إصطادوا السمکة وترکوا الحوت!
سعاد عزيز
إصطادوا السمکة وترکوا الحوت!
خطوة إيجابية وفي محلها تماما عندما حكم القضاء الألماني، الخميس، بالسجن مدى الحياة على ضابط سابق في المخابرات السورية لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، في ختام أول محاكمة في العالم محورها فظائع منسوبة إلى نظام بشار الأسد. حيث قضت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنتس (غرب ألمانيا) أن السوري أنور رسلان (58 عاما) مسؤول عن مقتل معتقلين وتعذيب آلاف الآخرين في معتقل سري للنظام في دمشق، وذلك بين 2011 و2012.
هذه الخطوة الإيجابية التي سبقتها أيضا المحاکمة التي جرت للدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وشبکته الارهابية في بلجيکا وإصدار الاحکام بحقهم، وکذلك المحاکمة الجارية للمسٶول الايراني السابق حميد نوري في السويد، بتهمة تورطه في مجزرة عام 1988، التي أودت بحياة آلاف السجناء السياسيين، تبعث على الامل والاحساس بالطمأنينة من إن العالم لايزال بخير وإن الذين يعيثون في الارض فسادا وإجراما، لن يفلتوا من قبضة العدالة، خصوصا وإن وجود سلوبودان ميلوسوفيتش ورادوفان کارادوفيتش، خلف القضبان بتهمة إرتکاب جرائم ضد الانسانية يجعل الانظار تتجه الى مجرم آخر بحق الانسانية لايزال ليس طليقا فقط وإنما في منصب رئيس جمهورية، وهذا المجرم لو قمنا بمقارنته بالضابط أنور أرسلان فإن الاخير مجرد سمکة صغيرة قياسا إليه، إذ هو کالحوت تماما!
ابراهيم رئيسي، عضو لجنة الموت في مذبحة عام 1988، التي أودت بحياة أکثر من 30 ألف سجينا سياسيا، والذي تهکم وحتى سخر من المراسلين الصحفيين الذين سألوه عن دوره في تلك المذبحة الدامية فأجاب بأنه کان يدافع عن حقوق الانسان!! وهذه الاجابة التي يسخر فيها کما يبدو عن العدالة الانسانية قد مرت مرور الکرام على المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان، لکن وفي نفس الوقت يجب أن لاننسى بأن رئيسي هذا يتجنب السفر الى خارج إيران خوفا أن يحدث له ماقد حدث لحميد نوري ويتم إعتقاله ومحاکمته والزج به في السجن الى جانب ميلوسوفيتش وکارودوفيتش!
من المهم جدا أن لايتم أبدا غض النظر عن ابراهيم رئيسي لمجرد کونه رئيسا ولاسيما وإنه قد تم تنصيبه رئيسا من أجل إرهاب الشعب الايراني وتخويفه لکي لاينتفض بوجه النظام، وإن الترکيز على جرائم هذا الرجل الذي لايزال طليقا وعدم السماح له بالافلات من العقاب، هي في الحقيقة مهمة إنسانية لايجب التقاعس عنها أو نسيانها، ويجب أن تتم إثارة هذا الموضوع وتسليط الاضواء عليه حتى تأخذ العدالة مجراها.