ما اسباب فشل انتفاضة تشرين ؟!
سعد السامرائي
ما اسباب فشل انتفاضة تشرين ؟!
الفشل هو ما يطلق على أي عزم أو منحنى او اتجاه او انتفاضة وثورة لم تكمل اهدافها أو تحقق على الاقل (مرحلة تنطلق منها) الى مرحلة أخرى لتكمل ما بدأته لاحقا ورغم أن انتفاضة تشرين حملت كل مقومات النجاح في بدايتها وهددت العروش العميلة الا انها فشلت في تغيير النظام او الحصول على اصلاحات تعادل الدماء الزكية التي اسيلت غدرا ,أي انها فشلت في تحقيق أهدافها الرئيسية ,أقول هذا وانا كنت ولا ازال من أول المؤيدين والدافعين والموجهين لهذه الانتفاضة ومع ذلك فان هذا لم يمنعني من توصيف حالة ما بعد الانتفاضة بصورة شفافة خالية من المفاخرة والعناد ورفض الاعتراف بالفشل لأني أقرأ جيدا الحالة بصورة مجردة من أي تأثيرات نفسية او ضغوط أو مجاملة .مؤمنا بانني يجب ان اتحلى بالشجاعة الكافية لاستخدام عقلي و متسلحا بالصبر فكما يقال :الاكاذيب لا تعيش طويلا .فالحكومة واجهزتها الامنية والعسكرية والميليشيات والاحزاب المشاركة بالعملية السياسية للمحتلين الامريكي والفارسي لا تمثلان حالة جماهيرية حقيقية بل هي كذبة لا بد من أن تنكشف وتداس بالاقدام.!
قبل أن نحدد اسباب الفشل سنبدأ من قاعدة معروفة علمية واجتماعية وهي : (لكي نغير المجتمع علينا أن نقوم بتغيير العقليات السائدة فيه عن طريق التعليم والتثقيف والتهذيب ) ,ولكي نكون كما نكتب ونؤمن يجب علينا ان نفعل ما نقول والا أصبح قصة خيالية او سطور يغطيها تراب النسيان . المجتمع العراقي وخصوصا الشيعي تربى على التقية والطائفية وكان الطابور الخامس العميل يقوم بتغذيته على الحقد بالروايات الكاذبة والمحرضة لديمومة الحقد والانتقام,لذلك قاست وتحملت الاطراف الاخرة كثيرا من الالام والانتهاكات الانسانية و القانونية (طبعا نشير الى وجود تفاوت كبير ومتباين بين الشيعة في هذه الفقرة كي لا يفهم من كلامنا اننا نوجه اللوم والمسؤولية بصورة عامة على الشيعة لعلمنا ان كثيرا منهم قاسى من حكومة العملاء وحورب في مصدر رزقه وانهم يعانون من حالة نفسية تجعلهم يضخمون الامور وتعيدهم الى فرية وخرافة ما يسمى بالمظلومية هذه المظلومة التي تؤثر على كل الشيعة ايضا بصورة متباينة ففي العراق فقط تجد الملحد الشيعي طائفي ويتحسس اذا ما ذكرنا اخطاء الشيعة وجرائم بعضهم !.. ,) نفهم من ذلك اذا ان العملية ليست دينية تحمل تعصبا دينيا بل هي تربية تعرض لها المجتمع الشيعي فانت ترى نفس هذا الشيعي الملحد او الديمقراطي اوالعلماني يشمئز اذا ما وجد لحم خنزير على طاولة أكله! ..(عدا بعض السرسرية اللي بايعين كلشي!! ) كذلك وجدنا السني الملحد فانه لا ينتقد ولا يسيء الا للدين الاسلامي ويتحاشى انتقاد بقية الاديان الاخرى (عقد اجتماعية!) كذلك تجد الهنود الهندوس الذين يعبدون البقر او يجلوهن فهم يخلطون براز البقر الجاف مع بهاراتهم التي يأكلوها تبركا! ويبيعوها لنا لذلك توقفت من استعمال بهارات الهنود او الذهاب الى مطاعمهم منذ ان عرفت هذه المعلومة !! .
نتسائل هنا هل استطعنا أن نغير طبيعة تفكير المجتمع العراقي حين هبت الانتفاضة ؟ الجواب نعم ولا ..نعم لأنه نبذ الطائفية في بداية الانتفاضة حيث ايقن ان الظلم يشمل جميع مكونات الشعب العراقي من شماله لجنوبه وشددنا على ذلك في دفعنا ومقالاتنا لكن للاسف واجهتنا عقدة أخرى اجتماعية وهي الرفض الباطني لوحدة المقاومة وتنامي عقدة المسؤول ورغم اننا لم نكن نطرح انفسنا كقيادة للانتفاضة الا اننا واجهنا مقاومة حتى من اصدقاء الدرب في احيانا كثيرة ..هذه النقاط التي يجب ان تركز عليها القوى الوطنية والدينية المجردة من عقد الطائفية لتلافي الاخطاء..و لا لان المجتمع عاد وانتكس وعادت العقد تنمو من جديد,أما لماذا فشلت الانتفاضة فهي معروفة للجميع فأوامر الفرس كانت تقضي بابادة النشطين وزجهم بالسجون ودفع ميليشيات طائفية( لساحات الانتفاضة لتخلط الاوراق ) وهي معروفة ادعت انها مع المنتفضين ثم سرقت الساحة لتعيد توظيف الطائفية من جديد واغلبنا يطير مع هبة الريح والبعض الاخر تم شراءه بمنصب او بمال كل ذلك تم والمجتمع الدولي والامريكان يتفرجون دون ممارسة أي ضغط أو تأثير او دعم..اذن هذه الاخطاء والمعوقات التي واجهت الانتفاضة مما يستوجب تلافيها مستقبلا مع الاخذ بعين الاعتبار ان لا تختلط الفعاليات السياسية السلمية مع مجاميع التغيير بالقوة فالالتقاء يتم بواسطة خيط رفيع جدا وضيق .