مقتل العشرات ببغداد وهيل ينتقد الاجتثاث
التفجير حدث وسط موكب متوجه إلى كربلاء في ذكرى أربعينية الحسين (الفرنسية)
أعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل 41 شخصا على الأقل وإصابة ما يزيد على مائة آخرين في تفجير "انتحاري" نفذته امرأة في هجوم على زوار شيعة بالعاصمة بغداد. وسياسيا وصف السفير الأميركي بالعراق عملية اجتثاث البعث بأنها كانت سياسة "معيبة ومضللة".
وقالت مصادر أمنية عراقية إن مهاجمة انتحارية فجرت نفسها وسط تجمع لزوار شيعة في حي الشعب كانوا في طريقهم سيرا على الأقدام إلى كربلاء جنوب غربي بغداد، مما أدى إلى مقتل 41 منهم وجرح 106 آخرين.
وذكر الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أن الزوار كانوا في طريقهم إلى كربلاء للاحتفال بأربعينية الإمام الحسين.
وكان الصحفي العراقي علي محمود قد رجح -في اتصال هاتفي مع الجزيرة- ارتفاع حصيلة القتلى نظرا لوجود إصابات خطيرة، مشيرا إلى أن الإجراءات الأمنية المشددة فشلت في وقف الهجمات.
من جهة أخرى، ذكرت الشرطة أن مسلحين اغتالوا فجر الاثنين أحد الضباط بهجوم على منزله في ضواحي مدينة الرمادي التي تبعد 118 كلم غربي بغداد.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية قولها إن مسلحين هاجموا فجرا منزل العقيد خلف الدليمي مسؤول جنايات شرطة الرمادي فأردوه قتيلا ولاذوا بالفرار.
الجيش الأميركي قال إنه اعتقل أربعة
مشتبهين (رويترز-أرشيف)
تطورات ميدانية
وفي التطورات الميدانية، قال الجيش الأميركي إن قوات عراقية أميركية مشتركة قتلت مشتبها فيه واعتقلت أربعة من مرافقيه بمدينة الموصل. وأضاف الجيش أن المشتبه فيه توفي بعد إصابته بجروح عندما حاول مهاجمة قوات الأمن التي حاولت اعتقاله.
وفي الموصل أيضاً، قال الجيش العراقي إنه اعتقل قيادياً فيما يعرف بجيش الطريقة النقشبندية وثلاثة مسلحين آخرين. وفي بغداد، أصيب آمر فوج بالشرطة الوطنية وأحد أفراد حمايته بانفجار عبوة ناسفة على سيارتهما في حي زيونة.
الاجتثاث معيب
وعلى الصعيد السياسي، قال ائتلاف الكتلة العراقية إنه لا يستبعد اللجوء لخيارات عدة لمواجهة قرار هيئة المساءلة والعدالة باجتثاث عدد من قيادييه، من بينها الدعوة لمقاطعة الانتخابات.
وقد ورثت هيئة المساءلة والعدالة ما عرف سابقا باسم الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث والتي كانت قد تأسست يوم 16 مايو/ أيار 2003 بعد يوم واحد فقط من تشكيل سلطة التحالف المؤقتة التي حكمت العراق بعد إسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
هيل: لا أحد ينكر أن أخطاء حدثت
في عهد الحاكم بريمر (الفرنسية)
هيل يهاجم
وفي السياق ذاته، وصف السفير الأميركي بالعراق كريستوفر هيل عملية اجتثاث البعث بأنها "معيبة ومضللة" وأنها ألقت بظلالها على الانتخابات العراقية العامة المزمع إجراؤها يوم 7 مارس/ آذار، وذلك في إشارة إلى سياسة بدأت مع سقوط بغداد عام 2003 واستهدفت استبعاد أعضاء البعث من الإدارات الحكومية والحياة السياسية وهو ما شمل عشرات الآلاف من العراقيين.
وقال هيل في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "لا اعتقد أن هناك شخصا على قيد الحياة ينفي أن تكون قد اقترفت أخطاء في وقت مبكر" في إشارة إلى خطوات مثيرة للجدل اتخذها الحاكم الأميركي السابق بول بريمر والذي ترأس سلطة التحالف المؤقتة بعد الإطاحة بنظام صدام.
ووصف سياسة اجتثاث البعث التي وضعها بريمر لحظة توليه الحكم بأنها ما زالت تشكل معضلة في بلد مزقته الحرب، وأضاف أن تلك السياسة أحدثت شرخا عميقا بين العراقيين وهي ما زالت تشكل مصدر قلق مستمر.
وانتقد السفير الأميركي تعيين السياسي العراقي أحمد الجلبي رئيسا لهيئة اجتثاث البعث حين تشكيلها، وقال إن بعضا من قرارات الهيئة في ذلك الوقت صنعها أشخاص ليسوا عراقيين.
يُشار إلى أن هيئة المساءلة والعدالة قد ورثت هيئة اجتثاث البعث منذ العام 2008 عبر تشريع جديد، ويترأسها حاليا علي اللامي الذي اعتقل سابقا من قبل الجيش الأميركي بتهمة ارتباطه مع منظمات متطرفة في إيران.