لعبة الأمم في العراق
ابراهيم الولي*
لعبة الأمم في العراق
مقدمة:
بعد تقاعدي من الخدمة الدبلوماسية، أصدرت خمسة كتب في مواضيع تاريخية وسياسية وفلسفية، اتبعتها بسبع عشرة مقالة نشرتها مجلة الكاردينيا الإلكترونية مشكورةً، وهذه هي الثامنة عشرة، هي جميعها تتناول مفاهيم (Concepts ) تشغل البال ،وكانت حول الدولة،والسيادة ،والعقد الإجتماعي، والبراغماتية،والجيوبولتك إلخ...
أما الآن، فقد أوحى إليّ الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي المضطرب في بلدي العراق، أن اتصور حواراً افتراضيا يدور بين طرفين، العالم الأول الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية الغربية، أما العالم الثاني فقد عنيت به شعب العراق وحكوماته وساسته.
سأبدأ المقالة بالتعريف بأهم المفردات الورادة فيها كي تساعد القارئ على فهم مغزى هذا الحوار.
• ماهي لعبة الأمم Game of Nations
• ماهي الفوضى الخلاقة Creative chaos
• لماذا العراق!
لعبة الأمم هي مجموع تفاعل بين السياسات الخارجية لدول قربت أو بعدت عن بعضها. فتشابك العلاقات سواء
انسجمت او نفرت مع بعضها ، يشكل في مجموعه خضوعا لقواعد نظرية اللعبة Game theory التي تقوم على حساب الاحتمالات و فيهما نوعان ، اولاهما قاعدة الصفرية Zero sum و ثانيتهما اللا صفرية Non zero sum إنما لتصبح الأولى أن الطرف A سيربح بقدر خسارة الطرف B فيكون ناتج اللعبة صفرا pay off. وليس مهما شرح بقية المعادلة التي يكون فيها الطرفان رابحين. ذلك أن العالم الأول يطبق دوما قواعد اللعبة الصفرية.
الفوضى الخلاقة إن في العالم الأول، أي الغرب، من خطط ونفذ واعترف بأن عملية اصلاح سياسي قُصِدَ منها، ولو ظاهرياً إدخال الديموقراطية في العراق، اقتضت توجيه صدمة او رسم خط صدعي سياسي واقتصادي واجتماعي سُميت بالفوضى الخلاقة ، وهي عملية تقوم على التجربة والخطأ …..Trial & Error. في السياسة والإقتصاد, وقد ثبت في الواقع أن هذه الفوضى لم تفلح أبدا بأن تكون خلاقة ، بل لعلها بكل المعايير كانت لا خلاقة، فاكتفت بتحقيق الفوضى وحسب.
لماذا العراق ! العراق جيوبولتيكياً هو قلب الشرق الأوسط، من سيطر عليه فقد حكم المنطقة إن آجلاً او عاجلاً، فهو وصلة مركزية للمواصلات بين الشرق والغرب، حتى لقد كان مطار البصرة نقطة الإتصال الجوي لأمد طويل، وهو مهد حضارات سبع آلاف سنة مضت قدمت للبشرية قوانين حمورابي والكتابة والحساب و.العجلة ،وهو موطن الديانات السماوية ، فكان فيه أنبياء وأولياء أولهم ابراهيم الخليل أبو الأنبياء عليه السلام ،وفيه اضرحة الأنبياء دانيال ويوشع وايوب ويونس والعزير وذو الكفل عليهم السلام في طول البلاد وعرضها من ميسان حتى نينوى ، و فيه اضرحة جلّ آل البيت عليهم السلام ،و في النجف و كربلاء و الكاظمية و سامراء الآئمة الكرام ، علي ابن ابي طالب ، والحسين و العباس ، و محمد الجواد و و موسى الكاظم ، و علي الهادي ، و حسن العسكري عليهم السلام ، كما ان بغداد تضم ضريحي ابي حنيفة النعمان و عبد القادر الكيلاني ر ضي الله عنهما . وصدق شاعرنا عبدالرزاق عبد الواحد حين قال:
هو العراق سليل المجد والحسب هو الذي كل من فيه حفيد نبي.
والعراق بلد نفطي وغازي فيه زراعة مزدهرة ومعادن كالكبريت والفوسفات والذهب وما إلى ذلك ما يجعله محط أنظار الغير. فهو بلد مكتف ذاتياً من كل وجه لو عُرِف قدره حقاً من بعض ساسته ، على أن خطوط صدع تكمن في مصادر مياهه التي يتحكم بها جيرانه، متجاوزين ، احيانا كثيرة على حقوق دولة المصب في تقاسم الضرر جراء شح المياه لسبب او اخر لدى دول المنبع لدجلة و الفرات و توابعهما ، ، والأمر المدمر الآخر هو االتمذهب والتعنصر بإزدراء واضح لروح المواطنة الحقة فيه.
