جريمة حيرت المحققين.. فرنسا تعتقل مشتبها به تورط بقتل عائلة عراقية في جبال الألب
المعتقل دراج فرنسي كانت الشرطة قد استجوبته عام 2015 (أسوشيتد برس)
أوقفت السلطات الفرنسية،الأربعاء، مشتبها به في قضية مقتل عائلة عراقية تحمل الجنسية البريطانية عام 2012، في تطور قد يشكل مؤشرا إلى تحقيق تقدم على خط فك لغز جريمة لم يُعثر بعد على مرتكبها، وتعد من أكبر الألغاز القضائية في فرنسا السنوات الخمسين الماضية.
وقالت النيابة العامة في مدينة آنسي (جنوب شرق) "عمليات استجواب تجري في منزل الشخص الموقوف، دون الكشف عن أي معلومات حول هويته" مشيرة إلى أن عملية التوقيف "ربما لن تفضي إلى أي نتيجة".
ونقلا عن الصحفي الفرنسي جون ليشفيلد في تغريدة على تويتر، فقد حدد محامي المعتقل بأنه سائق دراجة نارية فرنسي كانت الشرطة في آنسي قد استجوبته عام 2015 بعد أن أصدرت الشرطة البريطانية رسما تخطيطيا لراكب دراجة نارية شوهد بالقرب من مسرح الجريمة. وتمت تبرئته من الشبهات ذلك الوقت. والآن يريد المحققون توضيح التناقضات في قصته.
وعثر على جثث سعد الحلي (50 عاما) وزوجته إقبال (47 عاما) ووالدتها سهيلة العلاف (74 عاما) في الخامس من سبتمبر/أيلول 2012، داخل سيارتهم على طريق ريفي جبلي قرب شوفالين، على مقربة من بحيرة آنسي بجبال الألب الفرنسية. وعثر على إحدى ابنتيه مصابة بجروح بالغة في حين نجت الثانية من دون إصابة. وكذلك عثر بالموقع على جثة الدراج الفرنسي سيلفان مولييه (45 عاما) الذي يعتقد أنه صادف وجوده بالموقع.
وبعيد العثور على الجثث، رصد دراج بريطاني يدعى بريت مارتن على مقربة من الموقع دراجة هوائية ملقاة أرضا وسيارة من نوع "بي إم دبليو" (BMW) كان محركها لا يزال في وضعية الدوران، وفتاة مضرجة بالدماء كانت تترنح وما لبثت أن انهارت.
واعتقد مارتن بادئ الأمر أنه حادث سير، لكنه سرعان ما أدرك أنها عملية قتل. فتبين أن سائق السيارة والمرأتين مصابون بأعيرة نارية، كما أن الفتاة مصابة برصاصة في الكتف وتعاني من إصابات خطرة بالرأس. وتبين أن جثة الدراج مصابة بعيارات نارية عدة.
وعثر على الابنة الثانية غير مصابة بأي أذى جاثية تحت قدمي والدتها، علما بأن الجريمة اكتشفت بعد نحو 8 ساعات على وقوعها.
وكان المحققون الفرنسيون قد استجوبوا، من قبل، عدة أشخاص على صلة بالقضية، لكن بعد مرور 9 سنوات على التحقيق لم يتم توجيه أي اتهامات.
وكان طفلا الحلي، البالغان من العمر 4 و7 سنوات ذلك الوقت، الشاهدين الوحيدين على عمليات القتل المروعة التي حيرت المحققين الفرنسيين. وللقضية تداعيات دولية مع ارتباط الأسرة المقتولة ببريطانيا والعراق والسويد وإسبانيا.
وقال المدعي العام بالمدينة إيريك مايلود، عام 2012، إن الفتاة البالغة 4 سنوات والتي نجت من إطلاق النار لم تستطع مساعدتهم في التحقيق لأنها كانت مختبئة تحت تحت قدمي والدتها أثناء عمليات القتل، وتم العثور عليها داخل السيارة بعد حوالي 8 ساعات من إطلاق النار.
وتم العثور على شقيقتها البالغة 7 سنوات، التي أصيبت في كتفها ونجت، ملطخة بالدماء خارج السيارة "بي أم دبليو" حيث تم العثور على 3 جثث.
وقال المدعي العام إن 25 طلقة بندقية تم العثور عليها داخل سيارة العائلة. وعثر على جميع القتلى مصابين بـ 3 رصاصات على الأقل، كل منها برصاصة واحدة في الرأس.
وفي 24 يونيو/حزيران 2013 أوقف السلطات البريطانية الشقيق الأكبر للحلي على خلفية الواقعة، والذي كان على خلاف معه حول الميراث. ووضع قيد المراقبة القضائية حتى يناير/كانون الثاني 2014.
ويعتقد بعض أفراد عائلة الحلي أن ما حدث جريمة قتل على صلة بالتجسس الصناعي، بما أن الحلي كان مهندسا متخصصا بالأقمار الاصطناعية.
ويوجد في فرنسا 173 جريمة لم تُحل ينظر فيها القضاء، و68 قضية جرائم متسلسلة، بحسب وزير العدل أريك دوبون-موريتي.
المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة الفرنسية + الفرنسية