الاهتزاز الفكري والعقائدي في العمل السياسي.
د.عامر الدليمي
قانون دولي عام
الاهتزاز الفكري والعقائدي في العمل السياسي.
لكل إنسان في الحياة مبدأ يؤمن به كقاعدة أخلاقية إنسانيةوتربية وهدف لمشروع وفق تفكير و طموح ذاتي، وليس ما يمنع ان يعمل على تحقيقه ويكافح من أجله. فالحياة مسيرة وإختيار، لنضوج فكري وإلتزام لمن يؤمن بمبدأ وقيم إنسانية، والعمل السياسي مخاض عسير إيمان وتضحية وعطاء، والأهم هو الثبات لأنه تأكيد مطلق على فهم ألحياة كمشروع إنساني يكون الإنسان فيه دفعة حيوية ووحدة بناء صلبة تتحمل ما يؤسس ويبنىٰ عليها، لأن حركة التأريخ في جوهرها توثيق سياسي وإجتماعي لأفراد أو جماعات لعبوا دورا ً وقادوا تحولات عميقة الفعل في مجتمعاتهم، وكانوا قدوة ومدارس،
والسياسة علم يطبق ليس للتنظير فقط وليس حالة عبثية دون بوصلة للتأشير، فهو وسيلة للحياة يحقق آمال وطموحات البشرية، كما إنه ليس ترفاً شخصياً أو هدفاً مصلحياً يتسلق به أو يرتديه من يرتديه للمنظر والمظهر رغبة للتعويض
عن نقص نابع من الاحساس بالدونية وعجز للإرتقاء بروح وقيم وطنية وأخلاقية، هذه الصفة جوهرها أبعاد وتأثيرات تركيبة نفسية غير متوازنة تستبدل إنتماء بآخر من غير قناعة أكيدة أو إيمان فكري عقائدي مطلق لتحقيق غاية يعتقد بأنها حياة جديدة في العمل السياسي منتهزاً حالة ظهرت في الميدان السياسي العام، ولربما يضع الانتهازي نفسه بمصاف المشرعين والممثلين الحقيقين لمصلحة الشعب، أو من يمتلك خطاً سياسياً فاعلاً لتحقيق أهداف الشعب في التحرير والعدالة الإجتماعية وخدمة الإنسانية . والانتهازيون لايستطيعون العيش بإستقلالية فكرية ثابتة وذات متمسكة بالكرامة والصفة الإنسانية بل يتعايشون كسماسرة سياسين تشكل عندهم حالة نفسية مضطربة مبنية على قاعدة من أهتزاز فكري وتربوي في آن واحد، وقد يتصور البعض أنها حالة تنم عن ذكاء شخصي وفهم عميق للحراك السياسي في المجتمع بصورة عامة عندما تتبدل المواقع والادوار.
فالعمل السياسي المبدئي المبني على قناعة وجدانية فكرية ونفسية وطنية لا يتخلىٰ عنها من دخل معتركه السياسي، ومن المستحيل التخلي عنه في أعلىٰ مراحل الخطورة الشخصية بل يزداد إصراراً وقناعة إيمانية راسخة بصحة الخط الذي يؤمن به حتى وإن كلفه حياته. وهي صورة حقيقية واضحة للشخص المبدئي الشجاع الملتزم وللحركة السياسية التأريخية ومن يمثلها لصمودها ومسيرتها الوطنية، لبسالة وإقدام أعضائها وقيادتها كطليعة قادرة على تقديم مشروع وطني يخدم الشعب، إن ما يشكل خطورة هو الإهتزاز الفكري والتنظيمي لأشخاص يحاولون القفز فوق المثابات السياسية الوطنية التي لها بصمة نضالية خالصة وأثبتت من خلال ومسيرتها أنها الأقدر على التعبير والتغيير، و أنها الردع والخط المستقيم المقاوم والتحرر الحقيقي وليس أمثال المصلحيين المتسللين بطرق وأفعال تكتيكية لإهتزاز في فكرهم وأفعالهم المشحونة بتناقض الموقف والمنطق المحكوم بحزمة من العقد النفسية، وحالة غير طبيعية في الشعور، فالعمل السياسي مخاض عسير وإيمان راسخ ومبدئية حقيقية.
والعمل السياسي... ممارسة ميدانية نضالية وليس سياحة فكرية ترفيهية، فألسياسي المخلص نموذج للوطني الذي يمتلك زمام المبادرة الوطنية وألإرتقاء بها لمستوىٰ العمل والعطاء وألإيمان المطلق... وتتمثل فيه مبدئية صادقة وإلتزام دون مساومة للنهوض بواقع الإنسانية ليعيش و المجتمع الذي هو جزءاً منه بحرية وكرامة و مستقبل، لأنه سيكون ممثل الشعب بكافة اطيافه ومساحته الوطنية ويشير إلى مستقبل صحيح.