إبراهيم عيسى يفجر جدلا بوصفه رحلة الإسراء والمعراج بـ'الخرافة'
القاهرة - أثار الكاتب والإعلامي المصري إبراهيم عيسى جدلا واسعا في مصر بعد أن وصف رحلة الإسراء والمعراج بأنها "قصة وهمية"، بينما قرر النائب العام المصري حمادة الصاوي فتح تحقيق بعد تلقي بلاغات ضد عيسى على خلفية تصريحات حديثة له متعلقة بالإسلام، فيما وصل الجدل إلى البرلمان المصري وردت دار الإفتاء ومشيخة الأزهر على تلك التصريحات.
ونشرت الصفحة الرسمية للنيابة العامة المصرية على موقع فيسبوك بيانا مقتضبا للنائب العام ليل السبت أمر فيه "باتخاذ إجراءات التحقيق في البلاغات التي قُدّمت إلى النيابة العامة ضدَّ الإعلامي إبراهيم عيسى".
وتتطرّق عيسى الذي يقدم برنامجا بعنوان "حديث القاهرة" على إحدى القنوات الفضائية المصرية الخاصة في حلقة الجمعة إلى "رحلة الإسراء والمعراج" التي قام بها النبي محمد من مكة إلى المسجد الأقصى والصعود إلى السماء والعودة إلى مكة في نفس الليلة.
ويحتفل المسلمون بذكراها في السابع والعشرين من شهر رجب حسب التقويم الإسلامي وهو ما يوافق نهاية الشهر الجاري.
وقال عيسى والمعروف بآرائه المناهضة للإخوان المسلمين والسلفيين، في برنامجه "قصة الإسراء والمعراج.. ما رأيك أنه لا يوجد معراج"، مضيفا أنها "قصة وهمية" بأكملها، مضيفا أنه أمر تؤكده كتب السيرة والحديث.
وتابع في الحلقة نفسها "المسلم الحالي في عام 2022 لا يحتاج إلى رجل دين أو شيخ.. ماذا سيعلمك.. الصلاة والصوم، مضيفا "الشيخ حاليا يعلمك أن تتدخل في حياة الناس الخاصة... الشيخ يقدم لك سلفية وليس رؤية الإسلام".
وأثار سجالات بين المصريين بعد تصريحاته وعجّت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات المستخدمين التي جاء معظمها رافضا لما قاله.
وكان عيسى معارضا شرسا لنظام الرئيس الراحل حسني مبارك عبر صحيفة 'الدستور' التي كان يرأس تحريرها وعارض من بعده نظام الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي.
وردا على ما قاله عيسى، قدم البرلماني المصري مصطفى بكري بيانا عاجلا أمام مجلس النواب قال فيه "كان يتوجب منع هذا الإعلامي، كما تم منع إعلامي آخر خلال الأيام الماضية لمصلحة من التشكيك في الدين وإثارة الفتنة"، حسب ما نشر الأحد على حسابه على موقع تويتر.
وانتقل الجدل المثار إلى البرلمان، حيث شنّ بكري هجوما عنيفا على إبراهيم عيسى. وقال في جلسة الأحد "دأب بعض الإعلاميين ومن يحتسبون أنفسهم مفكرين التشكيك في ثوابتنا الدينية والأخلاقية وشهدنا شخصا منهم خلال الأيام القليلة الماضية يزرع الفتنة في هذا البلد ويتقول على العقيدة الإسلامية ويزعم ويدعي أن الإسراء والمعراج إنما هو خرافة وأن عمرا بن الخطاب لو كان عادلا ما قتل وأن مشائخ هذه الأيام لا وظيفة لهم إلا التلصص والتجسس".
وأضاف "كما تطاول أيضا على نساء الصعيد ونساء الأرياف في بحري وزعم أنهن كن يرتدين المايوهات منذ الصغر.."، معتبرا أن "الهدف كان كيف نضرب القيم.. هذا الشخص الذي زعم هذا الكلام على الدين والعقيدة والقيم هو ذاته الذي وقف ينحني أمام ممثلة مصرية شاركت في فيلم أصحاب ولا أعز الذي يروج للمثلية الجنسية وانهيار القيم الأخلاقية".
ودعا بكري إلى محاسبة إبراهيم عيسى ورئيس القناة التي يشتغل فيها قائلا "كان يتوجب على الجهات المسؤولة أن تحاسب هذا الشخص وأن تحاسب تلك القناة التي تروج لمثل هذه الأفكار والتي تبث سمومه".
وقال أيضا "كان يتوجب منع هذا الإعلامي، كما تم منع إعلامي آخر خلال الأيام الماضية"، مضيفا "لمصلحة من التشكيك في الدين وإثارة الفتنة"، متهما "عيسى ومن هم على شاكلته بأنهم مجرد أدوات لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف ضرب العقيدة وقيم المجتمع والأسرة العربية والإسلامية".
وعلقت دار الإفتاء المصرية السبت على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك وأكدت أن "رحلة الإسراء والمعراج حَدَثت قطعا ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال".
وأضافت في ردها المكون من سبع نقاط على إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بأن "هذا الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله".
واعتذر الممثل المصري مصطفى درويش عن استكماله تصوير فيلم "الملحد"، بسبب اختلافه مع عيسى وهو مؤلف الفيلم، في ما قاله في برنامجه.
وكتب درويش على صفحته الرسمية على فيسبوك "قررت أنا مصطفي درويش الاعتذار عن فيلم الملحد الذي صورت فيه أربعة أيام بسبب أن مؤلف القصة هو إبراهيم عيسي لأنه واضح أن هذه الحرب ممنهجة وأنا لا أقبل أبدا أن أكون أداة للحرب ضد ديني".
وأعاد الممثل المصري نشر بيان لمشيخة الأزهر يرد فيه على ادعاء إبراهيم عيسى تحت عنوان 'البعض يستثمر الأحداث للنيل من المقدسات الدينية والثوابت"، مؤكدا أن "الإسراء والمعراج من معجزات النبي المتواترة في القرآن"
وعلى تويتر أصبح وسم إبراهيم عيسى من بين الوسوم الأكثر تداولا وكتب أحد المستخدمين "كل الدعم للمثقف المستنير إبراهيم عيسى"، بينما كتب آخر "الأستاذ إبراهيم عيسى يريدنا أن نشكك في القرآن".
وتذكر الضجة التي أثارها إبراهيم عيسى بأخرى مماثلة كان قد أثارها الإعلامي إسلام البحيري في 2015 الذي انتقدهُ الجامع الأزهر وأوقف برنامجه 'مع إسلام' على قناة القاهرة والناس وذلك لاتهامه بانتهاك الدين الإسلامي، حيث وجه إليه إنذار بوقف البرنامج.
في نهاية مايو/ايار أدانته محكمة مصرية بتهمة ازدراء الأديان وحكمت بحبسه لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ. وفي ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته قررت المحكمة تخفيف الحكم عليهِ إلى السجن لمدة سنة واحدة. وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي عفوا رئاسيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 شمل إسلام البحيري.