الحوار , ؛
العالم الاول
نود ان نذكّركم بان العراق كان مستقلا وفاعلا على الساحة الدولية ، فقط ،حتى نهاية الدولة العباسية 656/
1258م ، حين توغل المغول في المنطقة ،فكان ان فتح الطريق امام الفرس والعثمانيين لتداول الحكم في بلادكم . واستمر ذلك التداول الى مابعد نهاية الحرب العالمية الاولى ، فكانت نهاية الاستعمار الكلاسيكي القائم على احتلال الارض ، كما فعل جيرانكم الامبراطوريون بكم حتى ذلك الحين ..و هنا كيّفنا ، نحن ،،سياساتنا لاحلال الامبريالية بدل الاستعمار ،اي اننا لم نعد نهتم باحتلال دولكم مكتفين بالاستعمار الاقتصادي الذي يفي بالغرض، خصوصا بعدما وجدنا ان وجود جيوشنا في منطقتكم مكلف لخزائننا .وهنا تسلمنا ، نحن الامريكان ،مسؤولية بلادكم والشرق الاوسط عموما من بريطانيا فاصبحنا سادة الموقف نطبق سياسة خارجية تلتزم بالتوازن الدقيق Balancing في تنفيذ ستراتيجياتنا الكبرى .. فنحن نتعامل مع رؤسائكم في المنطقة بالتعايش معهم طالما لم يؤثر ذلك في التوازن المرسوم لادوارهم.. هل نسيتم مافعلنا بشاه ايران واحللنا بعده نظام حكم ديني متطرف ، ها انتم وغيركم تعانون منه ..وحتى نظام الحكم السابق في العراق ، عايشناه الى ان بدأ يخل بالتوازن الذي اردناه ،لهذا اطحنا به باللجوء الى القوة المفرطة ، و الامثلة على هذه الممارسة عديدة ، ليس اقلها ما حدث في شيلي و في بناما . . فنحن نتساهل في مواقف سياسية تبدو في الظاهر كانها ضعف منا ، ولكن اذا جدّ الجد فاننا نحتفظ دوما بقوىً ضاربة لا قِبل حتى للاتحاد السوفيتي على مجابهتها ، ولكم في انهيار السوفييت في 1991 عبرة .
انتم تظنون انكم دول مستقلة ذوات سيادة كاملة ، ولكنكم لاتدركون ان دول العالم ال 193 الاعضاء في الامم المتحدة هي مستقلة من خلال التداخل مع الدول الاخرى في ال……Interdependence وهذه العلاقة المتداخلة يحكمها نظام العولمة ... Globalization التي تمسك بخيوطه مؤسساتنا وشركاتنا العابرة للقارات ،وينسق مفاعيلها في العالم وليس لديكم فحسب , صندوق النقد الدولي والبنك الفدرالي الامريكي. هل تعلمون بان مؤسساتنا المالية تمسّك وتتابع مسار الدولار الامريكي حيثما صرف اوتُملِّك ،نحن نعرف مايفعل الفاسدون في دولكم من السطو على الممتلكات العامة منقولة او ثابتة ،و هو امر محرم تماما في بلادنا اذ يقع مرتكبوها تحت اقسى عقوبات القانون .و نحن ، نعرف اين يستثمر هذا السحت الحرام ، حيثما صرف .
وندرك ذلك التاثير المدمر على اقتصاداتكم ، فلدينا احصائيات دقيقة عن انتشار البطالة بين شبابكم حتى الجامعيين منهم ، وكذلك عن مستوى الفقر لبلدكم الغني في كل شئ .ولقد قيل ليس هناك في البلدان فقر ،بل سوء ادارة .نحن نعرف ذلك وقد نتستر على امثلة منه عندما يكون ذلك في مصلحة التوازن.. ولكننا نقدر على فضح اولئك الفاسدين عند الضرورة .نحن في العالم الاول قلنا انكم مستقلون وذوي سيادة على اننا رسمنا لكم دوائر وهمية ، فانتم احرار فيما تفعلون في بلدانكم شريطة ان لاتمسوا المحيط الخارجي للدائرة . فذلك امر ممنوع بل خط احمر ستعاقبون عليه ان اخترقتموه .
اما السيادة فدعكم عن التشدق بها ، صحيح ان النظام العالمي الجديد الذي يحكم العالم اليوم يسمح بانتقاص السيادة لدولة ما لصالح المجتمع الدولي . فمثلا ان عضويتكم في الامم المتحدة وفي الاتفاقيات الدولية الملزمة كالمناخ
و البحار وحقوق الانسان تحمّل الدولة العضو على التخلي ، واقعيا وقانونيا عن جزء من سيادتها لخير الجميع . لابد انكم تعرفون كيف ان مبدا اختصاص القضاء العالمي .. Universal Jurisdiction يخرق السيادة الوطنية لاي عضو كي يمكنه من مقاضاة مرتكبي جرائم ضد الانسانية , كالاتجار بالبشر والابادة الجماعية وتجارة الرقيق واختطاف الطائرات وافعال الارهاب . ثم اين انتم من السيادة الوطنية في وقت يتدخل فيه جيرانكم باهم مفاصل العملية السياسية في بلدكم ، فضلا عن استباحة بعض من ارضكم و سمائكم من قبل هذا و ذاك !
