات يومية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تعمل ليل نهار على إزالة وطمس الهوية العربية لكي ينجحوا في تركيب تاريخ يهودي مزور . وكشفت الدراسة أن من أخطر أهداف إسرائيل ليس فقط تزوير الواقع السياسي والديموغرافي ، وإنما أيضاً محو الهويّة العربية والإسلامية لمدينة القدس وتهويد التعليم ، واستبدالها بهويّة يهوديّة من الناحيتين التاريخيّة والدينيّة .
كما أن الدراسة تحاول توجيه رسالة إلى الغرب فقد تحملهم على إعادة النظر في الآراء التعسفية التي كونوها من خلال الهيمنة الصهيونية على وسائل الإعلام وغيرها ، خاصة وأن إسرائيل حظيت في الغرب بعطف وتأييد لا تحدوهما النزاهة أو يخالجهما الإحراج ، والأمر المؤلم والمؤسف أن العالم تجاهل آلام العرب بقسوة غير مبررة والعجيب أن العالم أعار سمعه وبصره للطرف الظالم وصم أذنيه عن أصوات الضحايا .والكتاب يستعرض الفكر الصهيوني والأيدلوجية الصهيونية منذ تبلورهما باتجاه هدف واحد هو النفي الكامل للشعب الفلسطيني وترحيله واستبداله باليهود من مختلف أنحاء العالم، وكانت الخطة ترتكز على الاستيلاء على أكبر مساحات ممكنة من الأراضي الفلسطينية. وإجبار السكان الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم وبيوتهم بمختلف الطرق والوسائل. ثم دفع الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين .
وهذا النهج الإسرائيلي أدى بدوره إلى برنامج عمل يومي ينحو باتجاه إعادة تكوين المدينة وتشكيلها من جديد وإعادة صياغة التركيبة والخريطة السكانية الديموغرافية لها واستخدمت أساليب مختلفة الكتاب يستعرضها بالتفصيل
ويستعرض أيضا تعرض أسماء المدن والقرى العربية لتزوير وتهويد المسميات بطريقة منظمة ، وتتم عن طريق سلطة " تسمية الأماكن "الإسرائيلية "
ويرصد الكتاب أسماء الأماكن العربية في القدس والاسم العبري بعد التهويد .
والجدير بالذكر أن مركز دراسات الوحدة العربية واحداً من خمس مراكز عالمية يعنى بالدراسات المستقبلية. وهو يغطي الدراسات في المنطقة العربية. وقد تأسس المركز عام 1975 على أيدي نخبة من المفكرين العرب، وفي عام 2000 تمّ تصنيفه على أنه منظمة دولية