الحرب الروسية - الأوكرانية تتسبب بتأخر اعادة تأهيل معمل زجاج الرمادي
رووداو ديجيتال:أفاد قائممقام مدينة الرمادي ابراهيم العوسج، بأن الحرب الروسية – الاوكرانية قد تتسبب بتأخر استكمال مشروع معمل زجاج الرمادي، في محافظة الانبار، لافتا الى انه في حال اكتمال المشروع سيعود بفائدة اقتصادية على العراق، فضلا عن تشغيله نحو 2000 من اليد العاملة.
قائممقام مدينة الرمادي ابراهيم العوسج، قال لشبكة رووداو الاعلامية يوم الخميس (10 اذار 2022)، انه "تمت احالة معمل زجاج الرمادي الى شركة روسية، وتم توقيع العقد معهم"، مشيرا الى "مجيء الخبراء الى الرمادي قبل نحو اسبوعين، وننتظر مباشرتهم الفعلية بالمشروع".
ورجّح العوسج ان "تكون الحرب الروسية - الاوكرانية وراء تأخر البدء بالمشروع قليلاً"، منوها الى ان "من ابرز بنود العقد مع الشركة الروسية هو ابقاء الموظفين السابقين في العمل، وأن تكون نسبة ارباح وزارة الصناعة والمعادن من الانتاج 25% على ان يباشروا بتشغيل جميع المعامل العشرة في المشروع".
يقع معمل زجاج الرمادي في مركز المدينة، التي تعد مركز محافظة الانبار، غربي العراق، ويستمد حاجته من الماء بأنابيب مباشرة من نهر الفرات القريب جداً عليه.
يتألف معمل زجاج الرمادي من عدة افران، تعمل لانتاج الكميات التي تعتمد حسب الحاجة اليها في البلاد، وهو متعدد الأوجه، كأن يكون لانتاج الألواح أو القناني الطبية او الاقداح وغيرها، وفقا لقائممقام الرمادي.
معمل زجاج الرمادي تم انشاؤه في عام 1976، لكنه توقف عام 2003 عقب الغزو الاميركي للعراق.
بشأن عدد الايدي العاملة التي ستعمل في هذا المشروع مع بدء تشغيله، نوه العوسج الى ان "عدد العمال الذين سيعملون في المعمل نحو الفي عامل"، منوها الى ان "معمل زجاج الرمادي هو واحد من أهم المراكز الصناعية المهمة في البلد، كونه المعمل الوحيد في العراق الذي ينتج الزجاج".
"اليوم تخرج العملة الصعبة من البلد، وتذهب لاستيراد الزجاج"، وفقا للعوسج الذي رأى أنه "من الممكن ان يكون هذا المعمل واحدا من الروافد الاقتصادية في البلد، ويغير الكثير من المعادلات الموجودة".
بشأن تأمين المعمل لحاجة العراق من الزجاج، ذكر قائممقام الرمادي، انه "قطعاً لا يسد كل حاجة البلد من الزجاج، لكنه اعتقد من الممكن ان يسد حاجة كبيرة من البلد، خاصة في انتاج السيراميك للجدران وايضا مغاسل الماء التي تستخدم في الحمامات"، مردفا انه "لو كانت تلك الخبرة الفنية موجودة، أعتقد اننا سنستغني عن المستورد، لذلك هو واحد من أبرز مهامه توفير العملة الصعبة للبلد".
"المعمل مدمر، لكن الخبراء الروس جاؤوا وأختاروا مقراً لهم، غير انني اتوقع انه سيتأخر البدء بالمشروع، بسبب الحرب الروسية الاوكرانية"، وفقاً لقائممقام مدينة الرمادي.
المسمى الرسمي لمعمل الزجاج هو الشركة العامة للزجاج والحراريات، وتأسس بتكلفة 6،700,000 دينار، في مدينة الرمادي، تابع لوزارة الصناعة والمعادن، يبعد عن بغداد 80 كيلومتراً غرباً.
بدأ المعمل إنتاج 9000 طن من الألواح الزجاجية والقناني، في مرحلة أولية، وكان عدد العمّال فيه 1375 عاملاً، ثم بلغوا 5 آلاف موظف.
في سنة 1978 كان المعمل يعتمد على الخامات المتواجدة في تلك المنطقة، وفي سنة 1979 بلغت السعة الإنتاجية 22700 طنّ من الزجاج.
بعد حرب الخليج الثانية سنة 1991، وفرض الحصار الاقتصادي على كثير من المواد الأولية، اضطرت الحكومة إلى استيراد المواد بالعملة الصعبة، وإلى شراء حطام الزجاج المستعمل من المواطنين، فجمعت 2325 طنّاً بين شهر أيار وشهر آب، فاستطاع المعمل في سنة 1992 إنتاج 90% مما كان ينتجه قبل الحرب.
أصاب المعمل تخريب جراء سيطرة تنظيم داعش عليه بعد معركة الرمادي، فأصابه تدمير في أغلب المعامل الإنتاجية.
كان العراق من الدول العربية القليلة التي بادرتْ إلى الاستفادة من رمال الزجاج، وكان من المخطط أن ينشأ معمل الزجاج في الرطبة وليس الرمادي، التي تبعد حوالي 300 کم من الرطبة، حيث جاء تفضيل موقع الرمادي على الرطبة لعدة أسباب، منها أن الرطبة تقع في وسط الصحراء الغربية، حيث يعسر الحصول على الماء، بينما تتطلب صناعة الزجاج ماءً كثيراً، فإنتاج الطن الواحد من الزجاج يتطلب 98000 لتر من الماء.
ذكرت مجلة بغداد سنة 1967 أن جيولوجيين قاموا بمسح منطقة وادي حوران في الرطبة، وتبين أن هناك ما يقارب من 5 ملايين طن من الرمال الصالحة لصناعة الزجاج على عمق 10 أمتار.