العالم الثاني
لقد استمعت لبيانكم السياسي الذي يوضح ستراتيجياتكم الكبرى ضد بلدنا العراق. بل قل بالتعامل مع دول المنطقة العربية والاسلامية ، وكلها لم تعامل بمستوى واحد ، فميزان التعادل الذي تحاولون جعله متوازنا لمصلحتكم يلزمكم في التطبيق – وذلك ما لاحظناه على أرض الواقع- ففي سياساتكم ثوابت ومتغيرات تأخذ بنظرية تغير الأحكام بتغير الظروف Rebus sic stantibus هذا الاسلوب في التعامل مع العالم الثاني لا يخلو من براغماتية انانية تهدف بالدرجة الاساس إلى تحقق السيادة على العالم حيثما كانت وحداته. والسيادة نعني بها هذا التسلط على المسرح الدولي والقضاء على اي منافس صاعد , وهذا هو الموقف مع الصين الشعبية التي تخشون من تسيدها في مناطق نفوذكم ، او لعل مشروعها المسمى الطوق وطريق الحرير الصيني الجديد يقض مضاجعكم فأنتم تحاولون بكل وسيلة عرقلة تحقيق هذا المشروع الذي يقلب اقتصاد العالم من قبل دولة هي شيوعية العقيدة ولكنها تطبق اقتصادات السوق بميكانيكية العولمة بحذافيرها.
تصوروا أن الصين كانت تزمع ان يمر هذا الطريق من منفذ ميناء الفاو العراقي كي يذهب صعودا إلى تركية فإلى اوروبا غربا.. وربما بفرع آخر من غرب العراق عبر الأنبار إلى دول البحر المتوسط ، وبالرغم من العروض السخية من الصين إلى العراق لإدخال موانئه وسككه الحديدية وطرقه البرية في صلب هذا المشروع، لكن أيدٍ خفية عملت المستحيل لإحباط هذا المسعى حتى أضطر العراق على اللجوء إلى كوريا لتنفيذ ميناء الفاو.. نحن نشعر في عالمنا الثاني أنكم في العالم الأول. دفعتم بهذا الإتجاه من خلال العديد من الجيران ، فضلا عن رجالكم في داخل الوطن.. ولكل من أولئك مصلحة في هذا التغييز الذي سيوقع أعظم الضرر في تجارة العراق واطلالته البحرية ، ونتيجة لهذا استغلت ايران الموقف فجعلت ميناء بندر عباس هو الواصل بين الخليج العربي وبين العراق في سكة حديدية تربط الشلامجة الايرانية بالبصرة ومن ثم يكون الطريق الصيني قد غير حتى الآن مساره . وذلك بفضل العالم الأول.، هل ترون كيف توقعون الضرر بنا بسبب تنافسكم مع الصين مثلا! فانتم بفعلكم هذا تضعوننا ،دون ارادتنا ،طرفاً في امر لا طاقة او مصلحة لنا به .
انتم تقولون ، بل وتفعلون ، بأنكم تلهون شعبنا بمسائل ثانوية تافهة كي تثنيه عن التفكير الجدي في مشاكله الحياتية والوطنية ، فقد شجعتم على ان يستكين شعبنا إلى التكاسل في الأداء وفي كثره تعطله عن العمل حتى لقد صارت في العراق رسميا مئات المناسبات الدينية وغيرها مماعطل النشاط الإقتصادي الوطني للبلاد بصورة جديه.
و لقد ساهمتم في العدوان على العقل الجمعي للعراقيين ، حتى اختلت قيم و عادات و تقاليد لم تكن كذلك قبل ان تتدخلوا او تشجعوا انتم عليها .
و الاهم من كل ذلك ، الا ترون كيف مزقتم النسيج الاجتماعي في العراق حين ارسيتم في اذهان الناس بان العراق يجب ان تحكمه بيوتات منعزلة عن بعضها ، فهناك ، بدءا ب 2003 حين حكمتم بلدنا ،بالفوضى الخلاقة ؛ بيت شيعي و بيت سني و بيت كردي و رابع تركماني و اخر يزيدي او شبكي . في هذه الوحدات شخوص سياسية يعملون على إعلاء شأن اتباعهم بعيدا عن روح المواطنة الحقة و احترام شعور و حقوق المواطنين الاخرين ، و قد كان من اثار هذه السياسة الضارة ان بعَض نواب الشعب المنتخبين لا يدركون انهم في خدمة العراق ، كل العراق بجميع مواطنيه و ليس بحسب البيت الذي ينتمي له .
انتم في العالم الأول حلفاؤنا ، فكيف لكم الا تعالجوا احدى مشاكلنا الكبرى، اعني تنمّر الدول العميقة.. فهناك في بلدنا سلاح .... يدين علنا ودون حياء بالولاء لدول اجنبية بصرف النظر عن الدوافع والمبررات.. نحن لا نرى للأسف أنكم جادون حقا في مساعدة الدولة الشرعية ، العراق على علاج هذا الموقف بكل ما لديكم من قوة وبطش، ولا عذر لكم بالإنشغال في مواجهة تقدم الصين المنافس اقتصاديا لكم و في منطفة بحر الصين الجنوبي،ولا حتى بمجابهة محاولات الاتحاد الروسي الذي يصمم على استعادة( يورواسيا )التي تضعضعت منذ 1991 ولعل مواجهة الناتو والإتحاد الروسي في أوكرانيا وبلاروسيا ،هي ارهاصات مواقف سياسية تضع العالم على حافة الخطر .
نحن في العالم الثاني عموما وفي العراق خاصة نعوّل كثيرا على جيل الشباب الصاعد...تصوروا انكم ستتعاملون مع جيل ولد بعد 2003 من ايام حكمتم على العراق ، بصلاحيات مطلقة ، السيد بريمر الذي كان يكاد لايعرف عن العراق سوى انه بلد نفط شموس ،ربما اريد تدجينه بالقوة الغاشمة وبث الفساد والرشى بين ثلة من الرجال كانت الوطنية اخر همهم للاسف الشديد ، فكان ان ادخلتم العراق في سلسلة من الفوضى اللا خلاقة ، حلقة مفرغة ان شئت تسمية المحاولة .. فكان ان تمزق النسيج الاجتماعي وزادت البطالة وعم الجهل وضعف الامن وانتشرت المخدرات .. ضعفت لحد الضياع روح المسؤولية والمواطنه ، و تصاعد التمسك بالطائفية والعنصرية ، الا ترون ان مقدمات مافعلتم في العراق في 2003 يعاني الشعب العراقي اسقاطاته اليوم برغم محاولات الاصلاح التي يقوم بها بعض الساسة في تجربة لترقيع النسيج الذي تهرّى بفعل تلك الممارسات .
لقد كان واضحا لدينا كيف ادارت الادارة الديمقراطية البوصلة الى الجانب المعاكس عن بلداننا ونحن نعاني ، وسنعاني ربما باكثر فيما ياتي من الايام . فما عسانا ان نقول بان احدكم يرى في بلدنا انه لايستحق ان يظل موحدا عزيز الجانب ، بان يقترح ، وبدون تبصر بعواقب مايخطط له من تقسيم بلدنا الى دويلات حسب المذهب والعنصر . ولكن مهلا فان طلائع شباب الجيل الجديد الذي فتح عينيه على الحرمان وانعدام العدالة والشفافية والنزاهة في بلاده ثمرة الفوضى الخلاقة التي جاهرتم بها ..بدا يتمرد على واقعه وهو لايطلب شيئا سوى الوطن الذي يقرا عنه في الكتب المدرسية القديمة . هؤلاء هم امل العراق وهم و سواد الشعب الفاضل، لا الفاسدون ، الخزين الوطني الستراتيجي الذي يقع على كاهله اصلاح ما اعوجّ على يد الفوضى الخلاقة .
رب قائل يقول بان اللجوء الى المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحدة التي هي برلمان العالم قد يصحح هذه الاخطاء ، وهنا استذكر قول داغ همرشولد ثاني سكرتير عام للمنطقة الدولية عندما سئل عن دور الامم المتحدة في ادارة الازمات الدولية قائلا : انها خلقت ليس لتاخذ الانسانية الى الفردوس ، ولكن لتنقذهم من الجحيم. هذا الرجل الفذ ، شعورا منه بالمسؤولية ، ركب طائرته ذاهبا الى الكونغو البلجيكية منجم الالماس والمعادن الثمينة فسقطت طائرته في سماء كانشاسا العاصمة اي في غاباتها ، وربما اسقطت الطائرة، وقد كان لي الشرف عندما كنت في جنيف 1961ان اسير في جنازته المتوجهة الى ستوكهولم ، وبعد اربع سنين كنت في ستوكهولم فزرت قبره في (ابسالا) وقرات الفاتحة على روح هذا الشهيد ،
اللهم اهد قومي الى طريق الرشاد وبصّرهم بما يحاك لهم في لعبة الامم التي نحن ندور في فلكها ..
.والله من وراء القصد
*سفير عراقي سابق